أدهم مسعود القاق، كاتب سوريّ
الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 23:34
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
شهيد الاعتقال التعسفي محمود قيسانية
حران العواميد، والغوطة الشرقية وسوريا كلها تبكي اليوم شهيدًا جديدًا، في سجون السلطة.. محمود عبد الكريم قيسانيّة الذي كان شوكة في عيون شبيحة السلطة وفاسديها منذ الأيام الأولى لحراك ثورة شعب سوريا العظيم، ومن موطنه الأم، من حران العواميد فاضت عواطفه النبيلة لتشمل محبة فقراء سوريا ومضطهديها، فكان أحد أركان المظاهرات السلمية وتنسيقيات الأنشطة المدنية والإغاثية.
منذ سبعينيات القرن الماضي بدأ محمود قيسانية كفاحه ضد الفساد والظلم والطائفيّة، ومنذ تلك الفترة وهو محارَب بلقمة عيش أبنائه، مما اضطره الأمر أن يسافر لتأمين مصاريف أسرته الجميلة، عانى كثيرًا في حياته، وقد تعرّض إلى الاستجواب والتوقيف والاعتقال مرارًا عديدة، ولكنّه لم يتوان لحظة عن السعي نحو تحقيق حلمه في بناء وطن حرّ وموحد وديمقراطيّ.
وعلى الرغم من وقوفه الشجاع ضد عسكرة الثورة وأخونتها او تدعيشها، ومواجهته لقهر نظام الموت والطائفية المقيتة، واشتراكه بالحراك السلميّ في حران العواميد والغوطة الشرقيّة، فإنّ أجهزة المخابرات تمكنت من اعتقاله منذ 2012م وأودعته زنازين فروعها سيئة الذكر لأشهر عدة، تعرض في غضون تلك الفترة للتعذيب الجسدي والنفسيّ الذي قل من لا يعرفه من السوريين الأحرار.
ثمّ أحيل إلى محاكمة صورية وأودع في سجن عدرا، وبقي فيه حتّى 21 / 4 / 2019م، إذ فارق الحياة نتيجة إصابته بأزمة قلبية.
الرحمة لك أيها الشهيد البطل، تحية إلى روحك العظيمة التي أبت العيش بمذلة، تحية لذكراك الأبدية بصفتك رجلًا رفض القهر والفساد والجهل والطائفية.
والعزاء الحارّ لمحبيه وذويه ورفاقه.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟