أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - حراك شعب لإستعادة سيادته المصادرة














المزيد.....

حراك شعب لإستعادة سيادته المصادرة


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحل علينا الذكرى57 لعيد النصر الموافق ل19مارس1962 في ظرف جديد يعيشه الشعب الجزائري، وهو الحراك الشعبي السلمي الذي يمكن جدا أن يتحول إلى ثورة سلمية تغير النظام تغييرا جذريا، وتبني نظاما سياسيا جديدا، فكلنا نعرف أن 19مارس1962 كانت محطة أعترفت فيه فرنسا بالسيادة الوطنية للجزائرعلى كل آراضيها، كما كان من المفروض أن تستعيد بها أيضا الأمة الجزائرية سيادتها، لكن للأسف لم يتحقق هذا الأخير بسبب الإنقلاب الذي وقع على المؤسسات الشرعية للثورة في1962، وأنبثق عنه هذا النظام الحالي الذي أوصل الجزائر إلى هذا المأزق الذي يهدد مصيرها ومستقبلها، فإن كانت الجزائر لها السيادة الوطنية نسبيا إلا أن الشعب الجزائري قد سرقت منه سيادته عمليا لانظريا في1962، فهو اليوم بهذا الحراك يريد إستعادة هذه السيادة كاملة غير منقوصة، أي بتعبير آخر إعادة تصحيح مسار ثورة نوفمبر1954 بعد الإنحراف الذي وقع في1962، فإرتباط هذا الحراك بهذه الثورة يتجلى في الرموز الوطنية التي تظهر بقوة أثناء المسيرات بهدف تحريرهم من النظام السائد الذي كان يستغلها كرأسمال رمزي لخدمة مصالحه، فقد بقي الجزائري مرتبطا بثورته النوفمبرية ومدافعا عن الدولة الوطنية المنبثقة عنه بعد تضحيات كبيرة، لكنه ضد هذا النظام المتهالك الذي يجب تغييره جذريا، فهو يريد من خلال هذا الحراك إستعادة دولته التي سرقت منه، وتصبح في خدمته لا في خدمة مجموعة.
أثارت إتفاقيات إيفيان أثناء هذا الحراك الشعبي عدة تساؤلات، ومنها القول أن الجزائر بقيت مرتبطة بفرنسا في عدة مجالات، لكن علينا توضيح أمر هام جدا، فما يروج اليوم عن هذه الإتفاقيات ليست صحيحة، فكل هذا الإرتباط بفرنسا غير مرتبط بهذه الإتفاقيات، بل بالذين اخذوا السلطة في 1962 بدعم فرنسي ومصري آنذاك، فكي تساعدهم فرنسا أعطو لها تحت الطاولة مصالح وإمتيازات كثيرة كانت تزداد كلما شعر هذا النظام أنه مهددا، أي تمسكهم وتشبثهم بالسلطة أعطت لفرنسا سلاح لإبتزاز أكثر لهم على حساب مصالح الجزائر وشعبها، فكلما تشبثوا بالسلطة أكثر لزم عليهم إعطاء لفرنسا إمتيازات أكثر أيضا، لكن تروج هذه السلطة شائعات بأن تنازلاتها لفرنسا هي بموجب إتفاقيات إيفيان، وهو ليس صحيح على الإطلاق، بل بحثا منها عن مبررات خدمتها لمصالح فرنسا على حساب الجزائر.
إن كان 19مارس 1962 محطة هامة في تاريخ الجزائر، فإنها بإمكانها اليوم أن تكون محطة إستلهام دروس لهذا الحراك الشعبي اليوم ومنها: أن ثورة 1954 قد أنتجت جبهة تحرير وطني جمعت فيها كل الشعب بمختلف أطيافه، ومنه أنبثقت حكومة مؤقتة تفاوضت مع السلطة الإستعمارية على إستعادة السيادة الوطنية تامة دون أي تنازلات، فقد كانت الوحدة الترابية وجبهة الترحرير الوطني التاريخية الممثل الشرعي الوحيد للأمة هي خطوط حمراء لآيمكن التنازل عليها، فهل سينتج هذا الحراك مستقبلا جبهة وطنية واسعة لتنظيم الشعب وممكن حتى حكومة شعبية تتفاوض مع السلطة القائمة حول الطرق الكفيلة بتغيير جذري للنظام أين سيستعيد الشعب الجزائري سيادته كاملة، ويكون ذلك هو الخط الأحمر في هذه المفاوضات الذي لايحق لأي كان التنازل عنه؟، فكما رفضت ثورة1954 إيقاف وقف إطلاق النار قبل الإعتراف الفرنسي بالسيادة الجزائرية الكاملة على كل ترابها الوطني، فهل سيتواصل هذا الحراك الشعبي سلميا كوسيلة ضغط، ولن يتوقف حتى يتحقق هدفه الإستراتيجي، وهو تغيير النظام بهدف إستعادة الأمة لسيادتها التامة؟.
نشير أن بعد 19مارس1962 تم إختطاف الثورة من مجموعة في 1962، فصادرت سيادة الشعب، فهل سيستفيد هذا الحراك من هذا الدرس، ويعرف كيف ينظم نفسه من الآن كي لايختطف حراكه مرة أخرى، ونعود لنقطة البداية؟، كما كان الإنقلاب على المؤسسات الشرعية للثورة في 1962 قد فوت على الجزائريين إنتاج نظام سياسي خاص بهم ومستوحى من مباديء ثورته التي تجمع وتمزج بين الحريات الديمقراطية والعدالة الإجتماعية، لكن أستورد الإنقلابيون في 1962 نظاما سياسيا آخر من أجانب بدل ما تكون للجزائر نموذجها ونظاما سياسيا ملهما للعالم كما كانت ثورتها، فهل سينتج هذا الحراك الشعبي نفس الخطأ أم سينتج نظاما سياسا جزائريا ملهما للعالم كله خاصة أن اليوم قد ثبت أن التطبيق التقني والإجرائي لمبدأ "سيادة الأمة" الذي وضعه جون جاك روسو قد وصل إلى مأزق لأن سيادة الأمة عبر ممثلين منتخبين في هيئة تشريعية، ويكون إنتخابهم على أساس ولايات ودوائر قد أبعد الكثير من فئات وشرائح مهنية من التمثيل، مما حول هذه الديمقراطية إلى ديمقراطية برجوازية، فهل سيصحح هذا الحراك ووراءه الجزائر كلها هذا التطبيق الخطأ لمبدأ "سيادة الأمة" بجعل التمثيل يتم على أساس الشرائح الإجتماعية والمهنية(جامعيون، أطباء، محامون، مهندسون، فلاحون رجال أعمال وغيرهم بما فيهم البطالين)، وبالتالي ستكون كل الأمة ممثلة عبرها، وتبقى مصالح هؤلاء الممثلين مرتبطة بمصالح إنتماءاتها المهنية والمجتمعية، كي تبقى مدافعة عنها، فدفاع كل ممثل عن مصالحه هو في نفس الوقت دفاع عن مصالح شريحته الإجتماعية والمهنية، وهو ما شرحته باالتفصيل في الكثير من مقالاتي وبعض كتبي مثل "ربيع جزائري لمواجهة دمار عربي" و"النظام البديل للإستبداد-تنظيم جديد للدولة والإقتصاد والمجتمع-" وغيرها.

البروفسور رابح لونيسي






#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحويل الحراك إلى ثورة سلمية منتجة لنظام جديد
- شروط نجاح الحراك الشعبي في الجزائر
- بديل ثالث لخياري المقاطعة والمشاركة في رئاسيات2019
- فلسفة التاريخ في نجدة مستقبلنا
- ضرورة التحضير لما بعد رئاسيات2019
- تشكيك منظر للإرهاب في أركان الإسلام الخمسة
- مولود حمروش وفكرة إعادة البناء الوطني
- العنف السلطوي بين بن خلدون ومنظري الديمقراطية
- بوادر نظام ديمقراطي بديل في أوروبا
- فرحات عباس في ذكرى وفاته-مواجهة تشويه التاريخ الرسمي له-
- حسين آيت أحمد في الذكرى الثالثة لرحيله-أي مستقبل لإرثه؟-
- التفسير التاريخي لعلاقة الجيش بالسياسة في الجزائر(2)
- التفسير التاريخي لعلاقة الجيش بالسياسة في الجزائر(1)
- الرئيس هواري بومدين بين الإشتراكية والديمقراطية
- علاقة الأيديولوجية الرأسمالية بالتفسيرات العنصرية لتخلف منطق ...
- تفسير ماركس وأنجلس لتخلف منطقتنا
- مجموعة وجدة في الجزائر-ماذا بقي منها؟-
- ماوراء أزمة البرلمان في الجزائر؟
- نحو دولة عالمية رأسمالية معادية للإنسانية
- ضرورة تحويل الكمبرادور إلى الإستثمار المنتج


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - حراك شعب لإستعادة سيادته المصادرة