هالة العبدلي
الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 18:36
المحور:
الصحافة والاعلام
لم تكن يوما تجذبني العناوين الرنانة في الصحف الورقية والألكترونية لطالما رأيتها فارغة من مضامينها المبتغاة
ليست كمثل الهوامش التي تُغدر في زحمة تلك العناوين وصراخ المقالات ..
هكذا هو حال "بعض" الأعلام هذهِ الأيام
حين تقرأ في كل صباح عن كمٍ لا يُحد من المقالات التي تدعو للأصلاح تارة وللتغير تارة اخرى
وتسمع اللقاءات اللا منتهية وهي تصف العلاجات الوهمية لشتى حالات التعب في المؤسسات والشارع
بينما وأنت تخرج للعمل صباحاً ؛
تتعثر بعشرات العيون المتسولة-
تُمسكك الف يد وهي تنبش القمامة بحثاً عن بقايا
يمكنهم الأرتزاق من بيعها او استخدامها كسبلٍ للحياة-
يَدوي كذا صوت في أُذنك وهو ينادي الله خفية (( ألا هل من فرج يا رب العالمين ))!!
وفي المقابل نجد (حسن وأختهِ شهد) يفترشون الصحف المكتضة بالوعود على إحدى الأرصفة
يتقاسمون (خبزة وحبة طماطم ) كقوت ليومهم بعد جهد البحث والتسول !!
تقف حائراً مابين التصديق والتزيف
مابين الحقائق والأختلاق
سرعان ما تتلاشى الصور التي رسمتها الوعود والمقالات
في الصُحف والمجلات الألكترونية
وتبقى صورة الشارع وهو ينعى حال سائريه الذي توطدت علاقة أقدامهم الحافية بظهرهِ كل يوم
ليبقى مشهد (حسن وهو يمسح دمعة اختهِ ) الباكية من التعب يتكرر في كل موقف مُتهالك للسيارات
وعند كل رصيف مُحطم على جوانب الطريق
بين الأسواق المتعفنة برائحة القمامة
وخلف اسوار الحدائق المُهملة ..
نحن نعيش الآن "حياة أعلام مُفبرك"
بعدسة عمياء وكلمة صماء
تحمل احلام الضعفاء على جناح واهن وترميها خلف تلال النسيان ،
فنجد بعض اصحاب الكلمة يأخذها لمصالحهم الشخصية في النجاح والشُهرة ، في حين يقف بوجههم اصحاب الحاجة بتوظيفها لتحقيق احلامهم ..
**الصحفي المصور الذي انشغل بتصوير لقطة طفل متسول ينام على الرصيف بدل من أن يقدم له المساعدة ستظل تلعنه قلوب المحتاجين دائما مهما
أعتلى سلم النجاح !!
#هالة_العبدلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟