أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد موسى قريعي - الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٣)














المزيد.....

الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٣)


أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)


الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 21:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإسلام السياسي .. يوميات البارود و الدم (13)
حزب الأمة الوجه الآخر للحركة الإسلامية في السودان
أعترف أن الكتابة عن حزب الأمة السوداني أصابتني بالصداع والدوار والغثيان وخيبة الأمل والارتباك، وذلك أن هذا الحزب خُلق من "الارتباك، والتردد، والتناقض الممل" فكل من يقرأ عن حزب الأمة يستشعر حالة الارتباك التي أتحدث عنها.
بدأ حزب الأمة في التكوين والتخلق عبر "هيئة الأنصار"، التي زعمت أنها قائمة على العمل بالكتاب والسنة، ثم سرعان ما ضلت طريقها وانخرطت في العمل الحزبي السياسي، وأخذت تستغل النص الديني في تحقيق أهدافها السياسية، مثلما فعلت الحركة الإسلامية بالضبط ، لذلك أعتقد أن حزب الأمة والحركة الإسلامية "وجهين لعملة واحدة" هي الإسلام السياسي.
فهذا الحزب تاريخيا ليس له رأي "مبدئي" ثابت يمكنك أن تمسكه منه، فهو يدعي أنه لا يؤمن بالعنف، والأساليب الدموية، ومع ذلك لم يستنكف أن يحمل السلاح لتحقيق أهدافه السياسية ورهن إرادة البلد للجهات الداعمة للحرب بالسلاح، معتمداً على ما أقرته منهجية "هيئة الأنصار" التي قالت بالجهاد المسلح.
كما أن هذا الحزب سلم السودان في صفقة رخيصة للعسكر في عام 1958م ثم شارك مع القوى السياسية وجماهير الشعب السوداني في ثورة اكتوبر 1964م لاستعادة السودان والديمقراطية معا!. وغير ذلك كثير يمكن أن نجده متفرقا هنا وهناك في ملفات السياسة السودانية.
كانت نتيجة هذه التناقضات الحادة داخل حزب الأمة، تلك الانشقاقات المتعددة والمتكررة في صفوفه، حيث حظي الحزب بثلاثة انشقاقات كبيرة وعددا من الانقسامات الصغيرة، والتي مردها استحواذ وتكويش "المهدي وبناته" على الحزب بشكل لا يُحتمل.
حزب الأمة ونظام البيعة عند الأنصار:
كان من ضمن المبادئ التي قامت عليها "هيئة الأنصار" الأم الودود لحزب الأمه، الجهاد الهادف لإعلاء كلمة الله. لكن هذا الجهاد يتم عبر "بيعة" يبايعها كل من اقتنع بالفكرة المهدية والإمام المهدي، ومن اشهر "البيعات" بعد الإمام المهدي وخليفته "بيعة الرضا" عام 1946م تقريبا. تلك البيعة التي "بايعوها" الأنصار للإمام عبد الرحمن المهدي "باعث الأنصارية" الثاني بعد موتها. لكن عبد الرحمن بن المهدي الذي توفي في أكتوبر عام 1961م لم يوص لأحد من بعده بإمامة الأنصار، ولكنه بدلا عن ذلك كون لجنة لإدارة شئون "الأنصار" من خمسة أشخاص برئاسة عبدالله الفاضل المهدي، وقال في وصيته التي أملاها على ابنه الصديق المهدي، بحضور جمهور كبير "أن إمام الأنصار ينبغي أن يختار عن طرق الشورى أي ينتخبه الأنصار في الوقت المناسب بعد زوال نظام الحكم العسكري الأول الذي كان يحكم البلاد". لكن بعد وفاة الإمام اجتمع المجلس الخماسي واقترح رئيسه السيد عبدالله المهدي أن يختار المجلس الإمام لأن تعليق هذا الاختيار لفترة ربما أحدث أضرارا، وأن يكون الإمام هو السيد الهادي المهدي، فوافقت اللجنة على الاقتراح، وبويع الهادي إماما للأنصار. لكن في عهد الإمام الهادي نشأت نزاعات حول القيادة السياسية ولكنها لم تشمل اختلافا حول كيان الأنصار وقيادته.
وفي فبراير 1969م تم تجاوز الخلافات السياسية، وأعيد توحيد حزب "الأمة" وأصدر الإمام الهادي بيانا بتسمية السيد الصادق المهدي الرجل الثاني بعده في كافة مهامه. ومن ذلك الوقت "كنكش" الصادق المهدي في حزب الأمة واستفرد بهيئة الأنصار التي امتزجت في الحزب حتى صرنا لا نشعر بالتمييز بينهما، وذلك للتداخل الجسيم في عضويتهما.
حزب الأمة والإنقاذ:
بدأ حزب الأمة الذي تم تأسيسه في فبراير من عام 1945م، يتقرب ويتودد للإنقاذ منذ العام 1992م، أي بعد (ثلاث سنوات) من انقلاب الجبهة الإسلامية القومية على الحياة الديمقراطية في السودان - حين زار "الترابي" الصادق المهدي في منزله في ام درمان، حيث امتد اللقاء بينهما لساعات طويلة لم يكشف النقاب عما نوقش خلالها. وإن كان الواضح مغازلة "المهدي" للإنقاذ عبر الحوار الذي وقع بعد ذلك اللقاء بسنوات عندما سأل الصادق البشير صراحة: (أهو اسلام الصحوة أم اسلام الانفلات؟) كمحاولة مهدوية لمغازلة الإنقاذ من طرف واحد. طبعا بالتأكيد ليس هنالك اسلاما "صحويا" إن جاز التعبير واسلاما "منفلتا" وإنما هي العقلية التجديدية لإمام الأنصار حينما تتجلى. فالصادق المهدي صاحب قاموس متجدد حافل بالمفردات الرنانة كـ "تهدون، وتستبشرون" وغيرها من أحاديث وخطب الإمام.
الحقيقة أن العلاقة بين حزب الأمة والحركة الإسلامية قديمة ومتجددة، تتميز بالصحبة والإلفة والتجانس والتوافق. بدأت تلك العلاقة بشكل واضح في العام 1977م في مدينة بورتسودان عندما بايع الترابي وصهره المهدي " الرئيس النميري" على السمع والطاعة وشق صف المعارضة السودانية وبالتالي إطالة عمر نظام مايو حتى يفتك بالشعب السوداني أكثر فأكثر. ثم قفز "الصهران" من سفينة مايو بعد أن تركا رئيسها يغرق في بحر "قوانين سبتمبر الإسلامية" والتي كانت بإيعاز منهما أو أحدهما.
خلاصة القول هذا هو حزب الأمة، وهذا هو إمامه لم تجد منه سوى التردد والانتهازية وبيعك بثمن زهيد إن دعت لذلك ضرورة وهنا يكمن جوهر "الإسلام السياسي".



أحمد موسى قريعي
[email protected]



#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٢)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١١)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٠)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٩)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٨)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٧)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٦)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٥)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٤)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٣)
- الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (٢)
- يوميات البارود والدم (1)
- اخيرا السنهوري حرا كما ينبغي
- الخطاب السلفي التقليدي المعاصر
- سيدي الرئيس.. قد حان وقت الانبرام
- نظرية الخنوع للحاكم
- عمبلوك الإنقاذ
- قراءة في كتاب تسقط بس


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد موسى قريعي - الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (١٣)