أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري السماك - جابر الجحش














المزيد.....

جابر الجحش


صبري السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


جابر الجحش

تمادت الأصوات وارتفعت بالمدد يا ست عيشة يا ملاحة (وهي منطقة بمدينة سنورس لولية من أولياء الله السيدة عائشة وحرفت الي الست عيشة )
وقد ضرب حول مقام الولية الوهمي عين ماء مالحة جدا لدرجة ان الملح يخرج من حروفها تاركا تشكيل على جوانبها التي تملائها الزبالة صورا لا تنسى وخاصة في القمرية حيث انعكاس الضوء على الملح الأبيض صانعا تشكيلات تمادى فيها خيالنا من صورة فارس يركب حصانا الى ولد يقبل فتاه في بقها الى الام وهي تخبز الى صورة قطار جامح
غسلت حليمة الداية يديها بعد جسها أسفل خضرة لترى الوقت التقريبي لنزول المولود
حتى تلحق السحور افترشت النساء ارض الغرفة عدا خضرة التي تلد وأم ربيع حسنية التي تشد أزرها وتنفخ معها لانها حائض ومعها رخصة
الصيام وجب انطلقت الهمهمات بالنذر لله صياما والدعاء بتيسير الولادة التي يصاحبها هوف هوووف هووووو اااااااااه. يا ست عيشة مَش قادرة مَش قادرة يا ست عيشة مَش كدة اااااااااااه. زقي كمان جدعة يا بت اهو راسة جت ساعدي الواد الله اكبر صلاة النبي اسم الله عليك واء واء واء
مع صرخة حليمة حينما رأت المولود بين يديها ولد ولد قادر يجعلة العون والسند
ويعوض عليكي الثلاثة اللي ماتوا في الولادة قبله
في الصباح كانت خضرة تنشر عيدان الذرة على السطوح لتصبح احتياطي وقود لفرن الخبيز وترش ماء عمل الشيخة حليمة ليحفظ مولودهاالذكر
وعبدة الخولي الذي اصبح اب خارجا منتظرا مباركة كل من يقابله سواء الذي عرف من زوجتة او من سمعة وهو يقول رايح المركز عشان اسجل الواد
جابر عبد المنعم محمود جابر. ترعرع جابر الذي ولد عملاقا. بشفاه غليظة وبشرة بنية داكنة كلحاء وقوة عضلية سبحان العاطي الوهاب ليعمل عتالا منذ الطفولة ولم يمتهن مهنة ابيه وهو مقاول أطفال الدودة في موسم زراعة القطن وخدمات فلاحية معاونة زي تنظيف المصارف وإعادة ترميم جسر الترع وحمل ما يعجز عنة الحمار من الذرة حتى الكيماوي او السباخ وفي نفس الوقت ناصح وبتاع كلام ويجيد التخديم على جلسات الكبار والأسياد في المناسبات والأفراح والجلسات الخاصة
اما جابر فانة لا يجيد التعامل مع البشر فهو منذ ولادتة وهو يعيش مع الحيوانات هو راعي بقر وجاموس وعاشق لركوب الحمار الذي يحسسة بأنة فارس ولا ابو زيد في زمانة ويحمل مثلهم ما يستطيعون حملة
فبيتهم كان عبارة عن فسحة بها سلم وفرن ومبيت الحمار وكبانيه وغرفة واحدة يحتلها أبواه وضيق النفس لذا كان جابر يحتضن الحمار. او ينام واقفا مثلة حبا وعشقا
كان يحمل طيبة وهدوءا تكفيه عن كل البشر لم يجد كلب او قطة او اَي حيوان الا وتعامل معه كأنه اخ او قريب متحدثا اومقتسما طعامة معهم مهما كانت قليلة
وفي ليلة واحدة فقد جابر أبواه كما كان يقول عبدة الخولي والحمار وقال ان الحمار حز به اكثر من أباه الحقيقي
لذا كان حلم جابر الملحمي هو شراء حمار وعربة كارو ليصير عتالا حرا وصاحب املاك لذا وجب العمل في المخاطر مستفيدين من القوة الجسدية وإلغاء المخ بكافة تفاصيلة
في نهاية السبعينيات اشتعلت تجارة السوق السوداء للمواد التموينية بين المحافظات وخاصة الزيت الرز الشاي السكر الصابون و السجاير السوبر والفلوريدا والكليوباترا
ودخل الشاي المغشوش والمغلف داخل البيوت والمقاهي وكان جابر هو العتال الاول لسيارات التهريب ومنقذ السيارات في الجبل
راجت معة بعد ان عثر على حمولة كانت مهربة فاضطروا الي التخلص منها قبل الكمين اشترى عربة كارو وحمار حصاوي
عمل لهما عرسا أسطوريا كأنه تزوج او تخرج من الجامعة وزين الحمار كفرس اصيل وقبلة وحضنة وبدا يغمرة بالمياه ليستحم مستخدما حنفية الشيخ عبد الحليم هلال الذي اذن له مباركا ما جاء وساهم البعض في توفير اكل للحمار وهو عبارة عن فول وتبن وبعض حبات الذرة الناشفة وذرة خضراء وبرسيم كأنة طعام الصباحية
وإذا بالحمار لا يأكل يمكن شبعان ؟!
نستنى شوية بمكن يجوع برضوا لا تاني يوم لا. خاف جابر جدا وظن ان الحمار مسموما او مكسوفا او متخوفا من الاكل. فمد يديه الي التين والفول والذرة وأخذ يأكل منها ويتقاسم يدية بين بقة وبق الحمار ويقول لة كل زيي كل زيي عارف انا أبويا كان مسميني ايه جابر الجحش يعني الحمار الصغير. كل بقى احنا طلعنا اخوات. هاهاهاها
الى ان اكل الحمار وبدأوا رحلة العشق معا رقص به في الموالد وذهب معة الى الأفراح وسقاه بيرة. وزوجة حمارة غلبانة حكى في ذروه سكرة بان الخبطات التي في جسدة سببها تحرشة بهذة الحمارة اللعينة ضاحكا انا عايز اعرف ايه الفرق بيني وبين الحمار.جوزها ؟! فهتف الجميع لأ ما فيش هاهاها.
لان جابر كان عضوة الذكري مثل الحمار ولذا لم يستطع الزواج سوى من فتاه يتيمة خرساء اشترطوا رعاتها ان يكتب العربة والحمار لها كمهر وشبكة وتزوجا على العربة الكارو وكانت كلما ركبت معة تزغرد نوعا من الدعاية وهو تحميل وحمل اَي شيئ وكل شيئ وخاصة عندما يعجز الحمار عن جر العربة فيلبس جابر العريش بدلا عن الحمار ويقول له شد كدة يا عبيط
نتج عن هذة الشراكة ثلاثة ابناء بنت وولدين مات جابر وهو ممسكا بثعبان كان يظن انه غير سام
لدغة الثعبان ثلاثة مرات وهو يحاول ان بطعمة فول مدمس فهو يهرس الفولة على إصبعة واضعا إياها في بق الثعبان
فجأه توقف قلبة عن الخفقان تاركا غصة في حلق دعاه القوة والفتونة وخرجت العربات الكارو والحمير في تشييعة اكثر من البشر مات حمارة وبيعت العربة وعملت زوجتة فراشة في مدرسة مستفيدة من عمل المعاقين بالوظائف الحكومية وكلما حنت الى جابر تسلقت اَي عربة كارو تسير يجوارها صارخة بزغروتة خرساء ليترحم عليه الجميع



#صبري_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان جاعو غنوا
- حكايات من الثورة 2
- حكايات عن الثورة
- حكايات من الثورة 1
- الثورة المصرية
- السينمائيون عبيد القرن الواحد والعشرين
- حراك سياسي مصطنع
- سيف الطوارئ
- حريق القرية
- لماذا انا شيوعي ؟ ؟؟؟؟؟


المزيد.....




- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري السماك - جابر الجحش