أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهيلة القداف - النفاثات














المزيد.....

النفاثات


نهيلة القداف

الحوار المتمدن-العدد: 6196 - 2019 / 4 / 9 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


. تذكرت حالها قبل عام من الآن ثم تناولت المقص لتقص شعرها المسربل الطويل فيصبح قصيييرا جدا ،، قصته بدون تفكير و كأنها تخبر نفسها بهذا أنها نضجت كفاية و اصبحت قادرة على التخلي عن أي شيء مهما كان غاليا .. قد يرى البعض ان هذاا سهل للغاية لكن صدقوني الامر صعب جداا فقص الفتاة لشعرها يشبه تماما تخلي الملك عن تاجه .. نعم تخلت عن كل شيء تحبه لكي لا تخسره مكرهة فقد اعتاد خدام الملك تجريدها من كل ما تحب . اولا نفسها ، احلامها ، اصدقائها ثم حياتها . لقد اضحت المسكينة تعيش على مشارف الموت لا تستطيع النجاة و لا تقوى على الغرق .. لطالما شغل الموت بالها ، كانت دوما تخاطب ربها قائلة :-يا الهي لماذا تعتبر الرغبة في اللجوء اليك انتحارا .. لم تقتصر على هذا فقط بل تجاوزته الى خوض تجارب الانتحار التي كانت تبوء بالفشل لأنها كلما شعرت بروحها تنتزع احست انها لا تود الرحيل بل تريد فقط تجريد نفسها من حمل ثقيل احاط قلبها غماما . . مر عامان فاعتادت حياتها الجديدة المقلوبة رأسا على عقب ، اصبحت شخصا آخر لم تحبه يوما ، ميزاجية بطريقة مرعبة ، تحدث نفسها كالمجنون ، اصبحت كتلة من الالم على هيأة انسان ، عديمة الاحساس ، متشبعة بالانانية و الرغبة في الانتقام ، تخلى الجميع عنها فمن سيستحمل مرافقة مريض نفسي .. بعدماا نسيها الخدام لوهلة من الزمن .. شنت الحرب من جديد فقد كانت حينها مقبلة على السنة الختامية من السلك الثانوي .. فالملك لن يضيع فرصته الذهبية في توجيه ضربته القاضية لها ، انه على يقين ان كل ما يجعلها لتزال تمثل القوة هو دراستها .. انه الشهر الاخير الذي يفصلها عن الامتحان النهائي و هي لم تحفظ دروسها بعد فكلما حملت دفترا داهمها النعاس و ملئت الغرفة ضجيجا لم ينته الامر هنا فحسب بل تجاوزه الى ان ياتيها الملك مهددا في منامها .. فلم تعد تستطيع البقاء يقظة و لا تريد النوم لألا يرعبها الملك و خدامه فتستفيق مكبلة الايدي و الارجل .. كل اللذي كان يخفف عنها خوفها و حزنها هو البكاء و مناجاة الله عله يجعل لها مخرجا .. فقد قال الملك كلمته و لن يتراجع عنها ، اما ان تقبل بخدمته طوال حياتها او ان ترفض فيكون جزاءها الموت ،، كلاهما موت لذلك كانت تطلب من ربها ان ينجيها من نفثهم و كيدهم .. رغم كل ما حل بها و كل طرق النجاة المسدودة كانت تنفجر ضاحكة عندما تتذكر أن أحدهم يفكر فيها الى هذا الحد و يعلم تفاصيل حياتها الدقيقة ،، كانت تضحك ضحكة ممزوجة ببكاء شديد ثم تقول : أوهل انا مهمة الى هذا الحد ليترك احدهم حياته و يسهر على وضع خطط لتفاصيل حياتي، يضحي بماله و وقته و حياته يتخلى عن دينه ليراني على ما انا عيله ..
اصبحت الايام تمر ببطئ شديد فقد اصبحت مثقلة بالهموم و المصاعب .. حوط حراس القصر بيتها فلم يعد يقوى سليمان و جيشه الدخول الى البيت .. اصبحت كل خطوة خارج عتبة البيت تعتبر انتحارا ،، اضحى الخدام يعيشون معها في البيت جنبا الى حنب حتى بات الجميع يراهم .. لقد اعتاد الجميع هذه الحياة فلم يعد احدهم يفكر في شيء كانت تتعالى ضحكاتهم رغم كل شيء فثقتهم بربهم جعلتهم يتحلون إيمانا و أملا بأنها ليست النهاية ، عاجلا ام آجلا ستشرق الشمس و يفرحون ببزوغ فجر جديد.



#نهيلة_القداف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق


المزيد.....




- -لأول مرة-.. مصر تقرر تعليم أعضاء النيابة اللغة الروسية
- مغردون: كمين النابلسي فيلم هوليودي من إنتاج القسام
- طلاب من المغرب يزورون مقر RT العربية في موسكو (صور)
- لولو في العيد.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 وتابع أفضل الأفل ...
- فيلم -قلباً وقالباً 2- يحطّم الأرقام القياسية في شباك التذاك ...
- أول تعليق من مصر على مشاركة ممثل مصري في مسلسل إسرائيلي
- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
- في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط ...
- ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهيلة القداف - النفاثات