أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذراء مصطفى - جاثُوم














المزيد.....

جاثُوم


عذراء مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6139 - 2019 / 2 / 8 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


الجاثُومُ
نجمي الفريد، طال غِيابهُ، غيمة حَاَلتْ دوننا، نقاش وصل أشدهُ في الصباح، تأخر كيثراً جداً.
تتَرَاقصُ الكلماتُ، قلمي أصاَبهُ المرض، يرتجف، المعدة خَاوِيةُ، ارتميتُ بين قلمي ودفتري وهاتفي.
كيف أخبرهُ، أُثقل كَاهِلَهُ، كالذي تحَمّلهُ نفسي، عِبْئاً ثَقيلاً، أخلع عني مايضيق تنفسي، هواجس، أفكار، تزداد قوة.
موضوعي؛ بلا عنوان.
فَشَل كُلْوِيّ؛ عَجَزَ، لا علاج مضمون ولا عملية نقل كُلْى ناجحة، مئة بالمئة، ثلاث مرات أسبوعياً كل جلسة أربع ساعات على أقل تقدير، تُغسل الكُلْى منظفة الجسم من الفضلات بالدم.
هل التَبرُّع عملية ناجحة؟.
مشاعرُنا؛ هواجسُنا؛ أفكارنا، تبقى عالقة عن أداء أي عملية يومية طبيعية مهما كانت.
التَبَرُّع؛ عملية فاشلة، من يحتوي الرَماد الذي يخلفهُ كل خريف، حتى الجسد يرفض تَحَمُّل رَمادهُ، مُخلفاتهُ.
لو حالف الحظ؛ واقع أجمل، عملية غسل بدون هَمّ أربع ساعات لأنابيب تخترق الجسم، واقع يحمل إلى الصدر ماءً مُثلِجاً، كزمزم؛ بعد سعي سيدتنا سارة سبع، وتمزقت قدمها بين الصفا والمروه، تعلم بأن رب كريم لن ينساها.
غَيبوبة- الغيبوبة الكُلْوِية لتراكم اليوريا بالدم، مَمر طويل، أرضية بيضاء- كل شيء أبيض- كأنها مشفى، خطوات ثُقال، أمامي باب زجاجي، ماأن فتحتهُ حتى كاد يحطم رأسي لو لم امسكه بكلا يدي، رميته بعيداً عني، شخص على بُعد خطوات يهز كرسيه الدوار خلف مكتبهُ ويضحك بسخرية، أتركيه عنكِ.
أقف وسط، أمامي مباشرةً ثلاثة غرف، باب أخضر أو رمادي لونه باهت، غرفة العمليات، الضوء الأحمر مُضاء، المكان خال، تماماً من البشر، على حين غِرَّة شدني أحدهم من ذراعي إليه، لفني نحوهُ وأخذ يصفعني الواحدة تليها الآخرى، دفعته من صدره- تحسست اضلاعه بيدي- عني، لما...لماذا؟، من أنتَ؟.
هزيلُ الجسدُ، نحيلُ الوجه، أسنانه ظاهرة إلى الخارج، أسود، يرتعش كالسعفة في مهب الريح، ملابسه رَثّة جداً.
بعبرات قاتلة، مختنقة، أجرُ خُطَاي في طريق لا ينتهي، هاأنا أقف وسط مجهول. آه، آه ظهري، يؤلمني، تناول صخرة كبيرة، بتركيز وبدقة متناهية قَضَم ظهري بها، إياكِ وتركي. من أنتَ؟، ماذا تريد مني؟.
برودة تسري في ظهري، أتصبب عرقاً، صوتي، حنجرتي. أكاد أمزق جلدي بأظافري، أريد هواءً، النجاة، أرجوك. فَقدتُ الإحساس بجسدي.
رأسي ثقيل، يطير كألبالون، لا أستطيع فتح جفوني، كابوس، مسخ، كفى...

عَجَزي.....






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذراء مصطفى - جاثُوم