أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة الله إبراهيم - نبذ ثقافة الاحتقار














المزيد.....

نبذ ثقافة الاحتقار


هبة الله إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 23:11
المحور: الادب والفن
    


"يعمل الاحتقارفي الناس أكثرمما يعمله الخوف. ومعنى هذا بكلام آخرأن الناس يحسبون للرأي العام ويستحيون من الناس أكثرمما يخافون من القوانين، بل نحن نخاف القوانين لا لأننا نتألم من السجن بل لأننا نخشى احتقار الناس لنا إذاعرفوا أننا قد سجنا!"

بتلك الكلمات التي بدأ بها الكاتب والمفكر سلامة موسى كلمات مقاله "سوط الاحتقار"، في كتابه"في الحياة والأدب". وهنا يطرح السؤال نفسه، كيف تغير نظرة المجتمع مسار حياة الفرد؟ وكيف تدفع الفرد نحو مصير لم يكن يتمناه إذا استسلم لسطوتها ورغباتها؟ كم قتلت نظرات الاحتقار أحلام، وكم منعت الكثيرين من الوصول إلى غايتهم؟

كتب موسى مقاله عام 1930 أي منذ حوالي التسعين عاما، تغير العالم فيها من حولنا، لكننا لم نتغير. يقول الكاتب في مقاله "فإصلاح الأمة يرجع في الأكثر إلى قوة الرأي العام أكثر مما يرجع إلى القوانين. لأن للرأي العام سوطاً شديد الوقع غائر الأثر، نستطيع به أن نؤدب الناس ونوجه نشاطهم إلى وجهات نافعة. ولكن إذا اختل الرأي العام وساءت أحكامه صارت القوانين كلها في حكم العدم أو ما يقارب ذلك". فماذا يحدث إذا اختل الرأي العام، وأصبحت موازين القيم مقلوبة؟ هل سألنا أنفسنا يوماً ما الذي يفرق مجتمعاتنا الشرقية عن نظيرتها في الغرب؟

انظر كيف تتعامل المجتمعات في الغرب مع الفرد، وكيف تنظر إلى الفرد الذي يعمل بكد. فعامل المقهي مثلا يلقى من الاحترام وله من الحقوق ما يلقاه موظف في منصب كبير. لا يعامل بدونيه كما يحدث في بلادنا، إذا تقدم لخطبة فتاة لن ينظر له أهلها نظرة الاحتقار والتدني والرفض التي يمكن أن يتعرض لها هنا بكل تأكيد.

كذلك كيف تقابل فكرة استقلال الأبناء بشكل طبيعي دون أن تنقلب الدنيا رأسا على عقب كما يحدث في الشرق، الذي يتصور الأهل والمجتمع فيه أن من يحاول الاستقلال بحياته منفلت يعيش بلا قيود ولا حدود، وهي نظرة جاهلة وقاصرة.

فكم من امرأة تحملت قسوة المعاملة وذل العيش والعنف الأسري، خوفا من الانفصال ومواجهة المجتمع بعده؟ وكم أجبرت فتيات على تحمل العيش داخل أسرة بها أب أو أخوة يتعرضون لها بالإيذاء وأحيانا بالتحرش الجنسي، فبمتابعتي للعديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعني بعرض المشكلات، قابلتني كثير من الفتيات تستنجد المتابعين، ماذا هن بفاعلات أمام ما يتعرضن له من عنف أسري أو تحرش، وهن بالغات ويعملن ويستطعن الاستقلال بحياتهن، ولكن يخشين العيش منفردات، خوفا من احتقار المجتمع وأطماعه، ولذلك يتحملن في انتظار الزوج المنقذ من المعاناة، والذي يمكنه جعل حياتهن جحيما أكثر مما هي عليه.

ونجد الكثير من الشباب يجلس على المقاهي ينتظر فرصة العمل المناسبة، لأنه لا يتجرأ على قبول فرص العمل المتاحة، التي يمكنها أن تكون خطوة في طريق تحقيق غايته، تجنبا لأن يقال أن فلانا الحاصل على شهادة كذا يعمل كعامل مثلا. في حين أنه لو التحق بتلك الوظيفة فمن الممكن أن تساعده في الوصول إلى الأفضل، وتوسع دائرة علاقاته ومعارفه، بالإضافة إلى عائدها المادي.

أنا لا أطالب أن نقبل بالمتاح، ويكون هو الهدف، ولكن أن نقبله كخطوة أولى. فلو كانت نظرة المجتمع تحتقر من لا يعمل، وهو يستطيع العمل في أي مهنة شريفة، لما وصلت بنا الحال إلى ما نحن فيه، ولكن للأسف نظرة الاحتقار تواجه من يعمل بأي وظيفة بسيطة في مظهرها.

يجب ألا نخدع أنفسنا ونفكر لثوان، هل نقبل بزوج لابنتنا الجامعية، يناظرها في مستوى التعليم لكنه يعمل "كاشير" في أحد المطاعم؟ وهل يقبل المجتمع فتاة تعيش وحدها دون أن يتعرض لها بالأذى؟ وكم منا يعيش حياة لا يتمنى أن يحياها، ليس لفقر مادي، بل لفقر العقول المحيطة به؟
الفرق بيننا وبين من يعيش في المجتمعات الغربية هو أنه لا يخشى نظرة المجتمع من حوله، فتجده يعمل وينجح في عمله، ويحقق ما يتمناه دون الخضوع لسوط الاحتقار، الذي يجلد به المجتمع كل من يحاول أن ينجو أو يحقق ذاته.



#هبة_الله_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة الله إبراهيم - نبذ ثقافة الاحتقار