أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوال ناجي يوسف - رفاقٌ كانوا رموزاً للعطاء














المزيد.....

رفاقٌ كانوا رموزاً للعطاء


نوال ناجي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 07:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(إنَّ آفة حارتنا النسيان) ...
عبارة مأثورة للكبير نجيب محفوظ… طالما حزَّت في نفسي، فتحدَّيتُها بالتذكُّر والتذكار، ولسوء الحظ ماهو مألوف في عالمنا هذا رثاء الذين تم استنزافهم الكامل بالنسيان في حياتهم وتعداد مناقبهم بعد مغادرتهم دنيانا المراوغة.
لم أعرف الفقيد الشيوعي طارق الأعظمي إلاّ منذ بضعة شهور لكنَّها كانت كافية لأشعر بندوب النسيان التي تمضه.
لقائي الأول به كان عبر التلفون... حيث انساب إلى سمعي صوتٌ واهنٌ قائلا بعتاب موجع: أين أنتم، رفاقي؟
أحسستُ بالخجل وأنا أسوق الأعذار بارتباك شديد، وعندما هرعتُ إليه والتقيتُه؛ انتابني شعور بأنَّ هذا الرجل المريض المقعد لا يستطيع العيش بعيداً عن حزبه ، كالسمك الذي يختنق حين يبتعد عن الماء.
وفي لقاءاتنا التالية تعرَّفتُ على الشيوعي الحقيقي في أعماقه اذ كانت معاناته الحقيقية هي ابتعاده الاضطراري عن ميادين النضال بسبب عجزه .
اكتشفتُ أنَّ للفقيد وعائلته تاريخاً طويلاً من العطاء والتضحية… أفرادها يتبارون في خدمة رفاقنا خصوصاً في الملمات والظروف الحرجة شديدة الخطورة، في بيتهم اختفى الشهيد سلام عادل في البصرة، وبعد عقدين من الزمان اختفت في نفس البيت الرفيقة بشرى الحكيم لثلاث سنوات في عز الاٍرهاب والقمع الصدامي في الثمانينيات، حيث أصغر وشاية تفضي لإبادة عائلة بأكملها.
التحق الفقيد أبو زياد مبكراً بالحركة الوطنية حيث التحق باتحاد الطلبة في البصرة منذ المرحلة المتوسطة في العهد الملكي، وتعرض للفصل عدة مرات؛
إلاّ أنَّه واصل العمل في صفوف الطلبة إلى أن انتُخِب لسكرتارية اتحاد الطلبة، ثم التحق بالحزب وواصل نضاله بين جماهيره.
رشَّحه اتحاد الطلبة العالمي للدراسة في جيكوسلوفاكيا لكنَّ نظام البعث بعد انقلاب 63 المشؤوم أسقط عنه الجنسية العراقية مع كوكبة من رفاقنا في الخارج، مما اضطره لطلب اللجوء السياسي هناك حيث أكمل الماجستير في الهندسة الكهربائية، عاد للعراق في 1968 عندما أبلغه الحزب بوجوب العودة للوطن وانخرط بالتزام عالٍ في عمله الحزبي والجماهيري في البصرة .
يقول الفقيد في مقابلة أجرتها معه مجلة الغد 2012، وكان مقعداً منذ سنين إثر جلطة دماغية حادة :
"أنا سعيد جداً كوني شيوعياً، وكانت جميع تصرفاتي في العمل وفي حياتي الاجتماعية على هذا الأساس، وبالرغم من تعرضي للكثير من المضايقات لم أُسِئْ لسمعة حزبي وسمعة عائلتي بما يتنافى والأخلاق الشيوعية".
يقول المناضل جاسم المطير عن أبي زياد:
" إن هذا الرجل في صميم قلبي، منذ عام 1955 حين التصق مع شقيقته الكبرى، نهوض إسماعيل؛ بنضال الشعب مختاراً عضوية الحزب الشيوعي بترشيحٍ منها؛ ظلَّ طوال حياته ملتصقاً به، مثل التصاق البشر بالآلهة، عملنا معا سنوات طويلة، صعبة وقاسية تحت أروع شمس تشرق يومياً على مدينة البصرة، كانت لنا حكايات مشتركة، كثيرة في العمل الطلابي وفي العمل الحزبي السري، كان فيها مثالياً، حين كان إرهاب الدولة مرضاً عصبياً ملازماً لها، لم ينقطع عن الوقوع تحت ظلها البشع، ظلّت طقوسه النضالية اليومية، متميزة بالذكاء وروح التلمذة لرفاقه وزملائه طوال مسيرته النضالية".

وداعاُ رفيقي وصديقي طارق إساعيل الأعظمي... ستبقى في ذاكرتي وذاكرة رفاقك كأحد أمثلة العطاء الشيوعي والتماهي مع الحزب وفكره، قلباً وقالباً.




#نوال_ناجي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش اللقاء التشاوري الرابع لتنسيقيات التيار الديمقراطي ...
- اسامة أنور عكاشة وذائقة جيل
- اغتراب السياب بين الام الغائبة والمرأة المستحيلة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوال ناجي يوسف - رفاقٌ كانوا رموزاً للعطاء