أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد آل شهزي الطائي - # من- سايكس بيكو-الى- ترامب بوتن-















المزيد.....

# من- سايكس بيكو-الى- ترامب بوتن-


عماد آل شهزي الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 00:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


# من" سايكس بيكو"الى" ترامب بوتن"
الصفقة التي سميت بسايكس بيكو عام 1916 التي عقدت بين السير "مارك سايكس" من بريطانيا، والسيد "إم فرانسوا جورج بيكو" من فرنسا، مر عليها مائة عام ، واليوم بعد ان حققت اهدافها؟ في تقليص حجم الخلافة العثمانية وتجزءة منابع الثروة النفطية المكتشفة وتوطين دولة اسرائيل وجعل محيطها العربي دويلات متناحرة مفككة.
بقي الجزء الذي يعمل على تحقيقه الرئيس الامريكي " دونالد ترامب " والرئيس الروسي " فلادمير بوتن" وسنطلق عليها اسم " ترامب بوتن" ومن اهم اهدافها انهاء الصراع الاسرائلي الفلسطيني بعد عزل الجبهة الفلسطينية سياسيا وابعاد العرب من المطالبة بتحرير فلسطين واليوم مجرد شعارات خجولة لابعاد شبح الهيمنه الكاملة على فلسطين وجعلها تغرد منفردة في الحفاض بالاقصى الذي تحالف اتباع الدول الاستعمارية من اراذل العرب على دعمه سرا ومشروع التطبيع الذي يلهث ورائة العرب قبل الغرب .
استطاع الاتراك ان يفقهوا اصول اللعبة وكذالك الايرانيين الا ان الحكومات العربية فرحوا بما يجنوا من اموال بيع خزينهم من الثروة النفطية! الذي كان بامكانهم ان يجعلوه عصى التفرد بالقرارات السياسية العالمية، الا ان الاستعمار الفكري ،وهو الحلقة الاكثر خطورة في فرض السيطرة .. مكن الدول الاستعمارية من احتكار تقنيات التطور وتكنلوجيا التسلح الدعامة الاساسية في الاستحواذ و ألسيطرة ، وبقى المستحوذ على حكم دول الثروة بنظام حكم ملكي .. لم تطاله الحركات التحررية في موسم الربيع العربي ،وهو الصنيعة الغربية التي اريد بها تمرير مشاريع الفوضى؟ في الدول الاكثر تاثيرا في الصد والممانعة لمشروع هيمنة اسرائيل على ما اقرت ان يكون مستقرها فلسطين العربية .
فبدا اسقاط الحكومات التي كان من الممكن ان تقف بالضد من مشروع التطبيع والمضي بالمرحلة الثانية من السفقات السلطوية على العالم من قبل حكومات الهيمنة الاستعمارية.
وكانت المرحلة الاكثر صعوبة واخذت اكثر اهتمام؟ هو اسقاط حكومة بغداد المتمثلة بصدام حسين، بعد ان نجرف الكويت للعب دور في ظاهره ألضحية وفي حقيقته الطعم لاسقاط الفريسة الاساسية ،وجاء دور دول الخليج ومصر لتثأر لضحية نظام صور على انه استبدادي سلطوي معتدي صاحب تطلعات توسعية على محيطه العربي.
بينما كان شعاره وحدة الامة العربية، والذي عملت بعض دول الخليج على تشويهه منذ ثمانينات القرن الماضي وهو في اوج قوته من خلال تنشيط فكر اسلامي سلفي عمل على نبذ فكرة حزب البعث العلماني العروبي، وهنك الكثير من المؤلفات والكتب لمفكرين من الخليج عملوا على نبذ فكر حزب البعث رغم انه فكر جامع لشمل الامة والساعي لتحقيق مصالحها وكان هذا التشوية في الغالب نابع من هواجس العوائل المتسلطة المستاثرة بالحكم لعوائلها، ومن الشواهد؟ المعلومة والمعروفة ان العراق في حربه مع ايران كان يرفع شعار الدفاع عن العرب ومن شعاراته المطالبه بتحرير الجزر الخليجية "طنب الصغرى" و "طنب الكبرى" و "ابو موسى" بينما يتشارك متطوعين عرب من مصر والسودان والمغرب العربي لمساندة العراق في حربه ويذهب الخليجيون ؟ اعدا اعداء ايران للقتال في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي ! اليس من الاجدر ان يقاتل الخليجيون مع العراق ضد ايران وهم من يعادون ايران جهارا نهارا !
قبل مائة عام من الان بدأت الدول الاستعمارية بالتحرك في محيطنا العربي لاقناع بعض المشايخ والطامعين بمغريات بريطانيا؟ لجذبهم للتعاون في اخراج الدولة العثمانية من البلدان العربية ، ولو تتبعنا قليلا تاريخ الرحلات الاستكشافية التي كان اوجها في العشر الاولى من القرن التاسع عشر متزامنا مع الاستكشافات النفطية في المنطقة ؟ سنجد في جميع مناطق العراق والبلدان العربية من الشيوخ المتعاونيين والعوائل التي عرفت بالخيانة رغم ان بعضهم حاول ان يجمل صورة اجداده! الا ان التاريخ لا يرحم.. فلا بد ان تتضح الصورة، وان بذل البعض منهم المال بسخاء لتجميل تاريخهم ، والبعض منهم بالغ مبالغة كبيرة في اطعام الفقراء وتقديم الهدايا والمساعدات ؟ لاضفاء صفة الكرم والجود على اثار الخبث الذي لطخ جلبابهم .
واستسمحكم قليلا في سرد ما كنت اسمعه وانا شاب ولم يكن لدي اهتمام كبير في البحث والتقصي في الوثائق التاريخية .. حيث كنت اعتاد الجلوس مع مجموعة من اقراني في احد اطراف الحي الذي كنت اسكن في الرمادي ، وغالبا نحن الشباب نستمع بشغف؟ لكل ما يرويه كبار السن ، ونعتبره من الحقائق التي لا يمكن التشكيك في مصداقيتها، والتسليم بها هو تحصيل حاصل !
حدثنا رحمه الله جرنا الحاج ( ناجي) البالغ من العمر في وقتها ستون عام تقريبا ، وهو من احد العشائر المهمه في المدينة ،ولهم تاثير حتى على باقي العشائر من ابناء عمومتهم ، وهو يروي لنا نبذه عن شيخ قبيلتهم قائلا: كان شيخ (...؟...) يقاتل ضد الانكليز مع مجموعة من الثوار المعترضين على وجود المحتل البريطاني ، ولما اوقع خسائر كبيرة في صفوف الانكليز ، وضعوا له كمين للايقاع به .. واثناء محاصرته من كل الاتجاهات بواسطة قوة من الجيش البريطاني .. اخذوا ينهالوا عليه بالرصاص بكثافة كبيرة ، وهو يجري من بينهم دون ان يصاب ! رغم ان المسافة التي كان يطلقون الرصاص منها لا تتجاوز العشرين مترا ،وخرج من بينهم سالما ولم يتمكنوا من الايقاع به .
صرخ احد اصحابي الذين يشاركوني الاستماع للقصة! وهو يقول ( ماشاء الله ) ، وبطبيعة الحال صاحبي كان مصدق لكل ما يسمع؟ فلم يسبق ان عرف عن محدثنا انه يكذب، فهو رجل كبير ومتدين وذو وقار وله مكانة ، وتقدير في الحي الذي نسكن به وفي اغلب احياء المدينة .
وأستطرد الحاج " ناجي " قائلا : عندما وصل الشيخ (...؟...) الى بستان فيه مجموعة من الفلاحين؟ جلس بقربهم ليسترح قليلا بعد عناء مطاردت البريطانين له ، فاجتمع حوله اتباعه ومحبيه وسالوه: كيف تخلصت من رصاص الانكليز الكثيف ؟ فتح الشيخ دشداشته ( جلبابه) ،واذا بالرصاصات تقع على الارض وهي لاتزال حارة وفيها اثار دماء الشيخ (..؟..) حيث لم يتاذا كونه من المجاهدين واصحاب الكرامات كما يقول الحاج ناجي.
وبعد ان سمعت هذه القصة ؟ ذهبت الى اخي الكبير، وقصصت عليه ما سمعت ، وانا اتسائل مشكك ؟ رغم اني لا استطيع ان اكذب الرجل لما اعرفه عنه من طيب الخلق وحسن المعشر واتزان ظاهر في اغلب تصرفاته .. هنا تبسم اخي وهو يقول لي ان جارنا لم يكذب، وهو رجل طيب لاكنه صدق ما روي له ، وهو نقل ما سمعه مما كان يشاع في تلك الفترة لتجميل صورة ذالك الشيخ الخائن الكاذب.. واردف اخي الكبير يحدثني قائلا: نحن العرب نصدق من نحبهم ونختلق لهم الاعذار اذا كنا ننتمي لهم لاننا نتعامل مع المواقف بعواطفنا لا بالمنطق.. والكثير منا تاذخذه العزة بالاثم لمجرد الانتماء .. لذا عندنا يدافع كل شخص عن انتمائة لمجرد الانتماء وليس لايمانه بما يقول! وذالك نتيجة التربية الاجتماعية المتجذرة والموغلة في النزعة القبلية في مناصرة الانتماء.
ان ما اريد ان اشير اليه .. علينا ان نعي ما يدور لا ما يفور .. بمعنى ان ما يدور حولنا من مخفي هو من اختلق هذا الانفعال والفوران لذا علينا ان نعالج ما يدور بمنطقه وليس بما يريد ان يدفعنا اليه حتى نحقق الغلبة .
اسقط الحكم في بغداد وتوالت ارهاصات الربيع العربي المفتعل! لاسقاط حكومة اي نظام عربي يقف بالضد من مشروع اسرائيل في بسط هيمنتها الكاملة على فلسطين، لم نلحض انتشار عدوى الربيع العربي في البلدان التي تحكم بنظام ملكي ، كونها تسير بنفس خط السير المراد والمعد له ! لذا ستبقى في استقرار حتى تظهر بوادر مخالفة لتنهار في ليلية وضحاها .
بعد سقوط راس الحربة في مشروع الدفاع عن فلسطين وهو النظام الاكثر تاثيرا في المنطقة نظام الحكم في بغداد.. لتتسلم السلطة ثلة لصوص بلا ادنا قيم ، وماهي الا توابع لمشاريع واجندات خارجية بعد انهاك العراق في حرب الثمان سنوات مع ايران ، لتجر لحرب الكويت التي دفعت اليها دفعا بتواطوء كويتي من خلال محاربة الاقتصاد العراقي وسلب جزء من ثروته النفطية ، رسم السيناريو بحنكة زلقت ساق العراق به ، وكانت الكويت البطل الضحية .
وما ان انتهى العراق امنيا وسياسيا كان اسقاط معمر القذافي الحلقة الثانية من سيناريو تغيير انظمة الحكم العربية لتتبعها تونس ولاكن اوربا تداركت الموقف في تونس لتمنع انهيارها بالكامل لتتجنب التأثير المباشر فيما لو اصبحت تونس مثل العراق كونها بلد لا تمتلك من الثروات النفطية ، اما نظام الحكم في سوريا فلم يشكل تهديد حقيقي لأمن اسرائيل إلا ان خوف السعودية من التوسع الايراني كما حصل في اليمن والعراق والبحرين جعلها تدفع لتغيير النظام بكل ما اوتيت من مال إلا ان ايران كانت قد مدت اطرافها الاخطبوطية في سوريا بدراية قبل ان يطلها التغيير الحقيقي .
وبمحاولة خبيثة في الفترة السابقة ؟ صار يعلو صوت وان كان ضعيفا الا انه نذير شؤم في الاردن عندما تعالت اصوات تطالب بتحسين الوضع المعيشي وما هي الا قرصت اذن للمملكة الاردنية؟لإشعارها ان اصرت على مواقفها ضد اسرائيل سيكون التغيير وارد .. من خلال محاصرتهم اقتصاديا لتحريك الشعب الثائر ضد الجوع ليتطور اذا ما اريد .. الى المطالبة بتغيير نظام الحكم .. وتدارك الاردن المغزى وجاء الدعم من السعودية بمبلغ لاينهي المعضلة الحقيقة بل ليجعل حكومة الاردن على المحك ان ضلت مصرة بمواقفها تجاه شرعيتها في الوصاية على المقدسات في القدس.
لم تنجو الجزائر من مشروع الاضعاف العربي واليوم جاء متأخرا الحراك في الجزائر بعد ان تعالت اصوات حرة في الجزائر داعمة للقضية الفلسطينية .
اليوم حققت اسرائيل مشروعها في اضعاف الحكومات العربية وجعلت فلسطين تعيش العزلة العربية لدعم قضيتها ، وها هي البلدان العربية تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي ، فكل بلد يعيش صراعات داخلية تشغله عن دعم قضية الشقيقة فلسطين.
لم ينجو بلد من الربيع العربي المزمع إلا الدول التي تحكمها انظمة ملكية وهذا يقودنا الى الكثير من الريبة.
اذا "سايكس بيكو" جزأت الوطن العربي شكليا و"ترامب بوتن" جزأت الوطن العربي جوهريا.عمادآل شهزي



#عماد_آل_شهزي_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد آل شهزي الطائي - # من- سايكس بيكو-الى- ترامب بوتن-