أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فاطمة رضا - لو رحل الرئيس هادي ! شكل الدولة دستوريآ،، سياسيآ..















المزيد.....

لو رحل الرئيس هادي ! شكل الدولة دستوريآ،، سياسيآ..


فاطمة رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 22:57
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يبلغ الرئيس هادي من العمر عتيا وقد أكمل في ديسمبر الماضي ثلاثة وسبعون عامآ. قضى معظمها في خدمة الوطن ، وبخصوص الحياة التي عاشها فهي مليئة بالأحداث السياسية ولطالما لعب دور الرجل الثاني "غالبآ"، ويشغل حاليآ منصب رئيس الجمهورية اليمنية المفككه والتي تعصف بها حرب إقليمية ومنذ أربع سنوات، يقيم الرئيس هادي في الرياض والتي ساندت شرعيته منذ بزوغ نجمها بعد هروبه التاريخي من صنعاء الى قصر المعاشيق في عدن، وعلى مايبدوا فإن حياة الرجل باتت قاب قوسين من نهايتها إذ يعاني من امراض كثيرة ويقوم دوريآ بالعلاج في مشفئ "مايو كلينك" في "الولايات المتحدة الأمريكية".
لاينبغي أن يموت هادي حاليآ، لأن من شأن ذلك أن يتسبب في إنهيار كل النظريات السياسية الحية في اليمن. في اليوم التالي لموت هادي سيصبح اليمنيون تائهين مثل بني إسرائيل لأربعين سنة، وسيفشل السياسيون في التعرف على الصديق والعدو وعلى كل حال سيكون السبب في تخبطهم هو كونهم لم يستعدوا جيدآ لذاك اليوم وعلى سبيل المثال لا الحصر فاليمن التي لم يعد أحد يعرف آلية عمل الدستور فيها وتعاني السياسة فيها من صراع حاد في الربع الأخير من القرن الماضي ، ستتعطل فيها السياسة فجأة، وسيصبح أهلها بلا تفسيرات دستورية حول كل شيء، فيما لو مات هادي أو تنحى أو أصبح غير قادر على إدارة البلد لأي سبب أو شكل من الأشكال، فسيكون هناك فراغ دستوري فهادي هو المنقذ الذي تعلقت فوق أستاره كل آمال الخليج والمنتفعين من السياسيين منذ دخول الحوثي لصنعاء، أتحدث عن المعاناة الجماعية والتي يختتم بها اليمنيون نهارهم مستريحين في كونهم قد فهموا ما جرى وصار بمقدورهم الذهاب إلى النوم وهم مطمئنون أن بلدهم لايزال ينبض وإن كان في العناية المركزه.

تنص المادة الخامسة من الفصل الأول للدستور على أن الشعب مالك السلطة ومصدرها، يمارسها بشكل مباشر من خلال الإستفتاءات والإنتخابات العامة، وبشكل غيرمباشر من خلال الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية.
أما الإنتخابات فهي مستحيلة في هذه الظروف، واما الطرق الغير مباشرة فجميعها معطلة تقريبآ، وبينما الواقع يقول أن هادي يحكم الأن عبر تمديد لفترة رئاسته ولا يشمل التمديد أي إستفتاء جماهيري نظرآ للحرب التي يمر بها البلد. بين هذا وذاك لايبدوا أن اليمنيين قد إستعدوا لغياب هادي حتى الأن وحتى دستورهم لايتمتع بتلك الجهوزيه الفعاله ولا يوجد فيه نظريات بديله لزمن ما بعد هادي سوى مايمكن أن نطلق عليه "حالات دستورية خاصة" يمكن إستنباطها من الدستور الحالي، فمجلس النواب والذي يعتبر رئيسه هو السلطة البديله الدستوريه عن الرئيس يعتبر خارج الجاهزيه "حرفيآ" مع كل أعضاء النواب والذين يتشتتون في كامل التراب اليمنيه التي تخضع لسيطرة الشرعيه والإنقلاب معآ ، وإستنادآ للدستور كفلسفة وقانون فليس بمقدوره أن يخبرهم لماذا هم فقراء على هيئة طبقات، ولماذا هم بلا رواتب منذ أربعه أعوام ، ولماذا هم لاجئون في كل دول العالم. فكيف سيخبرهم الدستور بشكل الدولة بعد رحيل هادي !

الحوثيون دخلوا صنعاء للقضاء على "الأحمر" لكنهم قضوا على الدولة أيضآ بتعطيلهم للدستور وتهميشهم للديمقراطية وخلقوا دستورآ غير واضح بإنشائهم "المجلس السياسي الأعلى" والذي لايستند لأي إستفتاء أو شرعية شعبية وأما أساتذة القانون في صنعاء فهم لايملكون من الأمر شيء ولا حتى كتابة تغريدة تشرح لليمنيين شكل الدولة الإنقلابية في صنعاء ويكتفون فقط بالإشارة للضربات الجوية ويتناسون السبب وراء الضربات الجوية وهو ذبحهم للدولة الإتحادية في مهدها بعبورهم حيز الزمان والمكان في إقليمهم الخاص !
إلتحقت الأحزاب بالثورة في 2011 بحثاً عن دولة مدنية، وبعد رحيل صالح وصعود هادي للسلطة قام اليمنيون بعمل "حوار وطني شامل" وقاموا بتعديلات جذرية للدستور وأصبحت اليمن كما يتم تعريفها في المادة 1 من الدستور :
"جمهورية اليمن الإتحادية دولة إتحادية ، مدنية، ديمقراطية، عربية إسلامية، مستقلة ذات سيادة، تقوم على الإرادة الشعبية والمواطنة المتساوية، وسيادة القانون، وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزء منها, واليمن جزء من الأمتين العربية والإسلامية.

صعد هادي على هرم السلطة في إنتخابات توافقية كان هو مرشحها الوحيد، وإن كانت غير تنافسية لكنها كانت "دستورية" و "قانونية" ، وبعدها ترك هادي اليمن للقوى النافذة في الجيش الذين إبتلعوا النفط والأرض والحقول (الغازية والنفطية)، وهم أنفسهم الذين صنعوا كل ذلك الفقر ثم جلسوا يحمون ثورتهم وجمهوريتهم المالية في البنوك، وحتى بعد أن أصبحوا نازحين في فنادق الرياض لازالت خيوط كل شيء تنتهي إليهم رغم محدودية سلطتهم . و"فيما إذا رحل هادي" ففي الجنوب ستصبح دعوات الإنفصال أقرب إلى قرع طبول الحرب، ويمكن للإنسان ببساطة ملاحظة أن الأنثروبيولوجيا الدستورية التي تعتمد عليها تلك الدعوات هي إنتهاز الفرصة المناسبة للإنقضاض. ولو مات الرجل غدآ أو بعد غد أو بعد حين فإن سيارات الإنفصالين التي تجوب المدن سيصطدم بعضها ببعض، وستخطأ طريقها. فلا أسوأ بالنسبة للإيديولوجيات الإنتقالية من فقدان الدستور المركزي فهو البوصلة. وبالنسبة للقادة الإنفصاليين (المجلس الإنتقالي) فإن حياة هادي بالنسبة لهم أكثر أهمية من القوات الإماراتية ومن النخبة الجنوبية. فحياتة هي الشيء الذي يمنحهم، لتحركاتهم، المعنى والحيز الحقيقي وعن طريق هادي يستمدون تمددهم بشكل يومي لأنه المنقذ للجميع "دستوريآ" بغياب السلطة التشريعية المتمثلة بمجلس النواب المعطل.

هادي إعتمدت عليه المملكة العربية السعودية لأنه الرجل الذي ينفخ بالمزمار لثعابين القبائل حتى تدخل في السلة وتختبئ. ثم إعتمدت عليه لأنه ضعيف التدين، وتآمرت عليه الإمارات لأن تدينه أكثر مما يجب. ومع الأيام نسي هادي كل هذا، وغرق داخل نفسه ولم يتمكن من الخروج. وعندما يفقده اليمنيون سيعرفون أنه كان المخرج الوحيد الدستوري بعد أن ينزلقوا في مهاترات البديل، وبالنسبة له فإن ذلك، في نهاية المطاف، هو التاريخ الذي سيعيد نفسه بوجوده أو بغيره.

نائب رئيس الجمهورية في الدستور اليمني لديه صلاحيات قوية للغاية ويستحيل تجاهلها ويستطيع(وحده) مع وضع ألف خط تحت كلمة (وحده) فدستوريآ صلاحيات "النائب" تشمل تشكيل مجلس رئاسي برئاسته وعضوية كلآ من وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس التشريعي(النواب) ورئيس مجلس الشورى، وهذا يكون في حالة تكليفه من الرئيس شخصيآ قبل موته أو قبل عدم قدرته على إدارة الوضع لاي شكل من الأشكال، ولهذا قامت المملكة العربية السعودية بجعل هذا المنصب للشخصية العسكرية الأقوى(علي محسن الأحمر) ، ولكن هذا الحل ليس دستوريآ بشكل كامل بل مؤقت لستة أشهر فقط ولا يجب أن يكون حلآ دائمآ أبدآ، الا بتزكية خاصة (مباشرة) من المجلس التشريعي والمتمثل في مجلس النواب والذي هو خارج الجاهزية حاليآ.

ينص البند الثاني من التعديلات الدستورية للعام 2001 على إستبدال نص المادة 125 بثلاث مواد تتعلق بمجلس الشورى وهذه المواد تتيح لمجلس الشورى صلاحيات أكبر تخص إدارة البلد في حال غياب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وغياب نائب رئيس الجمهورية ، ولكن مجلس الشورى حاليآ عبارة عن "خلطة فواكة" وقد تفرقت دمائهم بين القبائل اليمنية ولم يعد لهم وجود إلا في أجنحة أحد الفنادق في الرياض، ولا يمارسون أي شكل من أشكال الوجود وبمقدور أي جندي إحتجازهم لباقي أعمارهم دون أن يكون لهم أي قدرة على إزاحته ، فما بالك بإدارة البلد في حال نشوء فراغ دستوري بغياب هادي ومن ينوب عنه ، وحتى لو ارادت السعودية منح الشورى صفة دستورية بالقوة والدعم السياسي فهذا أيضآ مستحيل لأن من أساسيات وشروط مجلس الشورى حسب الدستور أن يكون ممارسآ لصلاحيات المجلس قبل إمساكه بزمام "إدارة البلد" وهذا ماليس متواجدآ في مجلس الشورى اليمني.

"لو رحل هادي"، لا مكان للوحدة، سيصرخ بها عيدروس من "لندن"، فهي طريق الشماليين إلى الجنوب. ولا مكان للسلام سيصرخ بها "عبدالسلام" من سلطنة عمان ، ولنقترب من الحقيقة أكثر ، فاليمن سيحتاج لوقت طويل لكي يجد وضع سياسي أفضل مما هو عليه الأن ، فلا الدولة مستقره ولا الأحزاب متفقة ولا الإنتخابات قائمة، وأما الشرائح "الصامته" فهي أكثر وعياً بخطورة رحيل "هادي"، ولنعتزل كل هذه الفوضى، فهي الأرضية الخصبة التي ينمو فيها "الفساد السياسي". والذين يلمعون "القائد" موجودون في كل الأزمنة ويخدمون الجميع فيطالبون بحلول تصون مكاسب الجميع عدا "البديل" عن القائد، ثم يبتهلون الى الله لتطول حياة "هادي" .

لافرق بين هادي ومحسن حاليآ فكلهم يتواجدون في فندق الملز جنوبي الرياض بعد أن دخل الحرس الجمهوري الى العاصمة صنعاء، بمساندة قبائل الحوثي، قال هادي للأمم المتحدة إن كل شيء على ما يُرام، فالفرقة المدرعة وحدها ستدفع الثمن. أما الحرب فرأئ هادي أنها مسألة خاصة "بحزب الإصلاح"، فاليمن بعيدة ونائية، والأن "محسن" هو المرشح الأوحد ليمسك بزمام الفجوة الدستورية التي سيخلفها هادي فيما لو رحل بإعتباره "نائب رئيس الجمهورية"، وثائق ويكيليكس التي تعود إلى الأعوام بين 2004 و 2009 قالت إن حروب صعدة كان هدفها الخلاص من علي محسن الأحمر، بما يشير أن صراع هادي معه في صنعاء سابقآ كانت صراعات ذات جذور لها علاقة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح. وصالح والذي رحل بغته، لم يشغل أي منصب سيادي ولذلك رحيله كان غير مؤلمآ سوى للدائرة المقربة منه فقط ، أما هادي فرحيله سيترك فراغآ دستوريآ عارمآ وبينما ينشغل اليمنيون في الصراخ في وجه سياسة "هادي" يفشلون في حل معضلة البديل وفي فك رموز الشفرة الدستورية المعقدة التي تعرضت للتشويه والإنحلال بعد تفكيك دولتهم المنشودة بسبب صراع القوى التاريخية في اليمن .



#فاطمة_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -هيئة الترفية- و -هيئة السجون السعودية- ..
- { شكل دولة الحوثي دستوريآ } ،، ومن منظور دولي ،، (نقد قانوني ...
- غريفيث في اليمن يوزع (كُدم)
- بروستريكا التفتيت المؤدلج
- ملخص زيارتي لمدينة فيينا - النمسا.
- (تاثيرات اللغة العربية على اللغة الاسبانية)
- عمر البشير.. يقتل.. يسجن .. ويطالب بإنتخابات !!؟
- العلمانية الإسلامية والإسلام العلماني
- كيف يصبح المراهق صاحب قرار؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فاطمة رضا - لو رحل الرئيس هادي ! شكل الدولة دستوريآ،، سياسيآ..