أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف جاسم محمد - قراءة في كتاب(التذوق السينمائي والتلفزيوني) للكاتب د.صالح الصحن















المزيد.....

قراءة في كتاب(التذوق السينمائي والتلفزيوني) للكاتب د.صالح الصحن


نصيف جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


قراءة في كتاب
"التذوق السينمائي والتلفزيوني"
الكاتب الدكتور صالح الصحن
" دار الفتح للطباعة والنشر 2018-بغداد"
تضمن الكتاب عنوانات متنوعة تغطي مساحة علمية وفنية واسعة في مجالي تذوق السينما والتلفزيون
جاءت على النحو الأتي:
التذوق – التذوق الفني في السينما والتلفزيون - التكوين - الفنون الجمبلة - الفن السابع -الاستجابة والتشويق – مالذي يثيرنا في الفيلم- التوقع – الإيحاء- الإختزال- الخيال- التذوق الفني- في السينما والتلفزيون - أفلام الفانتازيا- أفلام الخيال العلمي- عالم الفيلم- إفتتاحية الفيلم- الإرتجال - بين السينما والتلفزيون- الدراما التلفزيونية- اللغة السينمائية- بين الوثائقي والتسجيلي- بين الواقعية والإنطباعية في السينما- ملامح السريالية في السينما – اللقطة- التتابع -الزمن في السينما - المكان في السينما -اللون في السينما –الإضاءة- الأزياء- الإيقاع – الموسيقى- السيميائية في السينما - تسمية الأفلام -ما بعد الحداثة في السينما والتلفزيون- قالوا في السينما.
في جميع تلك العنوانات حاول الكاتب قدر الإمكان ضخ اكبر كمية ممكنة من المعلومات التي تشغل بال القراء منهم الطلبة في تخصص السينما والتلفزيون لاسيما في الإطروحات الفكرية للتذوق الفني ومؤالاته في عصر التداولية العلمية هذا الركن المهم في عملية تحليل النصوص البصرية سواء أكانت في مجالات السينما والتلفزيون ، أو في التخصصات المجاورة وهو أمر وإن كان يقع ضمن إشتغالات المتلقي ،إلا إنه كذلك يقع ضمن إهتمامات القارىء العادي والمتخصص ، أو المشتغل في الشأن النقدي، وهنا لابد من ذكر الأهمية القراءية لأليات إشتغال التذوق الفني في إطاره العام ، أو الخاص الذي يتحرك في مجالات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني اللذان يجمعان مختلف ضروب الفكر والفن والتقنيات العلمية المعاصرة ، فهناك ازياء ،وهناك اضاءة ، وهناك تقنيات رقمية، وهناك مؤثرات بصرية وموسيقية ومجموعة كبيرة من المجاورات التي تشكل في نسيجها الصياغي تركيبات متنوعة من الصور التي تتحدث عن فكرة ما يكون من أهدافها تعزيز التذوق الفني البصري والعقلي لدى المتلقي ، التذوق الذي يراه المؤلف " له عميق الصلة بالتلقي وقبول الأشياء ،أو رفضها ، ذلك له يشكل (موقف) المرء إزاء ما يحيط به ، وهو ايضاً أمام ما يتعلق بمشاهدة المعروضات الفنية (ص13) بهذا الصدد يعرج المؤلف على عديد التعريفات الخاصة بالتذوق ، أو الظاهرة الجمالية التي قال بها كبار الفلاسفة والمفكرين الجماليين.
في موضع اخر يورد الكاتب حديثاً عن التكوين والعناصر الفاعلة فيه بالقول "إن من متطلبات بناء صورة تلفزيونية كانت أم سينمائية هو ان تحسن تنظيم هذه الصورة أو اللقطة، بمعنى ان نعمل على ترتيب وتنظيم عناصر الصورة وفقاً للموضوع أو للفكرة التي تحملها، وما تتبناه من دور في إطار السرد القصصي (ص35) وهو حديث عن العلاقة بين التنظيم العناصري والفكرة وتعزيز اليات السرد ، كما يتحث في (ص49) عن الفن السابع وما قاله(جون كوكتو) عن السينما بالقول" انها فن" نعم وإنها كذلك بعد ان جمعت في شموليتها الكثير من العلوم الساندة التي تعزز القيم الوظيفية والجمالية والتعبيرية النابعة من تفعيل القيم البصرية بمؤثراتها التي باتت تحيل الافكار إلى مناطق ومحمولات دلالية تحتاج إلى فعل قرائي نقدي مقابل من نوع متطور مواكب ، وفي مجال الإيحاء البصري السينمي يورد الكاتب في (ص86) قولاً "في السينما يشتغل الإيحاء في كثير من الأفلام وكأنه جزء مهم ومثير تتضمنه معطيات السرد الفيلمي وأدواته الحاملة للمعنى ، فهو تأثير في منطقة التلقي وتستهدف اللاوعي وتبنى رسائل وعلامات وموجودات مرافقة للشعور والإحساس الذي يقود إلى معان معينة ومحددة" وهو تاكيد مباشر لأهمية الإيحاء في تأطير السرد الحكائي ، فضلا عن إرتباطه بالإحساس والشعور وتعزيز أبنية الفيلم ، وفي حديثه عن عالم الفيلم، العالم الذي يشتغل بحراك عناصره المادية والمعنوية وما يحصل من تاطير صوري فأن الكثير يمكن أن يقال، ففي صفحة(112) يقول الكاتب ""أن اشياء كثيرة تحدث في نطاق الفيلم دون ان نتوقع لها في الحياة الواقعية، وتفعل الشخصيات أموراً تعارض مجريات ما تقضي به قاعدة "السبب والنتيجة" في حياتنا اليومية المعتادة، وتصبح المصادفات والحوادث العارضة التي تتحدى التصديق في العادة مقبولة بفضل إنسياب الأحداث في سياق الفيلم" ، نعم هو هكذا لأن نطاق الفيلم مصنوع عقلي تركيبي بصري فلهذا له الحق في تناول الموضوعات على وفق رؤى مسبقة، ربما تكون ذاتية ، وربما غير لك ، وهكذا قد لاتجد المطابقة لها مكان عند صانع الفيلم ويمكن أن لاتعمل على وفق قاعدة "السبب والنتيجة" لأن كل الإطروحات يمكن أن تكون مفتوحة ، لهذ فنطاق الفيلم هو جامع شامل ، كما عَرَجَ الكاتب على وحدة عناصرية فاعلة اساس الا وهي الصورة بوصفها المنزلي ، كذلك بوصفها السينمائي، ففي صفحة(138) يورد"إن وظيفة الصورة المنزلية إجتماعية في المقام الاول، إذ هي تمنح الطمأنينة وتعمق الروابط الاجتماعية، أما الصورة السينمائية المعروضة فوظيفتها وظيفة الحلم الهروبية والهاربة في القاعدة، فإحداهما هي في أحسن حالاتها شهادة مشدودة الى الواقع الحالي والماضي، أما الثانية فقد تكون تنبؤية كما مع جان رينوار وجان لوك غودار وستانلي كوبريك " ومع الصورة السينمائية يكون الحديث أكثر تأطيراً وتحديداً لتعبيرتها وبلاغتها العالية في التوصيل والتداول وكونها سينمائية مباشرة الحراك والعرض فلها أهميتها في التاغم مع المشاهد وفي سرديتها للفكرة إن كانت واقعية أم إفتراضية متخيلة كما تناول (الزمن) في صفحة (206) وقدم له عرضا سردياً وبين قيمته العليا في الصناعة الفيلمية ليس لكونه عنصرا فاعلاً ، بل لتعبيرته العالية وقدرة الصانع على توظيفه وتفعيل حالاته البصرية المشهدية ، وأورد الكثير من الأراء التي قالها الخبراء ،لاسيما في تعريف الزمن الإفتراضي والمادي والتداخلات التي يمكن أن يتعامل معها صانع الفيلم، من جانب اخر تناول الكاتب في صفحة (220) (المكان) في السينما ومحمولاته الدلالية والتعبيرية بالقول" قد يفهم التعبير عن المكان تلك المسافة المحددة أو الممتدة والحاملة للأبعاد الثلاثة الطول والعرض والعمق. سواء إحتوت على موجودات أم لم تحتو، ولكن حقول المعرفة وميادينها قد تنظر الى المكان من أوجه مختلفة ومتعددة وبما يمت من صلة بالحياة والإنسان، بالواقع او بالخيال، وبما برتبط بأبعاد سايكولوجية ووظيفية متباينة " بهذا الصدد فإن للمكان صورة مشهدية أُخرى لاسيما في الشغل السينمائي، فهو واقعي احياناً وإفتراضي في أحيان أُخر، وفي الغالب الأعم هو تعبير ذهني وصورة مسبقة التصميم وهو المحتوى الأثير الذي يستدعي من صانع الفيلم تحضيرات ترتبط بالفكرة قبل أي شيء،لاسيما في التحضير الوظائفي والجمالي والتعبيري، إنه في الواقع الصورة المستوعب ، كما تناول في صفحة (246) اللون وحراكه العناصري بالقول " ان اللون على خلاف الشكل أو الكتلة او حتى الصوت ،شيء غير ملحق بالغرض، بل هو تجربة ذاتية، فاللون هو ردة فعل الدماغ على طول معين من موجات الضوء المرتد أو المرسل او المنكسر عن الجسم الذي نشاهده، إن الالوان تشكل تكاملاً وتبايناً وانسجاماً وصداماً لأسباب فيزيائية وفيزيولوجية، فالألوان تتفاعل لتلغي مفعول بعضها بعضاً، أو لتؤكد عليه او لتقلل منه، فتحصل على نتيجة تؤثر على المتفرج، بشكل يبعث سروراً أكثر، أو اقل بحسب كل حالة " ، وفي الواقع إن فاعلية اللون السينمائي تتجاوز الزمان والمكان فهو يكتمل بإكتمال الكل ولاينفرد ، وإن إنفرد فهو لتأكيد سيادية شكل ما ولجذب النظر نحوه ، وهكذا كلما يتوافر في المشد السينمي حراك لوني فاعل فهذا يعني روحاً ودفقاً بصريا يعطي المشهد قوةً وتناغماً وبحث في المناغمة البصرية المقصودة .
إن الكتاب الحالي يمثل إضمامة علمية معرفية مهمة تنضاف إلى مايتوافر في مجال التخصص العام والدقيق ، كما تكمن أهميته في شمولية العنوانات والضخ المعلوماتي الكبير الذي لاشك سيكون عوناً للدارسين والباحثين في الشان السينمائي، هذا الشان الإعلامي والتداولي التواصلي في عصر الإنفوميديا الرقمية.



#نصيف_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب(اينشتاين ،بيكاسو المكان والزمان والجمال الذي ي ...
- الملصق السينمائي في عالم اليوم
- حديث في التصميم


المزيد.....




- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...
- مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات ...
- فيلم -ثاندربولتس-.. هل ينقذ سلسلة مارفل من الركود؟
- بعد جدل ومنع.. مؤرخ إيطالي يدخل -الشوك والقرنفل- لجامعة لا س ...
- -أحداث دمشق 1860- تقلبات الفردوس والجحيم في قصة مذبحة وتعاف ...
- نقل مغني الراب توري لينز للمستشفى بعد تعرضه لاعتداء في السجن ...
- مهرجان كان: -التظاهرات الفنية لها دور إنساني في مناصرة القضا ...
- السفير حسام زكي: مستوى التمثيل في القمة العربية ببغداد سيكون ...
- رئيس الإذاعة المصرية الأسبق يوجه انتقادات لاذعة لياسمين عبد ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف جاسم محمد - قراءة في كتاب(التذوق السينمائي والتلفزيوني) للكاتب د.صالح الصحن