أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٩)














المزيد.....

يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٩)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 17:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (19)
الكيزان اخترقوا الجميع
أحمد موسى قريعي
بت على يقين معزز بالأدلة والوثائق أن الكيزان قد اخترقوا الجميع بلا استثناء، أصلا المجلس العسكري مخترق منذ البداية فالكيزان هم من يديرون اتجاهاته ويؤثرون في صناعة قراراته وتعيناته، بل أنهم يفكرون نيابة عنه، ويحددون له متى يخطو هذه الخطوة أو تلك.
ينقسم كيزان المجلس إلى ثلاثة مستويات أو دوائر مغلقة، معقدة التنظيم تعمل من خلال تحريك بعض الأعضاء أو جميعهم كأنهم قطع "شطرنج".
المستوى الأول من كيزان المجلس يكتفي فقط بتوجيه المجلس لكن من خلف الكواليس، وله أفراد داخل المجلس يسمعون له، وينفذون ما سمعوا بدقة متناهية. أما المستوى الثاني يتكون من مجموعة حلقات تتحلق وتلتف حول السيد "البرهان" فتحيط به بصورة جهنمية تؤثر بصورة مباشرة على قرارته، أو تُلهمه التفكير أو تهديه التردد والانزلاق نحو مصادمة قوى الثورة.
أما المستوى الثالث من كيزان المجلس فهم الذين يتلفون حول الفريق "حميتي" ويفعلون معه مثلما يفعلون مع البرهان. لكن كيزان "حميتي" هم الأشد خطرا وفتكا به وبالثورة وبالسودان، وحسب المعلومات التي وصلتني أن هنالك مجموعة كبيرة داخل قوات الدعم السريع ولائها الكامل والمطلق ليس للفريق "حميتي" وإنما للكيزان الذين حوله، لذلك يا سيادة الفريق عليك بمراجعة "دعمك السريع" حتى لا تضع السودان تحت رحمة كيزانهم.
منذ تجدد المفاوضات بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير، قد نشط كيزان "حميتي" ثوريا واقتربوا أكثر من الثوار وأوحوا إليهم ببناء المتاريس الجديدة، وتمدد الاعتصام، وبحسن نية انجر الثوار إلى هذه الخدعة الماكرة فلقوا حتفهم وربما يعرضون الثورة كلها للحتف.
لكن السؤال المنطقي من يطلق النار على الثوار؟ في الواقع الإجابة على هذا السؤال معقدة ، ولكنها ليست مستحلية، فالحكاية ببساطة شديدة تقول أن قوى الثورة المضادة ممثلة في "كتائب الظل" والكيزان الذين حول "حميتي" هم من يجرون الثوار إلى المتاريس الجديدة ثم يطلقون عليهم النار. وفي اعتقادي أن مسلسل "المتاريس" هذا سوف يستمر إن لم يلتزم الثوار بأماكن الاعتصام التي حددها "تجمع المهنيين".
الحقيقة أن كيزان "حميتي" هم من صنع قوات الدعم السريع التي ضلت طريقها إلى الثورة، وبالتالي نكاية "بحميتي" الذي سفه أحلام الإنقاذ يجب أن يدفع الثمن غاليا. أقول إن أراد "حميتي" العافية عليه أن يبدأ من جهاز الأمن والمخابرات فيعتقل على الفور "قوش" ويضعه السجن، ويكنس آثار تلك الشراكة القديمة التي عُرفت في عهد الإنقاذ بعصابة "الثلاثة" قوش وحميتي وفيصل الذين استولدهم الرئيس المخلوع في فبراير 2018 لإنفاذ برامجه وتجديد ولايته الرئاسية في ابريل 2020م. فكان "حميتي" يمثل الشق العسكري في هذه المعادلة و"قوش" الشق الأمني فيها، وفيصل حسن ابراهيم يمثل "شقها" السياسي.
طبعا الفريق "حميتي" كفر بكل المشروع الإنقاذي وبرأ نفسه من كل موبقات وآثام البشير وانحاز لطرف الثورة بشكل كامل، ولكنه نسي أن يكنس الماضي ويفكك آثاره التي ما زالت تلاحقه أينما حل. فأنا على ثقة تامة أن انحياز "حميتي" وأخيه "عبد الرحيم" إلى الثورة انحياز حقيقي ومؤكد لكن حولهما كيزان من "أولي القربى" هم مصدر ثقتهما وموضع استشارتهما ولكنهم في الحقيقة أعداء للثورة تستطيع أن تعرف ذلك إن جالست أحدهم في مناسبة ما فهناك تسمع "سيء الحديث" عن الثورة والثوار.
الاختراق الكيزاني وصل حتى إلى مكان الاعتصام وأخذ له فيه موضع، مكنه في كثير من الأوقات إلى جر الثوار إلى حتفهم بطرق مختلفة بالتنسيق بينهم وبين كتائب الظل، وقوى الثورة المضادة، وشيوخ الدولة العميقة، وكيزان المجلس العسكري الذين يجاهر بعضهم بكوزنته بكل فخر واعتزاز.
أصبحت الثورة المضادة الآن ومعها حلفائها يشعرون بنشوة الانتصار الذي بات وشيكا إن لم يلتزم الثوار بتعليمات قوى الحرية والتغيير ويطبقونها بشكل فوري. حتى الآن نجحت الثورة المضادة في كسب مزيدا من الوقت عندما استطاعت أن "تؤجل" التفاوض لمدة "72" ساعة لا نعلم ماذا يأتي بعدها. في تقديري الحل يكمن في نقطتين:
الأولى: التزام الثوار بحدود الاعتصام الأولى، وترك ما عداها من أماكن وشوارع ومتاريس على وجه السرعة. وأن كل من يتجاوز أماكن الاعتصام المحددة لا يمثل الثورة والثوار وإن كان "تجمع المهنيين" ذات نفسه.
الثانية: مواصلة التفاوض بشكل حاسم حتى نفوت على كيزان المجلس فرصة عدم نقل السلطة إلى الحكومة المدنية. فالتفاوض الآن هو ضمانة الخروج من هذا المربع خاصة ما تبقى لا يستاهل كل هذا التصعيد والضجيج، يجب أن نوفر "التصعيد" إلى لحظة "التسليم" لأن جميع الكيزان سيموتون دونها.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)

[email protected]



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٧)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١١)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٠)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٩)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٨)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (7)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٦)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٥)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٤)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٣)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢)
- يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (1)
- لا تثقوا إلا في الشارع وحميتي
- لماذا نزايد على وطنية الفريق حميدتي


المزيد.....




- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت
- تعليم: بيان اللجنة الإدارية الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد موسى قريعي - يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (١٩)