أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيّقة 9















المزيد.....

الكون الواسع والعقول الضيّقة 9


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 22:46
المحور: الطب , والعلوم
    


الكون الواسع والعقول الضيّقة 9
الزّمن زمنان وليس واحداً!

يثيرني في هذا البحث الذي أدوّنه هنا ما أشرت الى أساسيّاته في عدّة سطور سابقة، منها أنّ الزّمن ليس ذلك الذي يشترك مع المكان فيما يطلق عليه بالزمكان أو المكان ـ الزّمان ، بل هو بحدّ ذاته لا يفسّر بالآخر أو لا ينبغي له أن يفسّر كذلك. وقد أشرتُ الى بداية الكون وما قبل البداية أي وجود الزّمن الذي يسبق الوجود المكانيّ.
أرغب في قول ما يثير أهل الفلسفة حتما! أيها الأحباب في الفيزياء يجتمع النقيضان وعندكم لا يجتمعان! حيث الجسيمات التي تتناقض أو تختلف في كهربائيتها (في شحنتها) تلتقي في سلوى وحبّ فنائيّ، حيث يقبّل أحدها الآخر فيفني الأوّل الثاني والثاني يفني الأوّل ليشكّلا طاقة جميلة، ما أحلاها! فنقول نظريّة أو تجريب وجود النقيضين في فيزيائيّتنا الحبيبة!
لذلك سيجتمع الزّمن مع اللازمن ليشكّلا شيئا ربّما نستطيع الإشارة إليه وربّما لا! وفق نظرية إجتماع الجسيمين أو تفاعل الجسيمين مختلفي الشحنة كما أشرنا. ولا تقل أن لا شحنة للزمن، فلا يمكن أن يجتمع مع نقيضه لهذا السبب! وأقول من قال أنّ الفناء يعتمد على تناقض الشحنتين فقط؟!
لقد أشرت في الحلقة 8 الى وجود العدم وقلت(عثر علماء الفلك على بقعة فراغ في الفضاء بعرض ما يقرب من مليار سنة ضوئيّة). وأنّ هذه البقعة تخلو من المادّة العاديّة وكذلك من المادّة المظلمة الغامضة والتي لا يمكن رؤيتها بالتلسكوب. وقد وضّحت لنا عمليّات المسح الفضائيّ الى أنّ هذه البقعة ما هي إلاّ بقعة كبيرة من العدم. وأشير الى أنّ هذا العدم عدم فيزيائيّ لا فلسفيّ ، حيث الفرق بيّن. ومن المعلومات التي تثار بين الفينة والأخرى من قبل العلماء ما يتعلّق بمكنونات الثقب الأسود والذي أخذ وقتا طويلا من العالم ستيفن هوكينغ الذي كان بالفعل ممّن تخصّص في هذا الجانب.
عند التطرّق الى بداية تكوّن الكون وسرعة التكوين سنعرف معنى أن يكون للزمن معنى بدون المكان إذا ذهبنا بعيدا عن البداية أو النشأة وأقتنعنا بماقبل النشأة وما قبل الوجود أي العدم الفيزيائيّ وهو ليس بالأمر الصّعب. وهناك دليل قد وضعه العالم هابل عندما أشار الى أنّ جميع المجرّات تبتعد عنّا بسرع كبيرة جدا، ويمكن أن نشير الى رياضيّة قياس السّرعة أو كيفيّة القياس، من خلال دراسة ظاهرة الإنزياح التي تحدث لطيف النّجوم الى اللون الأحمر وفق تأثير دوبلر والذي تراه وتسمعه كلّ يوم في شوارعنا المتهالكة من خلال سرع السيّارات الهائلة من التزمير العالي لصوت تنادي الغوث منه! فعند مرور السيّارة من قربك بصوتها العالي تكون الموجات الصوتيّة متداخلة وعالية، وحينما تبتعد عنك يبدأ الصّوت بالإنخفاض بعد التخلخل الذي يحدث للموجات الصوتيّة وبنفس التفسير يمكن أن نشرح الظاهرة المذكورة أو التأثير المذكور على الضّوء أو الموجات الضوئيّة. فضوء النّجوم بل وكل الموجات الصّادرة من الأجسام الضوئيّة والتي تحمل خاصّ يّة الطيف الضوئيّ أو ميزة وجود طيف ضوئيّ بترددات معيّنة، فحين إقتراب الضّوء منّا يزداد تردده أي يتحوّل الى اللون الأزرق وإذا إبتعد يتحوّل الى اللون الأحمر بسبب قلّة تردّده. وهنا نشير الى أنّ المجرات كلّما إبتعدت عنّا كلّما كانت سرعة إبتعادها أكبر. من خلال العديد من الملاحظات والمراقبات لسلوك المجرّات وسرعة إبتعادها لوحظ أنّ الإستنتاج المقبول يؤكد أنّ الكون الزمكانيّ يتمدّد. وإذا عدنا القهقرى الى البداية فبالتأكيد ستكون وجهتنا نقطة محدّدة (أو غير محددة!) الى البداية أي في حالة الكون الصفريّ أو اللاكون، وبالتالي اللازمن. أي يمكن أن نستنتج المعنى الفلسفيّ والمعنى الفيزيائيّ للكثير من المسميّات والموجودات من خلالها. وأشير الى ما تطرّق إليه ستيفن هوكينغ الى أنّ في بداية الكون (كما هي نهايته!) كانت المادة والطاقة عند حدّ معيّن وبالتالي سيلتوي الزمكان الى مالانهاية! وهذه النقطة (والتي سيعود إليها الكون حينما يلملم أذياله وينتهي في النقطة الأولى) سيتكدّس فيها كلّ شيء ولها كثافة وحرارة وطاقة وإلتواء زمكانيّ لا نهائيّ. والطريف أن نقول أنّ الحرارة والأشعّة التي تنتج من عملية الإنفجار الكونيّ حين تشكّله تبدأ بالتناقص تدريجيا، ويمكن مراقبة هذا النقصان من خلال ملاحظة ودراسة الأشعّة التي يخلّفها والتي نطلق عليها بالأشعّة الخلفيّة. وهذا ما وصل إليه آرنو وروبرت ولسون عام 1964.
يلعب الفراغ دوراً مهمّا والمادّة المظلمة في المشاركة في تحديد معنى الزّمن واللازمن. لأنّ من خواص المادة المظلمة هو ثبات الطاقة المظلمة حين تمدّد الكون، وبالتالي يمكننا التعامل مع مادّة ولامادّة ومع زمن لا علاقة له بالمكان غير المفسَّر.
عرفت لماذا الإهتمام بالثقب الأسود؟
لم يلد مفهوم الثقب الأسود من فراغ فكريّ أو ممارسيّ أو من ترف فكريّ! أبداً حيث يعرف أهل الفيزياء وأحبّتها أنّ مفهوميّ المكان والزّمان في زمن نيوتن كانا مطلقيّ المفهوم وكان التعامل مع المكان من خلال الإحداثيّات الإقليديّة الثلاثة أمّا الزّمن فكان يتعامل معه على أساس خطّيتِه المستمرة، وقد كان للمكان في ذهن الفلاسفة مفهوماً واسعاً ومهمّاً على أساس أنّ مفهومه عبارة عن منظومة من العلاقة ما بين الأجسام. وقد كان مفهوم الزّمن (بل وحتى المكان) ليس إلّا حدساً ويمكن الإحساس به لا من خلال تجربة ما يدرَك أو يفهَم. وقد كان نيوتن يعتقد بمطلقيّتهما (أو بمطلقيّتيهما). والمشكلة التي كان يعاني منها بعض الفيزيائيّين أن الهوّة كبيرة بين مفهوم المكان والزّمان ما بين الفلسفة والعلم والسّبب الأساس في هذه الهوّة هو عدم وصول العلم الى ما وصل إليه في القرن العشرين بعد نسبيّة أنشتاين والمجموعة الكريمة من أهل الفيزياء وأهل العلم (رغم أن ستيفن هوكينغ ينظر الى الفيزيائيّ الذي يعمل على الجنوح أو الولوج الى الفلسفة الفيزيائيّة دون صلب الفيزياء بمعادلاتها ونظريّاتها غير منظار ويعتبره هروبا من واقع الفيزياء، وقد تراجع الى حدّ كبير قبل أن ينتقل الى العالم الآخر! عن هذا الرأي)
ما زلتُ ومنذ سنوات الثمانينيات وأنا أعتقد بزمانين لا زمان واحد! لا تستغرب! فمن خلال إضاعتنا للغيبيّات أضعنا الكثير من الفرص على النطاق العلميّ (حتى وأن كنتَ لم تؤمن بالغيب إن كنتَ من أؤلئك الذين لا يطيقون التحدّث عن الغيبيّات مع أنّها مَعين مهم يا عزيزي، فلا يمنعك ذلك من الإتيان بها للعمل العامّ وللحصول على نتائج أفضل كلّما أمكن لك الزّمن والتفكّر والتدبّر من الوصول الى الأفضل والأجمل والأكمل!)، لكنّ الذي يبعث على السرور هو وجود نخبة من العلماء لا تتعصّب ولا تغلق الباب على نفسها من تأثير أو من طرق باب الغيبيّات للبحث عن الحلول المناسبة والقصيرة والهادئة بلا مماراة! الزّمان ان هما مطلق ونسبيّ ومنهما نذهب الى مفاهيم أخرى منها اللازمن الذي أطرق بابه بين الحين والآخر.
الزّمن المطلق له وجود وخواصّ ومميّزات تتباعد وتتقارب مع الزّمن النسبيّ من خلال التعامل مع الذات أو من خلال التعامل مع المكان لا على أساس مرتبط ومعلّق به بل من خلال إستقلاليّته (الإستقلاليّة الحقّة لا كإستقلال بعض البلدان العربيّة التي أضاعت حتى مفهوم الإستقلال من خلال نفاقها ودجلها على لسان قادتها اللاعبين على عذابات شعوبهم!).
الزّمن المطلق لا علاقة له بأي مكان ولا بأي خاصّ يّة فيزيائيّة بل له علاقة بذاته لا غير! ولتقريب المعنى خذ مثلاً مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ وهو مبدأ من المباديء المهمّة في ميكانيك الكم حيث يكون للزمان (كما للمكان كذلك) محدوديّة (إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار النظريّة النسبيّة العامّة مع مبدأ عدم اليقين في ميكانيك الكم) ومحدوديّة الزّمن تدلّ على حقيقة وجوديّة بعيداً عن المكان لأنّ تعريف الزّمن بهذا الشّكل وتحديده يدل على إستقلاليّة بعيدا عن المكان وإلّا لكان هو والمكان لهما نفس الشّكل الموحّد أو الوضع المحدّد ليكون للشّكل الجّديد محدوديّة كما ذكرها ستيفن هوكينغ في كتابه الثقوب السّوداء (والصحيح الثقوب السّود لغوياً كما أشرت في حلقة سابقة).
دعني أخذك في رحلة هنيّة فيها من الرّاحة ما يجعلك في وضع المسترخي وسط سمّار يعزفون سمفونيّة على نغم يضرب الأوتار ضربا دقيقاً هارمونيّاً بعيداً عن تصريحات ساسة العرب الذين إمتهنوا الكذب!. هذه الرحلة فيها ما يتعلّق بالزّمن المطلق الذي له الخواصّ التي تختلف عن خواصّ ذلك الزّمن النسبيّ المحيط بنا ولنا ومعنا وفينا!
لقد كانت الفلسفة اليونانيّة من الفلسفات التي لعبت الدور الكبير في التأثير في المجال الفكريّ والتوعويّ والدينيّ في الديانات الشرقيّة وتفسيراتها، حيث كان لفلاسفة اليونان بعض ما يتعلق بالزّمن، حيث كانت كلّ فلسفتهم أن ليس للزمن من حقيقة أو وجود خارجيّ بينما رأى أخرون عكس ذلك تماماً. الثلّة الأولى تتصوّر بعدم وجوده لا ذاتيا ولا تبعاً. لكنّ الذي ساروا عليه هو أن إحساس الكائن الحيّ بالزّمن هو القائم لا غيره. أي من ذلك نلاحظ أن لا تفسيرا للزمن بذاته مطلقاً، بل بالعلاقة حيث حينما يفقد الإنسان وعيه لا يحسّ بالزّمن (ولنا في ذلك أمثلة من القرآن الكريم كما وردت قصّة أهل الكهف فهم نيام أو بلا شعور بالزّمن و الدّليل من النصّ الكريم حينما سألوا بعضهم عن الزّمن الذي رقدوا فيه فلم يعرفوا إلاّ من خلال تجوالهم في المدينة كما هو معروف من القصّة في الآية 19 من سورة الكهف (وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا). ولو كان للزمن وجود ذاتيّ لعَلِم وأدرك الإنسان الفاصل الزّمنيّ الذي قد مرّ (كما تقول الثلّة المذكورة). والأمثلة كثيرة على إرتباط الزّمن بغيره. أمّا الثلّة الثانية التي تقول بإستقلاليّة الزّمن ووجوده الذاتيّ يكون على نوعين الأوّل متحرّك وفسّروا إحتواءه على ذرّات متحرّكة (وهي طامّة فلسفيّ ة كبيرة حيث خلطوا الزّيت بالماء! أي الزّمان بالمكان وأعتقد بحصافة من القاريء يعرف كيف نشبّه هذا بما ورد في الزمكان!) والآخر الزّمن الثابت (وهنا أشير الى أنّ الثبات الذي عنوه هو يشابه المطلقيّة التي نذكرها الى حدّ ما وسنشير بين الحين والآخر الى التّشابه والإختلاف، لكنّ الشيء الذي أشاروا إليه حول الثّبات هو إحتواء الزّمن هذا على ذرّات غير متحرّكة! وهو إرتباط كذلك بالمكان بلا ريب في المعنى العامّ لا الخاصّ كما هو واضح). وأريد أن أشير الى مطلقيّة الزّمن الذي أتحدّث عنه هو بشكل ما فسّروه بزمن الآلهة وهو ثابت غير متحرّك (ولأنّ زمن الآلهة ثابت غير متحرّك، فلا تغيير يطرأ في وجودها أو وضعها. أمّا الإنسان والحيوان والنّبات، فلأنّها تعيش في الزّمن المتحرّك السّائر، فهي عرضة لتغيّرات تطرأعليها،ولا سبيل إلى وقفها أو الحيلولة دونها ما دام الزّمن متحركاً سائراً يتعذر وقفه #)
وأشير الى الآية المباركة رقم 5: سورة السّجدة (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إليه فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)، والآية 47 من سورة الحجّ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) ولا أريد أن أستغرق في التفسير فقد ذكرتها في مكان ما في كتابي (الظواهر الفيزيائيّة والجيولوجيّة في القرآن الكريم الصادر عام 1998 في بيروت لمن يريد المزيد من ذلك)، لكن أشير الى معنى الزّمن المطلق أو الثابت كما أشار إليه اليونانيّون الفلاسفة! حيث تشير هذه الإشارات المهمّة الى مطلقيّة موجودة لزمن مطلق يمتدّ الى تأريخيّة الرأي أو الفكرة اليونانيّة للثلّة التي تقول بثبات زمن ما إلاّ من تلك الذرّات الثابتة كما ذكروها والثبات بهذا الشّكل الغريب واضح المعالم! فالذرّات مادّة وهي حيّز من مكان ليعود الى الربط ما بين الزّمان والمكان بأسلوب آخر!
لقد لعبت ميكانيك الكمّ الكثير من الأدوار في لقاءات مهمة عن المطلق والمطلقيّة كما أراها! فمثلا الإشارة الى الإحتماليّات ونظام النسب المئويّة في القبول بالشيء وعدمه في آن واحد كما هو الحال مثلا في قطّة شرودنغر (حيث يعلّق على إحتمال موت القطّة بنسبة 50 بالمئة وإحتمال حياتها ب 50 بالمئة ويوجد الإحتمالان معاً! وأنا أقول: يمكن أن تكون القطّة في هذا الوضع المشترك بنسبة خمسين بالمئة وهو وضع نسبيّ عموما! ويمكن أن يكون خمسين بالمئة بوضع مطلق بنفس الإحتماليّة المشار إليها! أي أنّ نسبيّة القول الآنف يكون 50 بالمئة والوضع المفترض المطلق 50 بالمئة!) رغم أنّ أهل الفلسفة يفترضون أنّها لا يمكن إلاّ أن يكون لها سوى تأريخ واحد، كما يقول هوكينغ!
قليلا من التحمّل كي ندخل معا الى رحاب مشتركة يا صديقي:
للحديث عن الزّمان عند الفيزيائيّين له معنى خاصّ جدا لولا زعل بعضهم حين الحديث عن طبيعته الفلسفيّة العلميّة وليس العلميّة البحتة (رغم زعل هوكينغ!)، حيث يتحدّث الفيزيائيّ بلغة قد تثير حساسيّة الفيلسوف أو العكس بالعكس أيضا لكن قل لي ما معنى القول:أن الزّمن ينساب الى الأبد، بصرف النظر عمّا يحدث (هكذا يقول هوكينغ الزعلان)!؟ هل هو أزليّ؟ إن كان قولك نعم فعلى أيّ أساس تقول بأزليّة الزّمن بعيداً عن المكان؟! بينما تقول نسبيّة أنشتاين بإمكانيّة طيّ وإعوجاج وتشوّه الزّمن بالمادّة والطاقة التي في الكون وبالتالي يكون الزّمن متشكّلا بالكون. وهنا نشير الى العجز الواضح في تعريف الزّمن قبل نقطة معيّنة (أي نقطة الإبتداء في نشأة الكون). وواضح كلمة (قبل نقطة معيّنة) حيث الذهاب الى ما وراء الزّمان ليصل الى حاجز لا يمكن تخطيه، وإن كنت أو كان من يسأل عن علّة حدوث الإنفجار الكبير فهذا ما تريد أن توصله لكن ما أريد أنا إيصاله هو هذا المسمّى ما وراء الزّمن، ما هو غير اللازمن الذي ذكرتُه مراراً؟! وأنشتاين قال في نسبيّته العامّة أنّ للزمن بداية حتميّة. وكذلك للزّمن نوعاه اللذان ذكرتهما سابقا وهو الزّمن الداخليّ والزّمن الخارجيّ أو الزّمن المطلق والزّمن النسبيّ (أو قل التخيليّ كما وصفه أنشتاين).
بمناسبة الزّمن التخيلي:ماذا لو طلبت منك أن تتخيّل نفسك الكريمة وهي تركب عباب الزّمن بسرعة 300 الف كيلومتر في الثانية لتقطع 300 الف كيلومتر؟ حيث تكون نقطة إبتداء حركتك هي نقطة نهاية الحركة! أي ما الزّمن الذي قطعته في رحلتك هذه؟ وما نوع هذا الزّمن؟! والآن تخيّل نقطة بداية تكوّن الكون وما قبلها وحالة اللازمن كيف تتصورها؟! ودمت بسعادة لا سرعة لها لتكون حياتك كلها لحظات من هذا النوع!
ولنا عودة
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Al-Abed



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 8
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 7
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 6
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 5
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 4
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 3
- الكون الواسع والعقول الضيّقة 2
- الكون الواسع والعقول الضيّقة!
- النقائض (المفارقات) بين الفيزياء والفلسفة
- المكاشفة عند السيد الحيدري.. اسلوب في المعرفة
- الاتفاقية النووية بين روسيا ومصر الحلقة الثانية
- الاتفاقية النووية بين روسيا ومصر الحلقة الاولى
- أوراق في فلسفة الفيزياء الحلقة الثانية
- أوراق في فلسفة الفيزياء الحلقة الأولى
- إنتروبيّ الكونِ وإنتروبيّ السياسة!
- جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!
- ترانيم علويّة
- صعاليك .... وصعلكة
- الوثوب والركود العقلي
- ما الذي يجري على الأرض؟


المزيد.....




- ثعبان على متن قطار سريع يتسبب في تأخير نادر باليابان
- استمرت 613 يوما .. أطول عدوى بـ-كوفيد-19- تثير المخاوف من مت ...
- “شوف الطبيعة وانت في بيتك”.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك ال ...
- بسبب احتجاجهم على عقد مع إسرائيل.. غوغل تفصل 28 موظفا
- عايز تخس 3 كيلو في 7 أيام.. افطر كويس وتناول -سناكس- صحى
- 5 أطعمة لوجبة الفطور تُخلّصك من انتفاخ البطن المزعج
- خايف تتخن.. نصائح بسيطة لتجنب زيادة وزنك أثناء ساعات العمل ا ...
- أعراض الاكتئاب الصباحي وطرق تساعد فى العلاج
- مادة غذائية تؤخر الشيخوخة وتحارب السرطان
- “لولو الشطورة مافي مني”تردد قناة وناسة بيبي كيدز الجديد 2024 ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - الكون الواسع والعقول الضيّقة 9