أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد شحيمط - نوال السعداوي ضد شهريار















المزيد.....

نوال السعداوي ضد شهريار


احمد شحيمط
كاتب في مجالات عدة كالفلسفة والاداب وعلم الاجتماع

(Ahmed Chhimat)


الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


كتبت الروائية المصرية المثيرة للجدل نوال السعداوي عن المرأة العربية ضد الهيمنة الذكورية وليس ضد الرجل . فجاء السرد بكلام الأنثى تعبيرا عن إحساسها بالغبن والقهر في واقع اجتماعي وثقافي ليس منصفا . في ظل اختلال العلاقة بين عالم الذكورة وعالم الأنوثة وما يحمله الاختلال من توتر واستكانة وتسلط وقبول بالأمر الواقع . وبذلك عبرت المرأة العربية في الرواية والكتابات الإبداعية عن جرأة في القول والرفض لكل ما هو سائد من قيم الهيمنة. في بيئة تعاني من انفصام فكري وسلوك ميال للقوة والتهميش لدورها في الوجود. هناك أصوات نسائية من الشرق وشمال إفريقيا في قلب الحكاية والسرد بلغة شاعرية وأسلوب سلس يفيض قوة في المشاعر ودقة في الوصف لما يدور في ذهن المرأة العربية المبدعة . وعن ما يخالج شهرزاد من رغبة في وضع حد نهائي للسادية المستبطنة في أفعال شهريار السقيم والمريض . في لهفة الرجل بحب السلطة والتسلط وإبادة النساء اللواتي يقعن بين أيديه دون أن تترك واحدة منهن وصفة سحرية إلا بقدوم شهرزاد التي استطاعت بحنكة أن تذوب عنفه في عسل الحكاية . كانت حكاية ألف ليلة وليلة بمثابة جرعة تسكبها شهرزاد في أدنه لينام هادئا في نوم عميق . والحكايات لا تنتهي . والسرد يطول ويتحول شهريار إلى طفل وديع في أحضان امرأة . فمن عالم الحكايات تحكي وتروي شهرزاد ما طاب من القصص من عبق الزمان وتراث الماضي . حكايات لا تنتهي وتبقى متقطعة في حنين شهريار للسرد من جديد . مهما كانت رسالة الروائية العربية من وراء حكاية شهرزاد وشهريار إلا أن للروائية المصرية نوال السعداوي رأي آخر في حقيقة العلاقة المتوترة بين الرجل والمرأة في العالم العربي بشكل أكثر .فالمرأة ضحية معاناة أسرية واجتماعية . والرجل العربي واحد . يعاني من انفصام في شخصية غير متوازنة أسبابها عميقة في التربية والكبت الجنسي وغياب الحرية وغيرها من الأسباب . نوال السعداوي الطبيبة النفسية . أخصائية في مجال علم النفس وفي الكشف عن خفايا الأشياء في احتكاك يومي مع الحالات المرضية . وجدت بالفعل أن المرأة العربية كيان غريب عن ذاته بفعل الاغتراب والاستلاب الذي تعاني منه في مجتمع غير سوي . في كتبها صراحة بالغة من الصدق وعدم المجاملة والقول بصوت عال للرجل كفى من مصادرة حق المرأة في الوجود .كفى من الاستغلال البشع للدين والتدين وللعفة في سجن المرأة بين أسوار البيوت بدون تعليمها . ودون إذكاء روح التعلم والتحرر بدعوى الشرف والتقاليد والعادات . فالمرأة عموما في العالم أصبحت سلعة والثقافة العربية كانت اشد قهرا للمرأة من باقي الثقافات . والسبب في النظم الأبوي وفي الهيمنة الذكورية .وتكريس ثقافة اللامساواة بين الجنسين .في عالم القوة والقهر. وليست المرأة ناقصة عقل . وليس الحجاب من يستر المرأة ويصون شرفها . جمال المرأة في عقلها وتفكيرها وتحررها من هيمنة الآخر عليها .وفي فك قيود الارتباط السلبي بينها وبين الرجل .ليست المرأة موجودة لترضي الرجل في كل رغباته وتلبي فقط نزواته الجنسية .المرأة صورة راقية بعقلها وجمال أنوثتها ودفاعها عن منطق الحق والصدق في مبادئها. مطالبة أن تحارب المنطق الذي يقول أن الرجل ينتج والمرأة للاستهلاك . أن تعمل وتنتج لذاتها قيمة ومعنى في الحياة وبالتالي تدعو السعداوي إلى تحرير المرأة العربية .
فالأنثى هي الأصل والقيود التي فرضتها الأديان والتقاليد والنظام الرأسمالي على المرأة تركت الهيمنة للرجل . وأصبحت المرأة عرضة القهر بأنواعه الاقتصادي والجنسي . ومن يدرك بالتحليل المستفيض أن الاختلال قي العلاقة مرده للعامل الثقافي والتربية الاجتماعية والتاريخ . وقرون من الاستعباد والهيمنة على المرأة . نداء السعداوي من اجل الحقيقة .وصدق القول وليس من اجل أهداف ايديولوجية تمرر في واقعها أفكار مزيفة عن حال المرأة العربية بالذات . خطابها كما تقول شفاف وواضح دون مجاملة الآخر .لا تكتب من اجل تلميع ذاتها في العالم العربي وهي تقول أنها محترمة في الخارج أكثر من العالم العربي . يقدرون المرأة المبدعة . والسبب واضح أن ادوار المرأة العربية لازالت مكبلة بقيود التقاليد والتدين الشعبي . والرجل العربي أسير أعضائه التناسلية رغم قولها بوجود طينة من الرجال في عالمنا يفهمونها ويقدرون أقوالها ويعتبرون ما تدافع عنه واقعي ومعقول ويقاسمون الرأي معها ويختلفون معها في أفكار معينة . قضايا الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية تشغل أفكارها . وقوفها مع شعبها في محاربة الفساد ومطالبتها بتمثيلية أقوى للمرأة في الحوار على الدولة المنشودة في العبور بمصر لبناء الدولة المدنية. والعكس حصل في مصر كان بقطف الإخوان للثورة وذلك أمر غير مستساغ في القيادة والرئاسة . وما كانت تنادي في إقامته الجماهير الواسعة في ميدان التحرير .عندما تصادر المرأة في كرامتها وحقوقها وتكون على درجة كبيرة من الوعي فإنها تسعى جاهدة إلى فك القيود من كل الجهات التي تحاصرها . منطق القول أن السعداوي في قولها الحقيقة ونشرها للعلن جلبت لها أعداء في العالم العربي خصوصا في قضايا الدين والتدين والحجاب ورفض بعض من كتبها خصوصا في رواية "سقوط الإمام ". الحقيقية ينتج عنها عواقب وخيمة وفق رأي الفيلسوف نيتشه . فالحقائق تغلف وبعد مدة طويلة تصبح أوهاما نسينا أنها كذلك من فرط قدمها وتغلغلها في أعماق الفكر الخالص أنها من اليقينيات . قضية المرأة وحقوقها مبدأ راسخ في كل الكتابات . والقهر الذي تعاني منه المرأة في العالم احتكار للسلطة والثقافة . نوال السعداوي في سعادتها بالكتابة وعشقها للقلم والإبداع تعتبر ذلك متنفسا للقول والخروج من عقلية شهريار السقيم بمرض التسلط وقتل النساء .إنها غزيرة الاطلاع على الكتابات السابقة من الأديان والثقافات المختلفة .وأنها لا تنفي فكرة الأخلاق بل تدعو للصواب وتطابق الأقوال بالأفعال وترك الإنسان حرا يعيش دون قيود الأزياء والتقاليد البالية التي ساهمت في إعاقة تقدم وتنوير المرأة العربية والرجل كذلك .كما تقول " جريمتي أنني امرأة حرة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد . ولدت بعقل يفكر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل ". ولا ذنب في حالة إذا تحققت إرادة المرأة العربية في تجاوز عقليات شهريار . في حقيقة واحدة أن حياة المرأة ليست مرهونة للرجل . وسلوكها ليس مقياسا في الحكم بالصواب أو الخطأ من قبل الرجل .عالم المرأة ليس بالعميق أو السطحي .عالمها أنها كائن يهوى الحرية ويعشق الخروج من عباءة الرجل . فالمرأة المتمردة في مجتمعنا العربي كائن شاد وغير منطقي والسبب ما ترسمه الثقافة من خطوط ومواصفات للمرأة في العيش . طموحها يبدأ من المدرسة ويخمد في الركون في البيت . وأحلامها تنتهي بالزواج والحفاظ على غشاء البكارة . وبذلك تحكي السعداوي عن معاناة المرأة في الشارع والبيت والمدرسة والسجون وفي العيادة الطبية باعتبارها طبيبة نفسية قدمت عدة حقائق عن عالم المرأة العربية المسكونة بالقهر . تخاطب شهريار أن يغير من أفكاره عن المرأة والعفة والشرف . ليست ضد شهريار كرجل كما تقول دائما في الإعلام بل ضد شهريار العنيف والمريض. والذي لا يحتاج إلى عسل الحكاية لينام قرير العين ويصحو على حكاية جديدة . بل يحتاج إلى ترياق الحرية وإعادة النظر في منطق أفكاره . فمن الحكاية يبدو أن شهرزاد في عالمنا لازالت تسعى في إسماع صوتها في عالم يأبى أن يتنازل .
فالموضوع الذي يهيمن في كتابات نوال السعدواي وشخصيات الحكاية نساء من عالمنا . ومن عالم التجربة العيادية والواقع المعاش تكتب عن تجارب دون خوف أو توجس . أقوالها في الحجاب وسقوط الإمام وعن الوجه العاري للمرأة العربية والمرأة والغربة جلبت لها انتقادات كثيرة وغالبا ما تتهم بتنصلها من الدين والتدين , وفي ردها تنفي ذلك وتحاجج بدعوة الناس لدين الفطرة وتجسيد القيم الدينية بالأفعال والسلوك اليومي .كما تعود للوراء في استلاهما أقوال من أبيها عن الحرية والقول بالعقل والمنطق. وعن الأم في تجارب مختلفة . وتعود دوما للوراء في نقد شهريار الرجل العربي وأمراضه العصابية .

أحمد شحيمط كاتب من المغرب



#احمد_شحيمط (هاشتاغ)       Ahmed_Chhimat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التفلسف والعودة للذات
- الاقتراب من العلوم الانسانية
- الانا والاخر في الرواية العربية
- الانوثة والذكورة في عالم السرديات العربية
- اسئلة الراهن وتحديات المستقبل


المزيد.....




- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد شحيمط - نوال السعداوي ضد شهريار