أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهتدي الأبيض - فرضيات في انقراض مجتمعات بشرية. الفرضية الثانية. الاصطفاء الجنسي والبقاء الجيني. خطورة المثلية الجنسية















المزيد.....

فرضيات في انقراض مجتمعات بشرية. الفرضية الثانية. الاصطفاء الجنسي والبقاء الجيني. خطورة المثلية الجنسية


مهتدي الأبيض
كاتب وباحث اجتماعي

(Muhtadi Alabydh)


الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 21:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان بقاء النوع الحيوي (الكائن العضوي) في طبيعة الحياة هو عن طريق التكاثر وعملية التكاثر هذه تتم عن طريق (الزواج) وبالتالي لو اخذنا النوع البشري وهذا موضوع دراستنا فكل فرد بشري هو حصيلة سلسلة نجاح جنسي عمرها تصل 300 الف سنه. فهو مستودع استثمار جيني متوارث. وحتى هذا الفرد يجعل هذه السلسة تجري بالديمومة عليه ان يستثمر جيناته (السائل المنوي) في بيوضة انثى عن طريق التزاوج. اما اذا لم يتزوج ابدا فيتم قطع هذه السلسلة من طرفه. لذا ان البشرية من اول عهدها انشأت نظام العائلة كوحدة حفاظ على الجينات وتطورها واستمرارها بالبقاء. والعائلة نظام بدائي ناجح على طول تاريخ البشرية فالحفاظ على العائلة هو الحفاظ على بنية المجتمع والدولة وتماسكهما، والحفاظ على السلوكيات الاخلاقية للمجتمع لذا نرى ان كل الفلسفات القديمة والديانات دعمت نظام العائلة كوحدة متماسكة للمجتمع.
ان الخطورة التي تواجها البشرية اليوم هي المثلية الجنسية (Homosexuality) وهذه المثلية تتفاوت نسبة ظاهرتها من مجتمع الى اخر حسب اعراف وقيم ودين المجتمعات. وهذه الممارسة وجدت منذ تاريخ البشرية، وهذه الممارسة تحصل عند الحيوانات الا انها نادرا ولا تشكل خطورة على بقاء النوع الحيواني.
قد استحسنت بعض المجتمعات القديمة المثلية الجنسية مثل ما في اليونان وروما وحتى بعض المجتمعات الشرقية، اما الديانات القديمة الارضية والسماوية قد حرمت ونبذت هذه الممارسة وآيات القرآن الكريم واضحة عن مصير قوم لوط الذين كانوا يمارسون (اللواط) ولم ينتهوا منه.
ان للمثليين عيب خلقي واخلاقي، اما الخلقي احيانا يكون ذكر يحمل جينات انثوية اكثر منذ ولادته ويشعر بأنه انثى وكذلك المرأة بالعكس، اما الاخلاقي يكون المثلي هنا بسبب ظروف اجتماعية جعلته يسلك هذا المنحى. والمثلية كانت سابقا تسمى لواط ومن ثم اخذت تسمى شذوذ جنسي ولأن بعض المجتمعات الحديثة اخذت تدافع عنهم وتمنحهم الحريات اطلقوا عليهم الجماعات التي لديها اضطراب جنسي وهناك في بعض الدول مصحات تجميلية من اجل تحويل الذكور الى اناث او العكس وان كان نسبة الذكور المتحولين اكثر من الاناث.
هذه المثلية تكثر اليوم في المجتمعات المتقدمة التي تسمح بالتعبير عن الذات اكثر من المجتمعات المغلقة او المحافظة التي تلعب الاسرة والدين والضوابط الاجتماعية دور فعال في بنيتها. فيما درس كل من Amy Adamczyk. Cassady Pitt في البحث (Shaping attitudes about homosexuality: the role of religion and cultural context. p338-351) مسألة تقبل الميل الجنسي من فكرة مؤداها انه حين تتحول التوجهات القيمية للأمم في تركيزها من البقاء الى التعبير عن الذات يصبح اغلب السكان تقبلاً للمثلية الجنسية. وبالنتيجة قد يكون الدين اثر اكبر على المواقف حيال المثلية الجنسية في البلدان المتطورة مثل الولايات المتحدة الامريكية التي تتسم بارتفاع مستوى التعبير عن الذات وتنوع وجهات النظر. ولغرض اختبار التأثيرات ذات المستوى الكلي والمستوى الجزئي للدين والثقافة تم اللجوء الى بيانات المسح القيمي العالمي عينة من عمر 18 سنة فما فوق عددها 45.824 حالة تمثل 33 شعبا. باعتماد متغير واحد هو رفض المثلية الجنسية الذي يتم قياسه باستعمال سؤال واحد مفاده (هل يمكن تسويغ المثلية الجنسية. ام لا يمكن تسويغها مطلقاً، ام ان هناك موقفاً وسطاً) فضلا عن مجموعة اخرى من الاسئلة التي تركز على الدين والمجتمع. وقد توصلت النتائج الى ابرزها على النحو الآتي:
1- حين تتحول المجتمعات من التركيز على البقاء الى التركيز على التعبير عن الذات، تصبح المواقف حيال المثلية الجنسية اكثر تقبلاً، وأنه في البلدان التي يكون فيها التوجه بقائياً اقوى من المرجح ان تكون المواقف المستوحاة من الدين متوافقة مع المعايير والقوانين العلمانية. مما يعطي دعماً واسعا للمواقف حيال المثلية الجنسية.
2- ليس للتدين الشخصي في البدان المتسمة بتوجه بقائي اقوى تأثير كبير في المواقف من المثلية الجنسية، ومع ذلك فإنه حين يتحول التركيز الثقافي داخل البلدان الى التعبير عن الذات تصبح المعايير والقوانين العلمانية فيما يتعلق بالمواقف ازاء المثلية الجنسية اكثر ليبرالية
3- فيما بدا المسلمون اقل ارجحية في ان يتقبلوا المثلية الجنسية قياسا الى الكاثوليك والمسيحين الارثوذكس واليهود والهندوس والبوذيين ومن ليس لديهم دين، الا انهم لم يختلفوا كثيرا عن البروتستانت في موقفهم من المثلية الجنسية.
لو نظرنا الى المجتمعات التي تم بها المسح الميداني لوجدنا المجتمعات القيمية التي تتسم بالبقاء اكثر من التعبير عن الذات هي كل من (تنزانيا، سنغافورة، مقدونيا، بنغلادش، الجزائر، باكستان، مونتينيجرو، إندونيسيا، اوغندا، قرغيزستان، البانيا، الاردن، زمبابوي، جنوب افريقيا، مصر، البوسنة، صربيا، الفيلبين، مولدا فيا) اما المجتمعات التي فيها التعبير عن الذات اعلى من البقاء هي كل من (نيجيريا، الهند، فيتنام، كوريا الجنوبية، كندا، الولايات المتحدة، بورتوريكوا، المكسيك، فنزويلا، اسبانيا، الارجنتين، بيرو، تشيلي). ولو نظرنا الى جغرافية تلك الدول لوجدنا ان البلدان الافريقية والآسيوية المحافظة على الدين من الاسلام وغيره والقيم الاجتماعية ترفض المثلية الجنسية وتحافظ على البقاء، اما الدول الاوربية وبعض الدول الآسيوية والدول الامريكية التي يرتفع بها التعبير عن الذات على القيم الاجتماعية لديها ميول نحول المثلية الجنسية اكثر.
يقول مصطفى عابدين في مقال له عن (الغيرة) ان علاقات المثلية الجنسية في المجتمعات المغلقة تنتهي بالفشل العاطفي بسبب الضغوط الاجتماعية الناتجة عن التمييز العنصري الموجه ضدهم في بعض المجتمعات المنغلقة. لهذا السبب نجد أن أكثر العلاقات العاطفية المثلية لا تتكلل بنجاح طويل الأمد. ربما فهم هذه الاستراتيجيات الجنسية وفهم آليات العمل المرتبطة بالعلاقات العاطفية المثلية قد يساعد في تجاوز بعض العقبات الناتجة عن الغيرة وبالتالي انهيار العلاقات. في حين يؤكد عالم الاجتماع انتوني غدنز ان علاقة المثلية الجنسية اكتسبت في عدد غير قليل من المجتمعات والبلدان الغربية طابعاً شرعياً وقانونياً، إذ اصبحت تضاهي الزواج من حيث ما يترتب عليها من حقوق وواجبات. وللمزيد من حقوق المثليين في الدول الاوربية والامم المتحدة انظر الى كتاب (واثق صادق، الحياة في الظل "مثليون عراقيون في دائرة الضوء، ص127-131).
وبالتالي ان الخطورة تكمن كلما ارتفعت نسبة المثلية الجنسية واحتضانها بالقوانين والتشريعات كلما قلة نسبة الزواج وقلة الانجاب وتفككت الاسرة. فقد استنتج الباحث الدكتور واثق صادق في كتابه (الحياة في الظل) ان نسبة 85% من مجموع وحدات العينة هم من غير المتزوجين، وهو ما يشير الى موقف رافض للزواج والاستقرار العائلي. ونحن نرى ان في بعض الدول الأوروبية تزداد نسبة الشيخوخة مع قلة الولادات. لذا اننا امام انقراض اقدم مؤسسة اجتماعية برهنت نجاحها مليارات المرات في تاريخ البشر وهي المؤسسة الاسرية هذه المؤسسة مهددة بالانقراض لحساب المثلية الجنسية في المجتمع الغربي بفضل التشريعات والقوانين التي تدعم تلك المثلية. حيث ان انعدام المؤسسة الاسرية بمعنى هو انعدام المجتمع برمته.
يقول الدكتور عدنان ابراهيم ان المثلية الجنسية بدأت تتشكل كظاهرة حديثاً مع بدأ ظاهرة الشبكة العنكبوتية تقريبا في عام 2011. وبالتالي اثار هذه الظاهرة تظهر بعد جيلين على الاقل. علما ان هناك تراجع مقلق لخصوبة الرجال منذ النصف من القرن العشرين واليوم اصبح التراجع بشكل خطر. فاذا الذكر فشل في دوره كذكر والانثى كذلك فهذا يعني اخفاق انساني. لذا فكل الدعوات والتشريعات والقوانين التي تصب في مصلحة المثلية الجنسية هذا يعني التمهيد الى انقراض النوع البشري. فإذا 30% من البشر لم يستثمروا جيناتهم في التخصيب معنى هذا ان الحوض الجيني البشري يفقد رأس ماله. علما هناك دراسات امريكية والمانية وفرنسية قبل ثورة الانترنت كانت تبحث حول انقراض المجتمع الغربي حسب هذه الدراسات ان العرق الآري في الغرب مهدد بالانقراض وسوف تحتل اوروبا الآسيويين والافريقيين بفضل الهجرة.
في المقال السابق وضعنا الفرضية الاولى ومفادها ان تطور الذكاء وراثيا وبيولوجيا سوف ينتج لنا في المستقبل البشري مجتمعات ادمغتها اكثر ذكاء من مجتمعات اخرى وحتما الاولى تقرض الثانية ورأينا ان الدول المتقدمة سوف تقفز بالذكاء على الدول الاخرى. اما في هذا المقال ان الفرضية الثانية عكس الفرضية الاولى حيث تقول ان تراجع الخصوبة في الغرب بسبب المثلية الجنسية سوف يهددها بالانقراض لحساب المجتمعات التي لا تبيح المثلية الجنسية ويكون اخصابها اعلى عن طريق التزاوج. حيث ان الاصطفاء الطبيعي سوف يبقي الذين يمارسون التزاوج طبيعيا لان هؤلاء لم يخرجوا على نظام الطبيعة. اما المثليين الذين خرجوا على نظام الطبيعة حتما الطبيعة سوف تقهرهم وتقرضهم. لان البقاء للطبيعة مهما تطور الذكاء البشري وحاول ان يستغل الطيعة لصالحه. فنحن اما نساير ونخطو حسب نظام الطبيعة او نخرج عليها واذا خرجنا عليها سوف تقهرنا تدريجيا. وبالتالي ان المجتمعات التي لها قيم البقاء اعلى سوف تحافظ على نظام الاسرة والتزاوج والتكاثر والخصوبة بشكل طبيعي، في حين المجتمعات التي لها قيم التعبير عن الذات اعلى سوف تفقد الاسرة مميزاتها على حساب المثلية الجنسية وبالتالي تقل الخصوبة والتكاثر في حينها يكون حوضها الجيني مهدد بالانقراض.
والفرق الآخر بين الفرضيتين ان الذكاء البشري اذا سيطر فيكون هو نتاج الاصطفاء العقلي والاصطفاء الطبيعي، الارادة البشرية مع جبرية الطبيعة. في حين اذا سيطر الاصطفاء الجنسي كما في الفرضية الثانية هنا فقط عمل الطبيعة التي سوف تصطفي مجتمع على حساب مجتمع آخر نبذ الجنس، ولم يكن هناك دور للاصطفاء العقلي لان التزاوج نظام طبيعي يمارسه النبات والحيوان والانسان معاً.
لذا ان الغريب في الامر ان المجتمع الغربي الذي اكتشف نظرية التطور ويعرف وظيفة الاصطفاء الجنسي هو اليوم يسير عكس هذه النظرية وبالتالي يقرض نفسه بنفسه. علما ان الدعوات لقبول المثلية الجنسية صادرة من ايادي خفية بحجة تقليل الانفجار السكاني تدريجيا لكن هم لم يحسبوا الى خطورة نتائج هذه الدعوات مستقبلاً. في حين نرى ان المجتمعات التي رفضت نظرية التطور بسبب الصراع الديني او الايديولوجي او الموروث الاجتماعي تسير وفق قوانين تلك النظرية لكن من حيث لا تشعر.



#مهتدي_الأبيض (هاشتاغ)       Muhtadi_Alabydh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرضيتان في انقراض مجتمعات بشرية . الفرضية الاولى . وراثة الذ ...
- الوجه في ثقافة المجتمع العراقي
- الفهلوية في الشخصية العراقية
- علوم الهندسة والتطرف الديني
- (علمنة الله- محاولة علمانية جديدة)


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهتدي الأبيض - فرضيات في انقراض مجتمعات بشرية. الفرضية الثانية. الاصطفاء الجنسي والبقاء الجيني. خطورة المثلية الجنسية