أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - تفكيك العنف وأدواته.. (1)














المزيد.....

تفكيك العنف وأدواته.. (1)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6218 - 2019 / 5 / 2 - 16:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وديع العبيدي
تفكيك العنف وأدواته.. (1)
مضى القرن العشرون، وانتقل العالم- الغربي والشرقي- من مرحلة لأخرى. والعرب يسعون وراء هذا وذاك، ويتصارعون فيما بينهم، تعصبا لهذا وانحيازا لذاك، ولو على حساب مصالحهم العامة وثوابتهم التاريخية. ولا غرابة في -مثل هذا- السلوك العربي، الذي مورس في القرن الماضي، بل قبله بقرون.
أليس المفروض القيام بمراجعة ذاتية للقرن العشرين ومحدثاته، حسناته وسيئاته، في مختلف قطاعات الحياة والمجتمع والنظام السياسي، وذلك بالعلاقة مع النتائج، والحال التي انتهى اليها العرب على اعتاب القرن الواحد والعشرين؟..
هل خطر للجامعة العربية والمنظمات التابعة لها، القيام بخطوة المراجعة الذاتية وفرز العوامل والنتائج؟.. هل تداعت حكومة أو حزب أو جهة وطنية أو أممية أو شعبية لمثل تلك المراجعة؟..
أسس بنية المراجعة..
- رصد المحدثات التي طرأت على حياة العرب منذ بداية القرن العشرين، ومناقشة الياتها وديناميكياتها، وجدول الازاحات والخسائر والفوائد السافرة عنها، بالمنظور العربي المحلي..
- رصد الثوابت التقليدية في الحياة العربية المستمرة عبر القرن العشرين، حسب محايثتها وتأثرها، بالمحدثات..
- موقع العرب وموقفهم بين المحدثات والثوابت، وجهة الرجحان..
- عرب القرن العشرين وصراع الثقافات والمرجعيات..
- ماذا ولماذا وكيف.. في مسألة العرب والعصر/(العرب والغرب)..
استغرقت الحداثة والتحديث والتطور والتقدم والتنوير، القسم الأعظم من اهتمامات الحكومات والأحزاب والمؤلفين، مسجلين انحيازا واضحا للمفاهيم الجديدة، بينما انحسر الانحياز للتقليد والتراث في قطاع الجماعات الدينية المنقسمة بدورها للسلفية في جانب، والتجديد والعصرنة في جانب..
لكن السؤال/ الظاهرة، هو عدم تبلور أو بروز تيار أو مدرسة/ مدارس، تستوعب ما يسمى بالحداثة، والتي لا تتعدى في حقيقتها، كونها تقليدا أعمى لظواهر ومظاهر وطرز غربية، لا تتصل بعالم الشرق والعرب من قريب أو بعيد؛ بل هي لا تخرج في أصولها وتطبيقاتها، عن اطار المركزية الغربية..
ولما كان ما يدعى -زورا- بالحداثة والتحديث والتجديد والتطور والعصرنة، لا يخلو من دعاوى [حريت- عدالت، مساوات] الجامعة لمفاهيم التحرر والتطور والاستقلال، فلم يخل خطاب الدولة والأحزاب والتيارات التحررية من تلك الشعارات والمبادئ، دون أدنى تبصر، لتناقض تلك الشعارات مع مفهوم المركزية الأوربية، والتي تعادل اليوم: القطبية الأمريكية/ السيادة الامبريالية العالمية للبيت الأبيض..
خطاب لندن الاستعماري تناول مساعدة الشعوب لتجاوز التخلف والارتقاء الى سدة الأمم، وتناول الخطاب الامريكي مشروع (تحرير البلدان من الدكتاتورية ودعمها على طريق الدمقراطية والحوار والتقدم)، دون ظهور مناقشة وافية أو حاضنة للبت في ذلك، وعدم ظهور مبادرات تحررية وتطورية من الداخل، بله، تأكيد التبعية للخارج.
بدء من الثورة الدستورية في الاستانة إلى الانتفاضات الشعبية والبرجوازية في المحيط العربي، ضد الاحتلال الانجليزي لمصر والعراق وجنوبي الشام، لم تفلح في طرد الاحتلال وبناء دولة/ حكومة وطنية سيادية مستقلة، وانما تحالفت وتعاونت مع سلطات الاحتلال الانجليزي لبناء دول/ حكومات/ دساتير محلية، بقيادة سلطات الاحتلال، وتمثيل نسبي تابع للجماعات العربية المتعاونة مع الاحتلال/[1919 المصرية، 1920 العراقية، ثورة 1925 السورية، الانتفاضات الفلسطينية المبكرة بقيادة عبد القادر والقسام]..
ان التجارب السياسية العربية المحدثة في القرن العشرين، تتشابه بدرجة كبيرة، سيما مع مركزية العامل الحاكم، وهو سلطات الاحتلال الانجليزي، في كل من مصر والعراق وجنوبي الشام، فضلا عن منطقة الخليج والجزيرة، المجيرة بتاريخ سابق لحكومة لندن..
وكون التجربة المصرية منذ بواكيرها هي الأنضج والأميز وعيا والأكثر تطورا، لم يغير كثيرا من صيرورة مصر الحديثة، والمصير المنتهية اليه في نهاية القرن، أو المستقبل الأمريكي للمنطقة.. وهو أمر يتساوى فيه كل العرب من المحيط إلى الخليج، ملكيات وجمهوريات وإمارات، دمقراطية أو لبرالية أو تقليدية، دينية أم علمانية..
كيف انتهت كل تلك التجارب الى مصير واحد.. وكيف خدمت كل النضالات والشعارات التحررية والتقدمية في خانة التبعية الامبريالية..
ثمة بلدان لم تشهد ثورات وتيارات تحررية.. ثمة بلدان لم تعرف مظاهر الحزبية والنقابية والدمقراطية والبرلمانية وبضمنها الحداثة، تقف اليوم على مستوى واحد من بلدان الغليان السياسي والحزبي؛ والجميع ينضوي تحت املاءات البنك وصنوق النقد الدولي ونفوذ الناتو..
كيف يمكن تقييم حجم الهدر الشعبي والوطني للعمل الحزبي والنقابي والاصطراع السياسي والاقتصادي والديني المستهلك خلال القرن العشرين..
ماذا نسمي حجم الاحباط العربي القومي، بعد قرن من التحديث والعصرنة الغربية.. كيف نبرر مشروع التهجير والطرد السكاني لأثنين وعشرين بلدا عربيا وضعفها من البلدان المسلمة، وهي تتقاسم هزيمتها أمام المشروع الغربي والامبريالي..
أم أن محاولات التطبيع والمراوغة والاحتيال على الذات المسحوقة، مشاريع للاختراق المقابل، أو الهروب العاري إلى الأمام.. بعد الاقرار بالخسران والهزيمة الشاملة، هزيمة جميع القوى والعناوين السياسية والقبلية والطائفية في العالم العربي..
هل يستمر الحديث بنفس الحماس عن الحداثة الغربية والتفوق والنمذجة والدمقراطية الغربية.. تستمر الدعوات للقيام بالانتفاضات والانقلابات والثورات، والمزيد من الطائفية السياسية والتشظي والانقسان تحت مظلة الدمقراطية الرأسمالية.. والى متى يستمر القهر والهدر القومي.. لكي نقر بالافق المسدود للنفق المظلم.. حين مندم!..
(يتبع..)



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمّال والمهجر..
- من يحسن فهم الموت.. يحسن الحياة..
- مقامات تونس (3)
- مقامات تونس (2)
- مقامات تونس/1
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم (5)
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم..! (4)
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم..! (3)
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم..! (2)
- احذر السمنة.. واتبع الريجيم..! (1)
- قصائد من متحف العري..
- رواية (كركجورد العراقي) لوديع العبيدي تفوز في مسابقة منف الع ...
- دُخانُ المَعابدِ
- فَتاةٌ تخْرُجُ مِنَ المَدْرَسَةِ..!
- الذكرى العاشرة لرحيل محمود درويش..
- في علم اجتماع الجيولوجيا..
- العولمة: اشتراكية بزاوية مقلوبة!..
- ما قبل اللغة..
- عولمة الخناثة (2)
- عولمة الخناثة..


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - تفكيك العنف وأدواته.. (1)