أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - رحيل الفنانة القديرة محسنة توفيق، أو -بهية- كما يعرفها المصريون














المزيد.....

رحيل الفنانة القديرة محسنة توفيق، أو -بهية- كما يعرفها المصريون


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(توصلي بر السلامة معجبانية وصبية)
عرفتها عن قرب في سبعينيات القرن الماضى، حيث كنّا نسميها "محزنة توفيق" لغلبة أدوار الحزن على أعمالها، ظلت متوقدة الذهن حاضرته حتى النهاية، كان آخر ظهور جماهيرى لها في شهر فبراير الماضى، حيث تم تكريمها ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أسوان السينمائى الدولى عن مجمل أعمالها ، وفى كلمتها بالمهرجان قالت محسنة توفيق: "أنا من المؤمنين أن الشعوب هي صانعة التاريخ وليس الأفراد فهم صناع نجاح أي شخصية شهيرة ظهرت في مصر وهناك الكثير الذين أثروا فّي وأقول للمصريين يجب أن تصدقوا أنكم عظماء تستطيعون أن تجعلوا وطنكم أفضل".
هي من مواليد عام 1939 بمدينة القاهرة، وحصلت على درجة البكالوريوس في الزراعة عام 1968، وعرفت بتعاونها الفني مع المخرج الراحل يوسف شاهين في مجموعة من أبرز أعماله هى: (اسكندرية ليه، العصفور، وداعا بونابرت)، ومنذ فيلم "العصفور" الذى جسّد لهزيمة 1967،وغنى فيه "الشيخ إمام عيسى" من كلمات "أحمد فؤاد نجم" (مصر يامه يا بهية)، أن أطلق إسم بهية على مصر في معظم الأعمال الثقافية والفنية، وهي شقيقة اثنتين من أنجح الإعلاميات، إحداهما مذيعة الراديو الشهيرة "فضيلة توفيق" والتي عرفها المستمعون باسم "أبلة فضيلة"، والأخرى "تماضر توفيق" أول سيدة تتقلد رئاسة التلفزيون المصري..
اكتشفها الفنان الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، ووقفت على خشبة المسرح لأول مرة عام 1962 من خلال مسرحية "مأساة جميلة"، لتؤدي بعدها دور حبيبة زيوس في مسرحية "أجاممنون" على مسرح الجيب، تعد محسنة توفيق، عضوا هاما بالمسرح القومي، ومثلّت 30 مسرحية من أهمها: "مأساة جميلة، إيرما، أجاممنون، حاملات القرابين، الدخان، الأسلاف يتميزون غضبًا، القصة المزدوجة، ثورة الزنج"، بالإضافة الى ثلاثية نجيب سرور على المسرح "منين أجيب ناس"..
شاركت الراحلة الكبيرة فى أفلام (عظماء الاسلام و الغفران وحادثة شرف و البؤساء وبيت القاصرات ، الزمار ، قلب الليل و ديل السمكة) ... لكنها عملت على نحو أكبر في الدراما التليفزيونية و من أشهرمسلسلاتها: (ليالي الحلمية بأجزائه الأربعة)، ومحمد رسول الله ، الشوارع الخلفية، الوسيه، الكعبة المشرفة ، أم كلثوم ، المرسى و البحار).
من مذكرات المناضلة الشيوعية "مارى روزنتال" زوجة المناضل الراحل "سعد كامل" رئيس تحرير الأخبار (في سجن القناطر أيامها جدول النشاط كان بيخلص الساعة تمانية بالليل، العنابر والزنازين تتقفل لتاني يوم الصبح، وتبتدي تطلع أصوات من السجن سامعاها مش شايفها ... من عنبر المعتقلات الجداد كان فيه معتقلة بتقعد على حز شباك العنبر تغني لنا أم كلثوم، كنا بنسكت كلنا ونسمع من الزنازين. سألت مين دي قالوا لي ممثلة جديدة موهوبة اسمها “محسنة توفيق”.).. من رواية "المولودة" للكاتبة نادية كامل.
ذكرت الراحلة محسنة علاقتها باليسار وبالحركة الوطنية ( الوعي السياسي بدأ عندى سنة ١٩٤٦، كنت وقتها طفلة عمرها ٧ سنوات، عرفت عن الطلبة اللي بيتظاهروا على كوبري عباس، وازاي البوليس وقتها حاصر المظاهرة ورد علي الطلبة اللي بتهتف بسلمية بالرصاص، والموضوع ترك أثر كبير على وعيي، وعلى نظرتى للمقاومة والنضال. بل تمنيت أعيش حياة زي الطلبة اللي دافعوا بأجسادهم عن أفكارهم.(
أهم مشهد وحوار ملهم أدته محسنة توفيق، كان آخر مشهد في فيلم العصفور للمخرج يوسف شاهين، الذى أدت فيه دور “بهية” وهي تصرخ (لأ، هنحارب.. هنحارب.. هنحارب)، وهو المشهد الذى إرتبط في أذهان المصريين برفض الهزيمة بينما كان أغنياء مقاولى الإتحاد الإشتراكى يهربون المواد التموينية لبيعها في السوق السودا، وفى عهد السادات شاركت اليسار والقوى الوطنية في رفض معاهدة السلام مع إسرائيل "كامب ديفيد" والتطبيع مع الكيان الصهيوني، الأمر الذى وضعها في القوائم السوداء للسادات ومنعها من المشاركة في الأعمال الفنية.
شاركت بفعالية في ثورة 25 يناير و30 يونيو رغم تجاوز عمرها 70 عاما، وصورة الفنانة محسنة توفيق بصحبة الفنان القدير الراحل جميل راتب في المظاهرات وسط الشباب، أو صورتها وحدها وسط الأمن يوم جمعة الغضب في ميدان مصطفى محمود (28 يناير)، هي من الصور الأيقونية للثورة، كتلخيص لعمر طويل من النضال والكفاح من أجل مصر.
محسنة توفيق تلك الفنانة الملتزمة صاحبة أكثر من 70 عملا فنيا بين الشاشة الكبيرة والصغيرة وخشبة المسرح، نذكر منها دور "بهية" في فيلم العصفور، و"أم يحيى" في إسكندرية ليه؟، و"مريم" في فيلم الزمار، وطبعا "أنيسة البدرى" في 4 أجزاء من المسلسل الشهير ليالي الحلمية، ولازمت شخصية "بهية" المصبوغة بالشموخ والحزن والانكسار في الوقت نفسه، محسنة توفيق طوال مشوارها، حيث يتأكد في كل عمل أنها "سيدة مصرية أصيلة"، وعملت محسنة توفيق مع كبار المخرجين في مصر، حيث قدمت فيلم "البؤساء" مع المخرج عاطف سالم و"ديل السمكة" مع المخرج سمير سيف، وفيلمي "قلب الليل" و"الزمار" مع المخرج "عاطف الطيب"، وشاركت محسنة توفيق في عدة مسلسلات إذاعية منها "المعجزة الكبرى"، و"ريحانة"، وقدمت للبرنامج الثاني بالإذاعة المصرية العديد من المسرحيات العالمية منها "المسيح يُصلب من جديد" لكزانتاكس.
حصلت محسنة توفيق على وسام العلوم والفنون 1967، وشهادات تقدير عن فيلمي العصفور وبيت القاصرات، كما حصلت على الجائزة الأولى في التمثيل في مهرجان بغداد للمسرح العربي 1985، ووصفها المخرج الراحل يوسف شاهين بأنها واحدة من مجاذيب السينما المصرية، كما فازت عام 2013 بجائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعمالها الفنية.
رحم الله الفنانة الجميلة " بهية مصر وفؤادها" المناضلة العظيمة "محسنة توفيق".



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمه راقية
- بين ثورتين (ثورة السودان وثورة 25 يناير في مصر)
- على هامش لقاء السيسى وترامب
- الأيام الأخيرة في حياة -وفاء-
- دعاوى تعديل الدستور لتكريس إستبداد السلطة
- هل يوجد أمل فى إعادة النهج الديموقراطى لمصر؟
- الطريق الى ثورة 25 يناير
- قراءة جديدة لأحمد فؤاد نجم
- مرّة أخرى.. بين الشيخ والرئيس..خلاف مقنن.
- السترات الصفراء فى فرنسا.. ثورة أو ثورة مضادة؟
- بين الشيخ والرئيس
- الإستشراق المعكوس.. والحالة المصرية
- ضد الحرب على اليمن.. وضد الحوثيين
- إنتخابات الإتحادات الطلابية.. لم يحضر أحد!!
- عن الإمام الخومينى واليسار الإيرانى
- تراجع اليسار عالميا
- السر وراء بقاء نظام الأسد فى سوريا حتى الآن
- قرار التقسيم .. ومأزق الأحزاب الشيوعية العربية
- أشرف مروان.. جاسوس برتبة زعيم وطنى
- تطور نظام البوليس السياسى فى مصر


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - رحيل الفنانة القديرة محسنة توفيق، أو -بهية- كما يعرفها المصريون