مشروع بروك الثقافى

كريم عرفان

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 18:16
المحور: الادب والفن
    

مرحلة الإبداع يجب أن تسبقها مرحلة إعداد ورؤية ثقافية وهذا الذى يكشف أمام المبدعين طريقهم الذين يسيرون فيه ..

وهذا ما أدركه المخرج المسرحى / بيتر بروك ..حينما فصل بذكاء بين عمليتى "الإبداع" و"البحث" فأتى برؤية تجديدية واستراتيجية مختلفة تتمثل في اكتشافه " العنصر الغائب " في العملية الإبداعية وهو " الثقافة " .

هذا الأمر الذى أكده بروك بشكل عملى عندما أنشأ "مركز أبحاث المسرح " وصمم على أن يتكون هذا الكيان من جماعة دولية متباينة ..متعددة الأعراق ومختلفة الثقافات ..لقد كان بروك واعيا تماما لأهدافه التي يريد تحقيقها ويعلم تماما الفرق الهائل بين تأسيس مركز بحثى وإقامة مراكز إبداعية وتقديم عروض فنية كما يفعل الآخرون ؛ ذلك الوعى الذى لم يكن لدى المهتمين "بمشروع بروك الثقافي " فعندما رأوا ما يصنعه بروك قالوا : " حسنا ..مركز فنى آخر "

ولكن جهود بروك كانت أكثر عمقا فقد كان بمثابة الموجه للجماعة الفنية وقتها وهو ماكانوا يفتقدونه ؛ ولذلك أنشأ بروك مركزا آخر هو " مركز الإبداع " وذلك للعناية بسير العملية الإبداعية والفنية ذاتها والإهتمام بالنشاط الفني التقليدي وتنميته وفقا لما يقرره المركز البحثى ..

اعتمد بيتر بروك وجماعته على مبادئ أساسية وكان أهمها " صنع الثقافة " لقد كان يطمح في أن يكوّن من الثقافات المختلفة والمتعددة ثقافة عالمية متناغمة ..

ونحن في وطننا العربى في أمس الحاجة إلى الإقتداء بما أسسه بروك ولكننا نطمح أن يكون ما نؤسسه أشمل وأكثر عمومية مما قام به بيتر بروك فنحن نريد خلق وابتكار مركز بحثى مستقل وإيجاد فكر تعتمد عليه العملية الإبداعية بوجه عام .

#كريم_عرفان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل