أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن عبد الرزاق - قصص قصيرة جدا














المزيد.....

قصص قصيرة جدا


حسن عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 6136 - 2019 / 2 / 5 - 18:35
المحور: الادب والفن
    


حكايات كتبت نفسها

حسن عبد الرزاق
1
على شاطيء النهر يحتسون ومزتهم (خيال) .
نصف نهار وهم غاطسون بثلاث قناني عرق سعة الف سي سي انستهم وجه الحرب القادم نحو شبابهم بعد سنة واحدة ، وقربتهم من لحظة حلمهم المشترك.
*
في ساعة السكر المئوية هتف احدهم بصوت يملؤه اليقين :
- انظروا ، لقد خرجت .
فأيدته بقية الابصار الثملة وسار الثلاثة مترنحين الى منتصف النهر حيث تنتظرهم الحورية التي كانت تنط وتغطس هناك .
*
النهر الذي ذهبوا اليه ضيوفا ، فتح لهم بطنه بعد بضعة امتار فقط ، واستقبلهم واحدا واحدا بلااعتذار ، ثم اغلق باب مائه الثقيل عليهم واوصلهم الى قاعه الطيني العميق وتركهم يبحثون عن غايتهم .
*
لقد نزل الثلاثة الى حيث يقع قصر الحورية الكبير كما وصفته احدى الروايات التي قرأوها معا ، لكن سمكة منتصف النهر الكبيرة التي ظهرت لهم ، ظلت تنط وتغطس في ذلك الغروب الخريفي ، مستمتعة بلعبة لم تدرك ماذا حصل بسببها .

2
وجهه الستيني الشبيه بثمرة خوخ ناضجة . بياض شعره . جسده نصف البدين . قامته المعتدلة . وعنوانه كمدير ،هي خيوط الشبكة التي وجدت قلبها العشريني ملتفا بها بدون ان تعرف لماذا؟
اغمضت عينيها عن كل الموظفين الشبان وفتحتهما فقط على هذا العجوز الريان الذي تعينت في دائرته قبل ايام ، فحولته الى طائر يتحرك بجناحي الحيرة بين عشين :
عشه القديم الذي يحبه ، وعش الجنة التي ماتوقعها حتى في الخيال.
اجتذبته الجنة اخيرا بعد ان احتدم الهيام وبعد ان طرب لمعزوفة الزواج التي كانت تعزفها في كل لقاء يحدث بينهما ، فاخذ حوريته الى احد الفنادق لكي يعود بها زوجة جديدة ويضمها الى العش الاول متحديا العاصفة التي تنتظره.
وهما في الطريق المؤدي بهما الى ليلة العرس ، طلبت منه ان يوقف السيارة في الحال ، ففرمل العجوز كما شاءت وسألها مندهشا :
- لماذا ؟
لكنه وجد جوابها عبارة عن انفتاح للباب ونزول سريع واندفاع بعيد بالاتجاه الذي جاءت منه .
غادر هو بلاوعي منه ، ولاحقها على الاسفلت بخطوات ثقيلة ترجفها المفاجأة .
ثم ..
وبلسان ضاع منه كل الكلام الا كلمة واحدة راح يردد خلفها :
((لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا؟ لماذا؟))
غير انها لم تسمعه اي جواب عليها قط ، بل تركت اقدامها الضاربة على الارض بقوة ، ترد عليه ردا مبهما ، وهي تبتعد عنه ابتعاد حمامة استفاقت من غفوتها ووجدت نفسها على مقربة من مخالب صقر.


3
ركبت القطار الصاعد ومضت مع فارسها إلى بغداد.
الفارعة التي تشتهيها الفحولة بشدة، هامت بمراهق اسمر جعلها تنسى زوجا وثلاثة اطفال وتلاميذ مدرسة ابتدائية يتعلمون منها ،وتفر نحو العشق.
في العاصمة المزدحمة،نامت على سرير العسل خمسة ايام،وفي اليوم السادس وبعد أن ذاب مراهقها في احد الأسواق،عادت تحت جنح الظلام في القطار النازل واسنان الخيبة والندم والخوف تقضم روحها.
عند الباب الذي اغلقته خلفها في يوم الفرار ، وحينما طرقته ، لم تجد مسدسا أو ساطورا أو صفعة أو زجرة.
وإنما وجدت شهقة فرح بطعم المرارة،ووجه زوجها الأربعيني المخذول، وكلمة عتب موجوعة ، نسيتها بضعة أشهر ، عندما أسرها مراهق جديد شاهدته في احد الشوارع.



#حسن_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب عراقي في النقد السينمائي


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن عبد الرزاق - قصص قصيرة جدا