أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب محمد - انفلونزا النقاب وأمراض أخرى















المزيد.....

انفلونزا النقاب وأمراض أخرى


حبيب محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6135 - 2019 / 2 / 4 - 19:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



اجتاحت موريتانيا منذ سنوات حمى النقاب الحميدة كما يروج لها دعاة الظلامية فيما الكواليس اسدلت الستار عن الكثير من التناقضات والأمراض النفسية والجرائم التي تختفي وراء هذا الزي الأسود
الأزمة لاتقتصر على الهندام فقط بل هي معضلة فكر ، ولهذا تأثيرها كان كارثي على شعوبنا المسالمة التي تم فبركة ادمغتها عن طريق تناول مواد تقليدية منتهية الصلاحية فبدأت أعراض المرض في التطور إلا أن فقدنا السيطرة على الوضع ، ففي وقت ليس ببعيد كانت المرأة عندنا ترتدي زيها التقليدي "الملحفة" ، وتشع جمالا وأناقة، وتتمتع بالانتفاح وحب المعرفة بل تملك رغبة حب الحياة والتحرر من قيود السلطة الموروثة، إلى أن اجتاحت هذه البلاد موجة من انفلونزا التخلف وعلى رأسها مرض انفلونزا النقاب الذي تمت فيه استثمارات تجارية باهظة الثمن من قبل الوهابيين بغية نشر فكرهم الدموي المعادي للفطرة الإنسانية والذي يجعل من المرأة كيس مغلف بالكامل وكأنها مرتع للنفايات!!

إن تغليف المرأة هو أول علامات المسخ الحضاري والانسلاخ من رتبة الإنسان إلى قائمة الأشياء الجامدة التي لاتتحرك ولاتملك عقل ولا إحساس
ان المنهج السلفي ، الوهابي ، الإخونجي ،الداعشي ،سميه ماشئت لأنهم نفس الهدف والمشروع وان اختلفوا في طريقة التعاطي مع الناس والظهور بمظاهر مختلفة
كل هذه التكتلات تسعى لفرض رؤيتها الضيقة عبر التسلق جدران الوهم والركوب على الشعارات الدينية وأنهم يمثلون الواجهة الحقيقة للدين وان هذا الزي هو أداة للعفة ومرتع للطهارة والنقاء ، لهذا التصور يتم عزل كل من يختلف مع هذا البرنامج المتوتر الذي من شدة تطرف أصحابه أن التجييش والشيطنة هما ردة الفعل ضد أي قوة صوتية أو فعلية تعارض هذا النمط السطحي من الأفكار المريضة
إذن الهدف هو حشر المجتمع في زاوية ضيقة جدا ، وتحويل الجميع إلى قطعان مطيعة عملها هو أن تلغي دور العقل وتطبق كل مايطلب منها سواء كان نكاح أو ذبح أو قتل أو انتقام أو تفجير. ...الخ

إذن هي خلايا سرطانية تتمدد في اللحظة المناسبة وغير المناسبة وتستعمل أشهر وأكثر الأسلحة فتكا إلا وهو "استغلال الدين" ..
تكمن خطورة "النقاب" الآن من ناحية الأمن العام أي أنه يمكن لأي شخص "رجل أو امرأة" أن يرتدي ذلك الزي المخيف ويقوم بعملية إرهابية أو تفجير انتحاري ، كما يمكن أن يسطوا على محل أو يسرق في أماكن عامة ..الخ ذلك من الجرائم والحوادث الفظيعة، إذن المشكلة أن هذا الزي يخفي هوية صاحبه وهذا في حد ذاته تهديد لسلامة الناس وخاصة الأجانب ، والقول أن النقاب حرية شخصية ، مثل القول أن قتل من يختلف معك هو حرية شخصية ، مبدأ الحرية ينطلق من أن الجميع له الحق فيما يرى دون أن يلحق الضرر بغيره ، وهذا عكس مايجسده النقاب ، ولهذا نرى كثير من الدول حظرت استخدامه في الأماكن العامة ولفت انتباهي أن الحكومة الموريتانية درست مشروعا في هذا الصدد وستطبقه قريبا حسب ماوصلني، النقاب يكون حرية شخصية في بيتك فقط غير ذلك يصنف مظهر إرهابي
رغم أن الكثيرون هنا لا يدركون حقيقة ان الملابس والأزياء ترجع بالأساس لطبيعة المجتمع وثقافته وعاداته وهي التي تتمحور حولها الطقوس والينابيع المقدسة
فمثلا "النقاب" زي صحراوي بدوي مفتعل عرف به سكان الجزيرة العربية ، والغرض منه سياسي " كما صرح بذلك ولي العهد محمد بن سلمان لإحدى الصحف الأمريكية طلبت منا الولايات المتحدة أن ننشر الوهابية في العالم كي يكون هناك توازي يقاوم الشيوعية الآتية من الاتحاد السوفيتي" ، وبغض النظر عن صحة ذلك من عدمه كما سيعترض المتدينون عليه ، لكن ماذا تقولون في تنظيم القاعدة وطالبان وجبهة النصرة وبوكو حرام والشباب المجاهدين وغيرهم من الجماعات المسلحة المتشددة اليسوا نماذج حية من خريجي المدارس السلفية الوهابية !!

وغير بعيد من ذلك الحجاب أيضا هو نسخة من الأفكار المعلبة التي جاء بها تنظيم الإخوان المجرمين، فلم نسمع عن حجاب في فترة ماقبل تمكن فكرهم في مصر ، حتى في بدايات القرن الماضي تجد بعض رجال الدين من المؤسسة الأزهرية المعروفة بتحجرها اليوم وعدائها للحداثيين والخط التنويري كانت بنات بعض شيوخ هذه الهيئة لايرتدين لا حجاب ولا أي شيئ مماثل...
إذن هي لعبة تم تمريرها من منطلق ديني آيديولوجي جيوسياسي لخدمة أجندة معينة ، رغم أن الحجاب اليوم أصبح ركن مقدس عند الغالبية في مايسمى بالعالم العربي إلا أنه في الأصل مجرد عادة ، هذا لايعني اني
ضد من ترتديه ، لا بل احترم من ترتديه ومن لاترتديه وحتى المنقبة احترمها أن التزمت بنقابها في منزلها، لكن يجب تصحيح بعض المغالطات الشائعة :
فقد اصبح الحجاب رمزا للأخلاق وهذا يضعنا امام مشكلة كبيرة جدا ، فهذا يفسر أن غير المحجبة بلا أخلاق!!
وهذا ظلم لفئة معتبرة من النساء في مجتمعاتنا بما فيها المجتمع الموريتاني " الذي فيه مكون يلبس اللباس العصري حيث المرأة غير ملزمة بتغطية شعرها" ، وكيف لقطعة طولها أقل من نصف متر أن تحدد شرف أو أخلاق الناس!!

هل هذه سطحية! !
هل هذا تلاعب !!
هل هذا غباء!
هل هذا جهل !
الحقيقة أن هذا أعمق من ذلك وهو تجذر بكتيريا النفاق والتدين الشكلي في مجتمعاتنا فأصبح التعليب هو المعيار ولايهم نوع المنتج ولاقيمته !!
حتى حين ننظر بموضوعية نجد أن كل مجتمع يطلق مصطلح الحجاب على ما يوافقه ، فمثلا في موريتانيا هناك زي تقليدي ومع ذلك يصفونه بأنه حجاب رغم أنه ليس كذلك ، ولنكن واقعيين عندما نحسب هذه الدول التي توجد بها ازياء تقليدية معروفة، موريتانيا، السودان، الصومال "الملحفة" _دول الخليج "العباءة" ، باقي الدول فيما يطلقون عليه العالم العربي تقريبا فيها نساء كثر غير محجبات بل يرتدين القصير وغيره من الملابس العصرية ومع ذلك متفوقات معرفيا واقتصاديا في حين نلاحظ أن مؤشر سوق الحجاب يرتفع في الدول التي يسيطر عليها الإخونج مثل العراق ، والسودان والأردن ومصر "مع أن موجة التحجب تراجعت بعد اعلانهم جماعة محظورة من طرف النظام الحاكم في مصر " ، فيما زادت نسبة المحجبات نسبيا في تونس " مع صعود النهضة مع أن بعض البرلمانيات في حزب النهضة غير محجبات ليوضح لكم نفاقهم وتلونهم وبحثهم عن مصالحهم بأي طريقة يرونها تفتح الباب نحو الكرسي..

طبعا هناك زي تقليدي شبه موحد لشعوب شمال أفريقيا "الزي الأمازيغي" الذي يبرز الثقافة الأمازيغية وتناغمها مع الوجود لكنه غالبا يستخدم في المناسبات الاجتماعية أو غيرها...
مشكلة النقاب والحجاب ليس في ما ذكرنا آنفا فقط بل هناك عامل أساسي وهو مازاد من شعبيتهم وهو الأكراه والضغط المستمر بل احيانا يتم ربطه بمستقبل الفتاة أو حياتها أما أن تكون محجبة أو تقتل ، أو تكون محجبة كي تتزوج أو تكون محجبة كي تلقى دعم مالي ...الخ ، إذا هي حرب نفسية داخلية وصراع وجداني بين الحرية والعبودية ، لهذا ليست معركة سهلة إلا إذا كان من يخوضها مستقل ماديا وفكريا ..

أيضا من الأمراض الخطيرة والمنتشرة اليوم في مجتمعاتنا :
التهاب الكبد الوبائي "بدرجاته المختلفة" والفشل الكلوي وكذلك نقص المناعة المكتسبة وبعض السرطانات بمختلف أشكالها :
اذ تفيد الاحصائيات الواردة من وزارة الصحة وبعض المنظمات الأخرى أن ثلث شعبنا مصاب بفيروس الكبد الوبائي وربع شعبنا مصاب بالقصور الكلوي وربع شعبنا مصاب بالسرطان والسيدا في تزايد ، رغم كل الجهود المبذولة من توعية وعلاجات ودراسات ولقاحات وعزل وحجز ..الخ
لا زال كل هذا دون المستوى المطلوب
مابالك حين تصدر فتاوى تدعوا لتجهييل المرأة!!
حيث يزيد ذلك نسبة جهل الأمهات اللواتي يربين الأجيال وهكذا يعم التخلف والخراب ..
مابالك أيضا حين تصدر فتاوى بتحريم التأمين الصحي الذي يغطي نسبة 90 من قطاع الصحة في موريتانيا بما فيه فرع الشؤون الاجتماعية الذي يتكفل بالضعفاء والمحتاجين في المستشفى ويجري لهم عمليات وأشعة ويشتري لهم الأدوية ويجري لهم فحوصات. ..الخ
كل هذه الخدمات الصحية الضرورية ستصبح حرام وممنوعة وعلى المريض أن يموت فذلك قدره فقط لأن كائن ملتحي صرح بذلك تحت تأثير الحشيش الشرعي ، أو المواقف النفعية التي تزوده بالمال كمرتزق يعمل ليبث افرازاته النتنة في عقول عامة الناس ، لكن هنا احمل الدولة مسؤولة الوقوف في وجه دعاة الدعشنة والفكر الجرثومي الذين باتوا على مقربة من إعلان موريتانيا إمارة داعشية، لكني على يقين أن الجيش الموريتاني وقواتنا المسلحة ستقف بالمرصاد لكل من يسعى لنشر الإرهاب عن طريق السلاح ، لكن الفكر يتحول إلى واقع وهنا على الحكومة أن تعي جدا خطورة الوضع وتوقف هذه الهمجية التي أصبحت لاتطاق، سيقول البعض أن الحكومة تتعاطى مع المتعصبين وتدعمهم من أجل الهاء الرأي العام هذا قد نقبله في حالة كانت الفتوى صدرت من فقيه موالي للنظام فيما يتعلق بهذه الفتاوى القروسطية هي من مصدر بدائي ومحرض ومعروف منهجه الداعي للعنف ضد الدولة لذا لانقاش في ذلك.



#حبيب_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن في دولة أم حظيرة فتاوى! !
- المافيا القبلية والمنطق الطائفي ينسفان قيم الدولة
- هل أضحت موريتانيا بلاد المليون مغتصب ! !
- معركة الكشف قبل الزواج
- فوبيا الحب
- البدو والدراما التركية وأشياء أخرى
- التعليم في عالم الرمال
- شبح المأمورية الثالثة
- ظاهرة السمنة
- وباء الشعوذة


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب محمد - انفلونزا النقاب وأمراض أخرى