أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!















المزيد.....

تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(حول عملية قتل المصلين في مدينة نيوزلندية)

ان التعاطف الانساني مع ضحايا العمل الارهابي في مدينة كرايست تشرتش النيوزلندية هو امر ضروري ومهم، التعاطف لسلب حياة اناس لاذنب لهم في كل ما جرى ويجري. بيد ان ما يجري على صعيد رئاسة الحكومة وسائر المؤسسات الحكومية والرسمية وغير الرسمية في نيوزيلندا هو مبعث امتعاض واقعي فعلا.
لقد راينا، رداً على هذه الجريمة، كيف ارتدت رئيسة الوزراء "جاسيندا اردرن" الحجاب، وارتدته في مراسيم التابين المركزي للضحايا جميع "المسؤولات الحكوميات"!،وراينا كيف القت مديرة الشرطة النيوزلندية خطابها الاول عن الجريمة بالعربية المرفوقة بايات من القران، وكيف تحولت القنوات التلفزيونية والبرامج التلفزيونية الى بدء برامجها بتلاوة ايات من القران، واستهلت التجمعات التابينية بـ"القران" ايضاً، وارتدت المعلمات الحجاب في الدرس الاول، وراحو يستشهدون بخطاباتهم بايات من القران واحاديث محمد ورفع الاذان في كل مدن نيوزلندا امس....وغير ذلك. ان هذا ليس بتضامن مع الضحايا، انه اعطاء امتياز للاسلام السياسي المبتلاة به مئات الملايين في الشرق الاوسط واماكن اخرى من العالم.
بمغالاتهم هذه لم يتعاطفوا مع الضحايا لانسانيتهم، بل تعاطفوا مع دين دون ذكر الضحايا. ان هذا الالتجاء للاسلام واللعب بقضية الحجاب هو العنصرية بعينها. كما لو ان الحجاب هو جزء من لوننا، كما لو ان الفتيات اتين للعالم والحجاب على رؤوسهن. لو نسأل السيدة "اردرن" وبقية السيدات "الحكوميات": هل انتن على استعداد لوضع الحجاب على رؤوسكن طول العمر؟! هل انتن على استعداد على الكف عن ارتداء ملابس السباحة في البحر طول العمر؟! هل انتن على استعداد لان ياتي ازواجكن رسما وقانونا عليكن بثلاثة اخريات و"ما ملكت ايمانهم" وعدد لايحصى "من نساء المتعة". كلا، بتاتاً. اذ من المؤكد انهن لسن على استعداد للحط من كرامتهن، ولايقبلن ان يكن "دونيات المنزلة". ان هذا التعامل هو عين الرياء والعنصرية.
ان كانوا يتضامنوا فعلا مع اناس ونساء تلك المنطقة، لماذا لم يرفعوا عقيرتهم ضد اشكال الظلم الواسعة في منطقة الشرق الاوسط التي للاسلام السياسي اليد الطولى في سلب حقوق الانسان والمراة بالذات والقمع والاجرام. انهم يروا ويعرفوا ان، مثلاً، في ايران تعتقل سنويا مليون امراة وذلك لـ"ارتداء الحجاب بشكل سيء"! ويتعرضن للضرب والاهانة، السجن، الغرامة وغيرها، هم يرون بام عينهم، ويعلموا علم اليقين ان حركة نسوية عظيمة في ايران ضد الحجاب الاجباري تقارع الاسلام السياسي بالف شكل وشكل يومياً، وان السعودية وحكومات شيوخ الخليج متاخرة بقرن عن بلدان المنطقة من حيث حقوق المراة وحرياتها، وهناك الف مثال ومثال على الظلم الواقع على المراة في المنطقة جراء الاسلام السياسي واقتداره وحكمه. فلماذا لايتضامنوا معهم؟! الادهى من هذا، انهم يعيدون الناس الهاربات الى البلدان الغربية من جحيم الاسلام السياسي في المنطقة الى بلدانهم ويتعرضن لخطر الموت!
اذا ينوون فعلا التضامن مع اناس "تلك المنطقة"، لماذا لايتضامنوا مع الف حركة وحركة علمانية ومدنية وداعية للحقوق والحريات، حركات مناهضة للاسلام السياسي و"القوانين الاسلامية"؟! ان تتصور الانسان في "تلك المنطقة" بوصفه يختلف عن اناس "هذه المنطقة"، فهذا هو محور العنصرية والرؤية العنصرية للانسان، محور اليمينية، الوجه الاخر لرؤية الاسلام السياسي. اذ ماذا تنشد وماذا لاتنشد ليس مهماً، طالما انت في جغرافية معينة فانت "مسلم" و"محجبة" و.. انت من العراق او اليمن او مصر او الشرق الاوسط اجمالا؟! اذن مسلم! مافرق رؤية وتصوير السيدة "اردرن" وسائر الساسة الغربيين عن نظيرهما القاتل. ان هذا التصوير اليميني الغربي هو المتمم للتصوير اليميني لـ(الاسلام السياسي). لكلا الطرفين مصلحة في اشاعة هذا التصوير، لانه انسب طريق للدفع ببرامجهم ومشاريعهم السياسية المتعطشة للسلطة والحكم والثروة.
ان ذرف دموع التماسيح على الضحايا وكل المسرحية التي يقوم بها الغرب واليمين الغربي ليس من اجل عيون الضحايا، بل من اجل صيانة مصالحهم الاقتصادية مع شيوخ النفط وسائر الاستبداديين من امثال اردوغان وروحاني وغيرهم. اذ انهم يعرفون جيدا ما الدور الذي يلعبه الاسلام السياسي في الوقوف بوجه اليسار والشيوعية، بوجه الحركات العمالية والتحررية، بوجه حقوق المراة وحرياتها وسائر. يعرفون الاسلام انه اداة لكبح جماح التحركات وصيانة "قبضة حديدية" كي لاتنفلت الاوضاع وتتعرض اسواقهم وارباحهم للخطر.
ان جريمة "كرايست تشرتش" في نيوزلندا وحملة العنصريين على المساجد واعمال القتل الجماعية التي يقوم بها، ومقابلها كانت هجمة 11 سبتمبر في وسط نيويورك والعشرات من الاعمال الرهابية التي قام بها الإسلام السياسي كذلك ليست "احداث فردية"، "حالات فردية لاناس غير اسوياء"، اعمال "مجردة" ضد اناس مدنيين، ليست صدفة او صدف، انه صراع على الاقتدار والسلطة في المجتمعات الغربية، حرب ارهابية لقطبين ارهابيين. ان خلف هذا الصراع وقطبيه افكار وقوى وسياسات وعقائد يمينية تبحث، في ظل ازمة راسمالية عميقة وغياب يسار قوي ومقتدر، عن مكانة في المجتمع من حيث السلطة والثروة.
ان هذا اليمين الغربي ساخط على "التقدم" الذي يحققه يمينه المقابل، الاسلام السياسي في اوربا والعالم، ساخط على هذه الوضعية "الجديدة" ودور الحكومات "الوسطية" و"يمين ويسار الوسط" المهادن لتيارات الاسلام السياسي عبر سياسات "التعددية الثقافية" وغيرها، ولهذا، فان العنصرية (حاجة البرجوازية اليوم) خير وسيلة للضغط على الحكومات الغربية كي تجنح لليمين اكثر. الموضوع لايتعلق بالاجانب، انه ظاهر القضية فقط.انه يمين يستهدف مجمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمجتمع الذي يغط بازمة اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة، ازمة طبقة، الراسمالية بالاخص بعد ازمة 2008. ولهذا ليس بغريب ان نرى ان يرافق تصاعد اليمين الحملة الشرسة لا على حق اللجوء وكل قوانين الهجرة واللجوء، بل على مجمل الضمانات الاجتماعية، الترشيق الاقتصادي، تجميد الاجور، العاطلين، على حقوق الامهات المعيلات بمفردهن لعوائلهن. اذ ان مايتعقبه اليمين ليس "ضد الاجانب" فقط، هذا مايروج له الاسلام السياسي واليمين المقابل، بل هجمة على كل حقوق المجتمع من اجل تخفيف اعباء ازمة الراسمال، او بوصفه سبيل لحل ازمته المتعاظمة والعميقة. ولهذا ليس بغريب ان نجد ان اول صفوف الحملة على يسار المجتمع، على تظاهرات 1 ايار، على الناشطين العماليين و... هم العنصريين او النازيين الجدد انفسهم.
لو نضع "سذاجات" "اردرن" وسائر المؤسسة الحكومية النيوزلندية جانباً، ان هذا العمل الاجرامي ورد فعل الحكومة على السواء قد قويا الى حد الاسلام السياسي. ان جرائم مثل هذه هي "عيد" الاخير للدفع بقضيته وبالتالي، نيله مكانة اكبر في خارطة الحكم والثروة، وهو بضرر التقدم والمدنية والحرية والرفاه!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوضاع المراة.. وضرورة حركة نسوية مقتدرة!
- اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...
- قيم مقلوبة ذات اهداف واضحة! (حول بعض ردود الافعال على حملة ا ...
- -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- (كلمة حول مساعي الخزعلي لحث الناس على المشاركة في الانتخابات ...
- خطوتان للوراء ... فحسب!
- وقاحة يندى لها الجبين! (حول الانتخابات واعادة النازحين القسر ...
- خطوات فضحت اكاذيب قديمة! (وسمح للمراة في السعودية بدخول المل ...
- -لا للحرب!- ام -لا للحرب على كردستان-؟!
- الاستفتاء والاستقلال هما رد على قضية محددة! - رد على مقال رز ...
- كلمة حول اقحام موضوعة -اسرائيل- فيما يخص استفتاء كردستان!


المزيد.....




- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...
- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...
- مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد ال ...
- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - تعاطف مع الضحايا ام امتياز للاسلام السياسي؟!