أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - اليسار الجذري والصراع الطبقي / في سبيل قراءة معاصرة لمفهوم الطبقات















المزيد.....

اليسار الجذري والصراع الطبقي / في سبيل قراءة معاصرة لمفهوم الطبقات


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 23:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



في عام مئوية استشهاد روزا لوكسمبورغ وكارل ليكنشخت، ومرور مئة عام على تاسيس الاممية الشيوعية الكومنترن، وبعد مرور اكثر من ربع قرن على تفكك الاتحاد السوفيتي، ونهاية التجربة الاشتراكية في شرق اوربا، تسعى اوساطا واسعة من اليسار الجذري الى استعادة اكتشاف جذورها الطبقبية النضالية.
لقد مرت علاقات الانتاج بتغيرات جذرية كثيرة منذ صدور البيان الشيوعي والى يومنا هذا. وما ترتب ويترتب على ذلك لا ينحصر في طبيعة وتكوين الطبقة العاملة فقط، بل يشمل ايضا الاطار الفكري. ويبدو إن الليبرالية الجديدة، والقوى المرتبطة بها في بلدان الاطراف، والتي تتبنى الليبرالية بشكلها التقليدي، ولا تتبنى عمليا تجاوز النظام الراسمالي، تسخر قدراتها لاحتواء الممارسات والمطالب التحررية، ودمجها في سياساتها ، لغرض اضعاف قدرات الرؤية النقدية لليسار. ولعرقلة نجاحها. ولذلك يجب وضع نضالات اليسار في سياق واسع، يعطي صورة واضحة عن الترابط بين مطالب اليسار المنفردة، التي لاينحصر نضاله فيها، واهدافه الكلية الجامعة التي يجسدها مشروعه الاقتصادي - الاجتماعي. ان نقدا لاحد جوانب المشكلة لا يكفي لتحقيق التحول في علاقات الملكية القائمة. ومن هنا تأتي ضرورة تسيس المطالب المنفردة، وجعلها في اطار نقدي عام للاستغلال الراسمالي، بغية احداث التحولات المرحلية المطلوبة.

وجلي جدا وجود تباين وانقسام في اوساط اليسار الجذري بشأن طبيعة الحلفاء المحتملين. ان الكثير من منظمات المهاجرين، النساء، او النقابات في البلدان الراسمالية، ومايقابلها في بلداننا، تنشط في داخل الاطر البرجوازية، وارتباطا بمطالبها الاصلاحية، هناك صعوبات في تقبل الاصطفاف مع حركة يسارية تهتم بالتحول الكلي، والطرفان معنيان بهذه الصعوبات. وليس انطلاقا من التحول المجتمعي نحو اليمين، لا يمكن لليسار ان يظل مشغولا بنفسه، وبالتالي هناك حاجة لبناء شبكات مع اجزاء من المجتمع المدني. لقد بين العمل مع اللاجئين ان ذلك ممكنًا و ضروري جدا. و بالطبع ، لا يعني ذلك ان يتولى اليسار الجذري دور الدولة، في الحفاظ على النظام القائم من خلال مشاركة المجتمع المدني. وبالمقابل لايمكن لليسار ان يتجاهل ببساطة محنة الكثيرين من الناس، وعليه ان يجد مدخلا للمارسة العملية. وهذا يعني تقديم الدعم الملموس، فعندما يدفع بهؤلاء الى الخلف او يسقطون في القاع جراء سيادة منطق الاستغلال، سواء كانوا لاجئين، مشردين، او عوائل مهددة بالاخلاء القسري من مساكنها، او نازحين داخل بلدان الازمات كما هو الحال في العراق.

ومرة اخرى ليس المقصود المشاركة في توزيع الطعام والملابس على المحتاجين، على الرغم من الاهمية الانية لذلك. ان الاكثر اهمية هو دعم الناس سياسيا، والنضال في سبيل حقوقهم، ومشاركتهم في اتخاذ القرارات التي تمس حياتهم. لقد تجاهلت اوساط واسعة من اليسار في الماضي القريب قضايا السياسة الاجتماعية، ولكن آثارها العملية وآلام المعاناة المرتبطة بها توفر نقاط انطلاق مثالية لتقديم مطالب جذرية، ممكنة ايضا لاصطفاف حتى اوساط من قوى الوسط. ان الذين اخرجو من مساكنهم بفعل عمليات الترميم الفاخرة المبنية على منطق ربحي استهلاكي، لايجدون فكرة ازالة، او الاستيلاء على المساكن فكرة غريبة. ومن يهدده الموت غرقا، وهو يمارس العمل التطوعي لانقاذ اللاجئين في البحر الابيض المتوسط، قد لايجد فكرة حدود الدولة الوطنية جيدة.

ان اعادة القضايا الاجتماعية الى نضالات اليسار، وعلى اساس قاعدة بروليتارية واسعة، مرتبطة بسؤال: من هي البروليتاريا اليوم؟ ونظرًا لعلاقات الإنتاج المتغيرة ، يصبح من الصعب تحديد من ينتمي ومن لا ينتمي الى البروليتاريا. ان صغار العاملين في القطاع الخاص،والمقاولين الفرعيين ووكلاء الشركات، ومديري المشاريع الصغيرة يصعب تصنيفهم طبقيا.

وعلى هذا الاساس لا يمكن توصيف البروليتاريا على اساس موقع الناس في العملية الانتاجية فقط. ولهذا سيكون التعريف المعاصر للبروليتاريا مبني على الموقف الشخصي من الصراع الطبقي. ولهذا فان كل فرد يعارض الراسمالية ويقاومها يمكن ان يكون جزء من البروليتاريا. ان مثل هذا المفهوم التكاملي للطبقة سيكون على الأقل قادرًا على توحيد النضالات التحررية المختلفة تحت مفهوم واحد. وهذا لا يتعارض مع المفهوم الكلاسيكي للطبقة العاملة القائل: ان الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة التي لا تملك شيئا، وبالتالي لا تبدل استغلا، باستغلال آخر.

ان سياسة طبقية يسارية معاصرة يجب ان تراعي اشكال عدم الاستقرار والاستغلال، وتعمل على دمجهم في نضالات الناس المشتركة. وهذا لا يعني فقط تشبيك قوي النضالات العابرة للحدود الوطنية، بل يعني ايضا العمل خارج خطوط الانشقاق التقليدية. إن الربط بين النضالات المهمة ضد القومانية والعنصرية والتمييز الجنسي وتدهور البيئة و الكثير مع القضايا الاجتماعية دون ترتيبها هرميا ، يوفر إمكانية لتوسيع الصراع الطبقي والتصدي لاحتواء الفئات المتضررة من قبل اليمين.

ومن الأمثلة على ذلك حملة "اجعلوا الأمازون تدفع!"، التي مثلت مصالح العاملين في الامازون النقابية،وفي الوقت نفسه وضعت هذه المصالح في سياق واسع مناهض للرأسمالية. ان النقد والتصدي لعملاق الإنترنت المتمثل بشركة امازون للتجارة الالكترونية العابرة للحدود ، يمثل هنا ظروف العمل العامة غير المستقرة في عصر الليبرالية الجديدة.

ان التحدي الذي يواجه سياسة اليسار الطبقية يتمثل في جمع مختلف الممارسات المقاومة في النضال ضد الراسمالية. ولكن كيف يمكن لمثل هذا النوع من الجمع أن ينجح دون إهمال المطالب الحقيقية للحركات المنفردة؟ ان ذلك يكون ممكنا فقط، عندما تكون كل معركة من اجل حصة من لاحصة لهم، معركة على طريق تخطئة اساسية للنظام الراسمالي.

وبالنسبة للفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك ، فإن اقصاء عناصر معينة من المجتمع يجلب دائمًا إمكانات ثورية ايضا. ان النظام المهيمين يدعي تمثيل مصالح الكل، ولكن حقيقة ان قسما من هذا الكل ليس له نصيب، يقوض النظام الحالي. وعندما يرفض قسم من المجتمع الموقع الدوني المفروض عليه، والذي يحدده العام المهيمن باعتباره ممثلا،فان ذلك يزعزع الاستقرار الطبيعي المفترض للنظام الراسمالي. و إذا كانت المدينة ملكًا للجميع ، فلماذا لا تستطيع تقديم الاكثر؟ وإذا كان النظام الاقتصادي يحقق الرخاء للجميع ، فلماذا يوجد الكثير من الفقراء؟ السؤال هو ، من هو المقصود فعلاً بـ "الكل"؟

وعندما يتضامن اليسار مع الاوساط الاجتماعية التي لا نصيب لها، يصبح خطل العلاقات وتركيبة النظام المهيمن واضح للعيان.وبهذا تنفتح إمكانية التغيير وتخلق فضاءات امام نظام غير رأسمالي. وفي مواقع المقاومة المشتركة ، يمكن التغلب على الانقسامات المختلفة وخلق الوعي البروليتاري. وبما أن كل معركة يمكن أن تسخر النضالات لتخطئة النظام الرأسمالي ، فيمكن فتح العديد من الامكانيات والافاق.

ان نقطة الانطلاق الأولى هي النصال الراهن ضد الازاحة والتمييز. بواسطة توفير الدعم الملموس للمتضررين وتعزيز هياكل الجوار ، ويمكن العثور على نقاط انطلاق واعدة لإشراك قطاعات واسعة من السكان في النضالات التقدمية. وعندما لا تكون الانقسامات داخل الطبقة ، ولكن بين الطبقات ، فيمكن التقدم خطوة حاسمة أخرى في النضال ضد النظام الرأسمالي الاستغلالي.

*- اعدت هذه المادة على اساس مقالة بنفس العنوان للصحفية الالمانية الشابة ماري فرانك.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استمرار التهديد الأمريكي بالتدخل العسكري / فنزويلا.. انقلاب ...
- معضلة تشكيل الحكومة تعود إلى الواجهة / اسبانيا.. الاشتراكي ي ...
- الحكومة الالمانية تعتبر الملف منتهيا / اليونان.. حكومة اليسا ...
- لعبة الفساد ترسم نهاية اقطابها / بيرو .. الرئيس الاسبق ينتحر ...
- مع بدء حملات انتخابات البرلمان الأوربي / بيان مشترك للشيوعي ...
- في الذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الاطلسي (الناتو) / بدائل ا ...
- تكتيك يساري كسر هيمنة اردوغان / لانتخابات المحلية التركية.. ...
- على طريق تفعيل مشاركة المنظمات غير الحكومية / المركز العراقي ...
- الجميع ضد تيريزا ماي / بريطانيا.. تظاهرة مليونية: نريد استفت ...
- اليمين الحاكم منشغل بالتدخلات الخارجية / كولومبيا.. إضراب عا ...
- بعد فشل عملية تخريب شبكة الكهرباء والمياه في البلاد / فنزويل ...
- النضال الاجتماعي وديمقراطية الليبراليين الجدد / الأمم المتحد ...
- لجنة تحقيق الأمم المتحدة في أحداث قطاع غزة: الجيش الاسرائيلي ...
- مع اقتراب الانتخابات الرئاسية / الأرجنتين .. احتجاجات حاشدة ...
- بعد فشل محاولات التدخل العسكري المباشر / فنزويلا .. اتساع مع ...
- مشاركة فاعلة لجماهيرالمعلمين / في الولايات المتحدة 2018.. أو ...
- الفرهود ضد اليهود في بغداد في حزيران 1941
- من لا يتحرك لا يتحسس قيوده / الشيوعي النمساوي يستذكر استشهاد ...
- كيف توظف اسرائيل الصراع الاقليمي لصالحها؟ / نتنياهو يتحالف ت ...
- الانتقال الى نظام عالمي متعدد الأقطاب / آلاف المحتجين يحاصرو ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - اليسار الجذري والصراع الطبقي / في سبيل قراءة معاصرة لمفهوم الطبقات