تبرعاتكم وتبرعاتكن المالية تحفظ استقلال الحوار المتمدن، فشاركونا في دعم استمرارية هذا الفضاء اليساري الحر

العمل صنع الإنسان

علي الأحمر

الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 04:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية

العمل صنع الإنسان
_____________
العمل جعل من الإنسان عبر التاريخ كائنا ماهرا و صانعا قبل أن يصبح عاقلا و مفكّرا..
في هذا الاطار سألني أحدهم: لماذا الإنسان وحده تميٌز بالعقل دون بقيٌة المخلوقات؟
فاجبته كالآتي : حدث ذلك بسبب تطوًر ما في خلايا دماغه، وازدياد كتلته مع مرور الزمن، طيلة عصور ما قبل التاريخ نتيجة ما كان يقوم به من أعمال، كاستعمال اليدين لالتقاط الثمار من الأشجار، أو لنحت الحجارة بهدف صنع أدوات مكمّلة لوظيفة اليدين، في مرحلة الإنسان الماهر Homo Habilis
أو الصانع Homo faber
و ذلك منذ حوالي 2,5 مليون سنة، الشيء الذي حرًره شيئا فشيئا من وضعية المشي على أربع لتغيًر وظيفة اليدين، فانتصب واقفا تدريجيٌا، واكتسب مهارة وقدرة أكبر على العمل في مرحلة الانسان الهائم Homo erectus، والتي بدأت منذ حوالي 1,7 مليون سنة. ومع الحركة والعمل نما دماغه، وأصبح يستعمل اللغة، وهي إلى جانب العمل أدخلته إلى صنف الإنسان العاقل أو المفكر Homo sapiens، منذ قرابة مائتي ألف سنة، إلى أن اكتشف الزراعة منذ حوالى 10 آلاف سنة فالكتابة منذ حوالي 5 آلاف سنة و دخل التاريخ..
وقد أدًىً تقسيم العمل الجماعي، بعد اكتشافه الزراعة، إلى عمل فكري و عمل يدوي لظهور الطبقيٌة، أي لظهور طبقة تحكم و لا تعمل مقابل طبقة تعمل ولا تحكم، ما أدّى لظهور الملكيًة الفرديٌة. ومرٌت هكذا البشريًة من نظام المشاعة البدائية، الذي ساد طويلا على امتداد العصر الحجري القديم، إلى نظام الرٌق فالإقطاع فالرأسماليٌة، و التي تعيش الآن حالة من التوحٌش، ستقودها حتما للانهيار والسقوط، و ظهور نظام يتوقّع أن يكون أكثر عدلا خال من الاستغلال الناتج عن التملّك الفردي لوسائل الإنتاج، فيحوٌل الصراع من صراع بين الإنسان وأخيه الإنسان إلى صراع بين الإنسان والطبيعة لاستغلالها لصالحه أكثر فأكثر و بطريقة علمية رصينة و بصفة جماعية، دون إجحاف واستنزاف وإخلال بالمنظومات البيئيٌة، و إلاٌ فسيكون فناؤه من على الأرض أكيدا.
(علي الأحمر)

#علي_الأحمر (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل