البعد التجاري لموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) في العراق.

صدام حسن موازي
باحث
(Saddam Hasan Mwazi)

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 00:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

فرض العامل التكنلوجي نفسه على المجتمع العراقي بعد تغيير نظام الحكم متمثلا بتغيير أسلوب واقع التواصل. كجزء من العالم، شملت الثورة التكنلوجية العراق كمستورد لنتاجات هذه الثورة ومستخدماً لا منتجا لها. ان انفتاح العراق على العالم بعد عام 2003 يُعد نقطة تحول في حياة العراقيين، يرى البعض ان هذا التحول إيجابيا من حيث التواصل والاندماج مع العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يراه البعض الاخر على انه سلبي، لكون الذائقة العراقية أصبحت جزءا من العالم الواسع وفي ظل التحرر التجاري شبه التام وانخفاض الإنتاج المحلي مما اتاح للتجارة الالكترونية دوراً ريادياً في تلبية الرغبة الاستهلاكية للفرد العراقي. ما يهمنا هنا هو البعد التجاري لمواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد موقع الفيسبوك في المجتمع العراقي.
بينت الاحصائيات الخاصة بالعراق في التقرير السنوي لوكالة (we are social) بالتعاون مع منصة (hootsuite) الصادر في كانون الثاني/ يناير 2018 حول عدد مستخدمي الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والانستغرام) والهاتف المحمول والتجارة الالكترونية حول العالم، بينت ان موقع الفيسبوك هو الموقع الأول من فئة (التواصل) يرتاده العراقيون بحسب التصنيف المبني على الحركة الشهرية اذ بلغ (23600000) حركة في الشهر الواحد للربع الأخير من العام 2017، بمعدل 23 دقيقة و38 ثانية للزيارة الواحدة للموقع. نسبة مستخدمي الفيسبوك عبر الجوال 89% من عدد المستخدمين النشطين والبالغ عددهم 19 مليون مستخدم، غالبيتهم من الذكور وبنسبة 72%، اما الاناث فبنسبة 28% اجمالي مستخدمي تطبيق الفيسبوك عبر الجوال.
القطاع المصرفي في العراق شأنه شأن الأنشطة الأخرى خلال الفترة (2003 – 2018) لم يكن فعالاً من خلال تقديمه لخدمات الدفع الالكتروني مما يسهل عملية التجارة الالكترونية، لذا كانت النسب منخفضة حيث بلغت عمليات الشراء عبر الانترنت فقط 5% من مستخدمين الفيسبوك، ولكن هذا لا يعني ان النشاط التسويقي والاعلان والترويج عبر الموقع ضعيف على الرغم من ان عمليات الشراء لازالت نقدية.
شرع البنك المركزي العراقي بتطبيق استراتيجية الشمول المالي منذ بداية العام 2018 على ان يُشمل أكبر عدد من الافراد في الخدمات المالية والمصرفية ومن أهمها بطاقات الدفع الالكتروني (الماستر كارد والفيزا كارد) والمزمع تطبيقها بشكل كامل في العام 2020، مما يزيد من عمليات التبادل التجاري من خلال مواقع التواصل (الفيسبوك، كونه الموقع الأول الذي يرتاده الفرد العراقي).
الا ان للمختص في الشأن الاقتصادي رأي اخر مغاير لما يراه المستهلك الذي يلبي رغبته من السلع المعروضة عبر المواقع بمجرد حجز السلة الكترونياً، النزعة الاستهلاكية للفرد العراقي، والاغراق السلعي الذي تمارسه الدول على السوق العراقية، في ظل غياب الصناعة العراقية المحلية، يضاف اليه ضعف الأداء المصرفي في استغلال الجانب الادخاري للفرد العراقي وتحويله الى الجانب الاستثماري مما تسبب في تخلف الجهاز الإنتاجي المحلي، هذا كله سيسبب فرقا واضحا في الميزان التجاري لصالح الدول الموردة للسلع والخدمات الى العراق مما يجعل ميزان المدفوعات يظهر بقيمة سالبة.
اما مسألة أمن الاتجار عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) في ظل غياب دور الدولة في مجال الامن المعلوماتي والتقني وضعف او غياب القوانين الخاصة بحماية المستهلك والمنتج، لازالت لم تناقش من قبل أصحاب القرار. على الرغم من اهتمام شركة الفيسبوك بالجانب الأمني للمستخدمين الا ان الاحتيال على المستخدمين موجود بسبب ضعف الوعي الالكتروني لدى المستخدمين.

#صدام_حسن_موازي (هاشتاغ)       Saddam_Hasan_Mwazi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات