أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - السودان: لا لعبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (برهانى)














المزيد.....

السودان: لا لعبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (برهانى)


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 20:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المجلس العسكري الذي تسلم السلطة في 11 أبريل 2019 في السودان ما هو إلا امتداد لحكم المركز الذي يحكم البلاد منذ الأول من يناير 1956. إن صلة نسب نظام الحكم الجديد بالمكون السياسي، المتسيد في السودان لأكثر من ستين عام هي عمر الحكومات الوطنية، تمثل أكبر مأساة سياسية في تاريخ السودان الحديث؛ ففداحة المأساة تتمثل في أن يجنى ثمار أعظم وأشجع هبة شعبية تنشد تغيير السودان منذ جلاء المستعمر البريطاني مجلس منبثق من المؤسسات العسكرية والأمنية التي ظلت تبطش بلا رحمة بشعوب السودان على امتداد ثلاثين عام نحسات. وفى هذا السياق تثور عدة أسئلة: لماذا تُتوج انتقاضه 19 ديسمبر 2018 بمجلس عسكري؟ ولماذا مجلس عسكري في الأصل؟ ... إن الرؤى السياسية الصحيحة لا يعجزها الإجابة على هذه التساؤلات فمفتاح الإجابة عنها يتلخص في أن الجيش منذ انقلاب الجنرال أبراهيم عبود في 1958 هو الأداة التي ظلت تحكم بها القوى التقليدية الطائفية والإسلامية.

والانقلاب على البشير كشف المدى الكبير لسيطرة الجيش على الدولة السودانية، فقلما يحدث انقلاب على السلطة القائمة بتلك السهولة التي تم بها هذا الانقلاب وبمثل ذلك الإجماع الواسع عليه من كل وحدات الجيش وجهاز الأمن وقوات الدعم السريع والشرطة، واختفاء المظاهر التقليدية التي عادة ما تتبع الانقلابات مثل تحريك الآليات العسكرية لاحتلال المواقع الحساسة في الدولة. إن اجماع الأجهزة العسكرية والأمنية على تنفيذ الانقلاب يبدو وكأن الأمر حدث بتدبير متفق عليه بعناية فائقة من أجل انتاج الوضع القديم.

إن عبد الفتاح البرهان، المشهور ب(برهاني) في أوساط الجيش، هو جزء من النخبة العسكرية في الجيش؛ ومن الخطأ اعتبار ان كون برهاني ليس له انتماء مزية تحسب له؛ فأدعياء الحياد الفكري والحزبي هم في الحقيقة حملة أكثر الأفكار المشوشة أو الضحلة (الطبيعة لا تقبل الفراغ) والبعض من هؤلاء يمكن أن يكون سهل الانقياد والقابلية لأن تصدر منه مواقف ممعنة في شناعتها؛ وهذا ما اتصف به برهاني الذى كان كلبا ذليلا لنظام البشير: دشن حياته العسكرية بانتهاكات يندى لها الجبين في التنكيل بالمواطنين الأبرياء في دارفور وترقى ليصبح قائدا للقوات البرية حتى عينه البشير في آخر منصب له كمفتش عام للقوات المسلحة السودانية. وبتنسيق مع حميدتى الرجعى ( حميدنى الذي لم يزخر تاريخ قواته بالفتك بالدارفوريين المعارضين فحسب، بل بترويع مواطني الخرطوم والأبيض وغيرها من المدن السودانية) قام برهاني بهندسة الإشراف على الاشتراك المعيب (مقابل دفع مبالغ مالية) بقوات سودانية في حرب اليمن ضمن ما يسمى ب " التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية" الذي لم يتبق فيه الا السعودية والامارات والسودان. والجدير بالذكر أن المجلس العسكري ذكر على لسان حميدتى الرجعى انه متمسك بالتزاماته تجاه التحالف وبقاء القوات السودانية في اليمن.

بخلفيته الخاصة بارتكاب المجازر في دارفور وحماية حكم الإنقاذ، يتساءل الناس أين كان برهاني عندما كان البشير يتراقص على جثث 200 مواطن، ثاروا على النظام، قتلتهم قواته ضربا بالرصاص في سبتمبر 2013؟ أين كان برهاني عندما هدد البشير والفاتح عز الدين وعلى عثمان محمد طه بقتل الشباب، المنتفض ضد ظلمهم وعهرهم، والقصاص منهم؟ أين كان هذا الضابط عندما وقف بعض صغار الضابط وضباط الصف والجنود مع الشعب الثائر وحمايته بالقوة المسلحة ... وما هو موقفه ودوره كمفتش عام للجيش في اعتقال هؤلاء الضباط والجنود؟ ولماذا يقبع بعض هؤلاء العسكريين في المعتقل حتى كتابة هذا المقال؟

وعلى الصعيد السياسي فهنالك ما يشير إلى أن للسعودية والامارات دور في صعود برهاني للسلطة في السودان. فالدولتان سارعتا قبل كل دول العالم بدعم برهاني ومجلسه العسكري ومغازلة الحكومة الجديدة بتعهدهما بتقديم الدعم المادي لها. كما أن زبارة (الجاسوس) الفريق طه عثمان الحسين المدير السابق لمكتب المخلوع عمر البشير للخرطوم مؤخرا تكشف التقارب بين السعودية والمجلس العسكري. والفريق الحسين كما هو معروف يشغل حاليا منصب مستشار الديوان الملكي السعودي للشئون الأفريقية. وجدير بالذكر أن برهاني كانت له اتصالات قوية، من خلال علاقته بحرب اليمن، بالمسؤولين بدولتي السعودية والإمارات.

في المقال القادم سنتناول تبعات أي تقارب للمجلس العسكري مع دولتي السعودية والإمارات من منظور دورهما المخزي في ضرب انتفاضات الربيع العربي.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان- إنتفاضة ديسمبر وأشباح الماضى
- السودان: انتفاضة 19 ديسمبر وحدود الإنجاز
- السودان: الطريق إلى انتفاضة 19 ديسمبر وصانعة الملوك
- لماركسية والموقف من البرلمانية: الذنب ليس ذنب لينين!!
- مقتل خاشقجى: إفلاس الإسلام السياسى وسطوة الأوليجاركية الأمري ...
- كندا: حدود الرأسمالية في التطور التكنولوجي
- روضة الحاج والتجريد في - المجرم الحقيقى هو النيل!-
- كلمة في رحيل المفكر المصرى سمير امين
- توجهات مجموعة السبع وماذا تعد لافريقيا
- الصادق المهدى وإعادة ترتيب البيت في المركز
- رأى الماركسية في الثورة المهدية في السودان
- الصادق المهدى: كيف يقرأ الماركسية!؟
- -الدولة التنموية- والإزراء بالسياسة والماركسية
- الوسيلة إلى فهم أن الدولة السودانية ليست اختراعا
- ستيفن هوكينغ : كلنا فى الهم شرق وغرب
- ستيفن هوكينغ والذكاء الأصطناعي
- أثيوبيا: حكم ال 6% والدروس المستفادة
- سد النهضة ومأزق الأمر الواقع
- السودان: الفيل في داخل غرفة موازنة العام 2018
- مهزلة تجديد الماركسية - تطور الديالكتيك المادى ونظرية الفوضى


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - السودان: لا لعبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (برهانى)