أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصف الإدريسي الخمليشي - المسرح و تطور الوعي المجتمعي














المزيد.....

المسرح و تطور الوعي المجتمعي


منصف الإدريسي الخمليشي

الحوار المتمدن-العدد: 6192 - 2019 / 4 / 5 - 23:56
المحور: الادب والفن
    


المسرح و تطور الوعي المجتمعي :

إن المسرح فن نبيل و بشهادة الأمم يعتبر أعرق الفنون إلى جانب فن النحت و بلاغة الكلام , و الشعر و الرسم و الفنون الشعبية و الحية , لكن يظل و يبقى الفن المسرحي هو سيد الأسياد , , و أب للفنون .
للمسرح أهمية كبيرة على الفرد و المجتمع و تقدم المجتمعات عبر السنين , فلننطلق من أول مشهد عبر التاريخ , " الغراب مع قابيل وهابيل ثم اليونان و الرومان و العالم العربي , إلى حين دخول المسرح إلى المغرب , عن طريق مجموعة من الرواد كتيمود و أحمد الطيب لعلج و الطيب الصديقي و عبد الكريم برشيد و المسكيني الصغير و عبد الواحد عوزري , و غيرهم من الرواد الكتاب و المنظرين .
إلا أن هؤلاء الرواد قاموا بمهمة جبارة , ألا و هي صنع الأفكار و المناهج , كالمسرح الاحتفالي و المسرح الثالث , هذه نظريات يشهد لها و أمام الملأ أنها نجحت في وقتها , و منها من بقيت إلى الآن تتوسع و تنتشر عبر أقطار العالم الغربي و العربي , لكن تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق المهتمين بالشأن الثقافي و الفني لتجويد هذه النظريات , تدريسها , و تأطير الشباب , سواء أ كان مهتم أم طالب في شعبة علمية أخرى , باعتبار المسرح كما ذكرت هو السبيل الأنسب لتطور المجتمع , خصوصا و أننا في عصر و في فترة تعيش اضمحلال خطير , خصوصا على مستوى البحث , ماذا تنتظر من من يسأل عن ما معنى الناقد ؟ على عكس القرن الماضي الذي كان ميلاد فن نظيف و جديد بثقافتنا , كان الرواد ينشرون مقالات نقدية و هم في عمر الزهور أحيانا , فنحن بحاجة إلى من يشد بهؤلاء الطاقات أو بالأحرى من يكون , و البنيات التحتية التي هي شبه منعدمة هناك بوطننا الحبيب , بالمقارنة مع مصر و تونس و بلدان أروبا و إفريقيا , لكن يبقى التساؤل المطروح , لماذا جمعيات المجتمع المدني الخاصة بالتكوين الفني تعاني الإقصاء نوعا ما , مثلا , جمعية الخيال بسلا و جمعية جسور بآسفي ؟ أليس من الأجدر و الأحق أن تنال هذه الجمعيات و أمثالها دعم مادي و معنوي و رعاية سامية , فمثلا المهرجان الوطني للمسرح الارتجالي هو المهرجان المسرحي الوحيد بسلا , و ليس هناك أي دعم باستثناء بعض الجهات التي لا تتعدى رؤوس الأصابع .
المسرح نظيف و ينظف و منظف للوجدان , بكلامي هذا لا يمكنني أن أنكر غاية القرآن الكريم , (لكن موضوعي ثقافي ليس ديني) , لماذا المنع و تجريم كل ممارس للفن و العمل الجمعوي , بحجة أنه التحق لصفوف تابعة للنظام , كالقوات المسلحة الملكية , الأمن الوطني , الدرك الملكي (...) هل رجل السلطة ليس له حق في العصبية , أو ليس هو الأجدر في العصبية و الحزن و غيرها من المشاعر السلبية , حيث يعيش مجموعة من الضغوطات اليومية التي تجعله , ينهار , لماذا تجريم ممارسة الفن و التطوع و الكتابة أيضا , يمكن للشرطي أن يخدم الوطن و في نفس الوقت يطبع كتاب و ينشره , ربما قد يكون واعظا , و تنتشر نوع من الكتابة , الأدب البوليسي , و تكون حقيقة و سيرة ذاتية , مجموعة من المثقفين حرموا من حقهم في التعبير عن آرائهم , و منهم من تجاوز القانون فكان مصيره الاعتقال , لنعود للموضوع الأبرز المسرح فالشرطي بتمثيله أو حضوره لحصة مسرحية في الذاكرة الإنفعالية أو إسترخاء , أو بعض من ما خلده ستانيسلافسكي أو بريشت , هنا قد فهم و ارتوى من أنبل الفنون على الإطلاق , أقول و بصارح العبارة , أن مسألة التجريم فهي بحد ذاتها دليل على نوع من القمع الغير مسموح به , في وطن و دولة تنهج سياسة الديموقراطية , لذا فالمسرح مسرح , لو أمر أحدهم من الغرباء بمنع هذا القانون شبه قمعي لمنع .
المسرح فن نظيف , نظيف الفن المسرحي , فهذا دليل على أن المسرح فن متسامح حتى في اللغة , مرن يتعامل مع الفاعل كما المفعول به ولا يزعم أن يقول " كفى كما الأولون .
كما تعودت القول و أكرر , المسرح سبيل الرقي بالمجتمع , لا بناء السجون و لا المخافر و لا المحاكم طريق للإصلاح , لكن إن اتخذت سياسة مسرحية , على الأقل في ولاية كاملة , همها الوحيد , بناء معهد على رأس كل جهة من جهات المغرب , من الشمال إلى الجنوب , مسرح بمقومات المسرح كبناية , دور ثقافة , دور الشباب , التي ربت و كونت جل مكونات الشأن الفني و الثقافي الحالي , إن اعتمدت هذه السياسة و عملت على استقطاب كل مكونات الوطن الحبيب , من قطع طرق و شباب و منحرفين و متشردين و ناشئة , فسينعدم انتشار المخدرات بكل أنواعها , و بالتالي لا نحتاج لسياسة بناء السجون , النتيجة ستلاحظ في أفق أربعين سنة .
المسرح المغربي حاليا يعيش أزمة خانقة , لا ندري ما السبب , لكن لنا اليقين , لو رصدت مبالغ لإعادة استنشاق مسرح المعمورة و مسرح الحي و مسرح اليوم , و غيرها من الفرق التي جالت ربوع الوطن في الداخل و الخارج , فمن هنا سينطلق نموذج التنمية , الانتقال من دولة في طور النمو , إلى دولة في أبهى حلة تنمية , الانتقال دول العالم الثاني , كفيل بتوظيف الفنون في المقرر التعليمي من النشأة إلى الجامعي , لنصنع أجيال على الأقل لهم وعي بضرورة الفن في حياتنا اليومية , حيث أن الجل يعتبر الفن و المسرح خصوصا مهلكة و مضرة للحياة العامة .
المسرح سبيل التنمية الانسانية , الترقية و الهدف واحد وحيد تربية أجيال واثقة في ذاتها , فهذا له علاقة وثيقة بالتشغيل و كل ما يرتبط بالعنصر البشري , "المسرح " ليس ركح بل هو فضح للمشاعر الذاتية أحيانا , تغيير للواقع في حين آخر , تشريع قوانين , إلغاء قوانين , هذه مهمة المسرح النبيل النظيف .



#منصف_الإدريسي_الخمليشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصف الإدريسي الخمليشي - المسرح و تطور الوعي المجتمعي