أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - ماذا يعني أن نكون مناضلين اليوم؟














المزيد.....

ماذا يعني أن نكون مناضلين اليوم؟


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الوقائع والأحداث والمؤشرات منذ عدة سنوات تساءل تآكل الممارسات النضالية القديمة، بل تساءل حتى الالتزام السياسي أمام وفرة وحيوية العديد من الشرائح والفئات الاجتماعية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. فهل نحن أمام أكبر تجديد لطرق المشاركة والتواجد في الفضاءات العمومية ومحو أشكال النضال العتيقة؟ عن هذا التجديد وعن هذا التنوع في الممارسات والتطبيقات أريد أن أتحدث.

في الواقع، ربما أصبح النضال في ومن خلال الانخراط في الفضاءات العمومية هو السائد، بعد أن كان يحدده الانخراط المسبق في الحزب والنقابة من منطلق أيديولوجي معين. وهذا تحول جذري يجب أخذه بعين الاعتبار.

فبعدما ضعفت مجتمعات التنشئة السياسة، أصبح النضال تحدده وضعية الناس الاجتماعية وليس أفكارهم الايديولوجية من خلال الانخراط في تنظيم قائم الذات.

من جهة أخرى، إننا اليوم أمام تحول وطني وعالمي، مجتمعي وديموغرافي، يمكننا تقييمه من حيث التشدد في التعامل مع الواقع الذي ينتجه وليس بالضرورة من خلال توجه نضالي تصبح طريقة العمل والتفكير فيه مركزية، وتتحول الممارسة النضالية إلى ممارسة لا يتحكم فيها الانتماء المسبق.

النضال اليوم، لا يمر بالضرورة عبر الأيديولوجية، أو ربما بدون الائتمان لها. النضال اليوم، تحكمه جاذبية الواقع الاجتماعي وليس المجال السياسي. الحدود باتت سهلة الاختراق وتفرق بين الالتزام العمومي والالتزام السياسي. فالتطوع الجمعوي والسياسي أصبح متجاوزا، ويفتح أمامنا إشكالات جديدة تهم المشاركة العمومية.

إن الوضعية باتت جد معقدة، وواهم من يعتقد أن الأمور لا زالت تسير بالمنطق السابق. فلا منظور التحولات الاجتماعية الراديكالية العميقة، ولا الممارسة الجماعية للفعل قادران على تحديد معايير محددات مفهوم النضال اليوم. فبعض الممارسات التطوعية أصبحت فعل نضالي متميز ومميز، في الوقت الذي كان يتم تصنيفها سابقا في خانة العمل الخيري الاحساني والاجتماعي (حالة المرضى، المهاجرين، المعطلين، ضحايا العمل الجنسي، وحالة ال "بدون مأوى"، الخ)، وهي الآن تحصد الاعتراف العمومي والرسمي.

إن أشكال الفعل كما تظهر في الفضاء العام، وأحيانا بقوة، لا يمكن أن تحجب المحافظة على أشكال الفعل القديمة. فهناك محاولات متعددة للعديد من الحركات التي "تحتل" الفضاء العمومي، في الوقت الذي أصبحت فيه المقرات الحزبية والنقابية والجمعوية فارغة من مناضليها.

هذه الحركات، أصحنا نسميها اليوم بالحركات الاجتماعية الجديدة، بالإضافة إلى حركات أخرى ذات طابع جهوي، إقليمي، إيكولوجي، شبابي ونسائي، وحقوقي، مثلا.

اذن هناك أشكال جديدة ومتنوعة للفعل الاجتماعي ول"احتلال" الفضاء العمومي (بما فيها النضال في العالم الافتراضي)، بعيدة كل البعد عن الفعل السياسي الحزبي أو النقابي الكلاسيكي. وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار، وأخذ العبر منه .

إن حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل، أسست وخرجت من رحم هذا التحول للتفكير في أشكال جديدة للفعل والعمل، جماعية ومجموعاتية وفردية. ما يهمنا هو كيف يناضلون الناس اليوم قبل أن نهتم بما يحركهم. نحن نعلم جيدا أن الفعل النضالي يجب أن يحقق نتائج ملموسة على المدى القريب، وان هذا الفعل يجب أن يكون له صدى عمومي، حتى يتبناه الفاعل السياسي في مستوى من المستويات. لكننا على وعي تام أن هناك فاعلين ليس لهم أي صوت في الفضاء السياسي، هؤلاء يجب التفكير فيهم كذلك.

إننا نناضل اليوم في عالم غير مستقر وغير واضح المعالم، وهو ما أجج فقدان الثقة في الأحزاب السياسية وفي النقابات وجمعيات المجتمع المدني، بفعل تذبذبها وغموضها، وبسبب تخليها عن جزء كبير من أهدافها، ألا وهو النضال الأخلاقي. فكل الدراسات والاحصائيات تثبت فقدانها للقاعدة البشرية والشعبية وابتعاد الناس عنها، في حين نجد إطارات جمعوية واجتماعية متجذرة داخل الأحياء السكنية، ومتواجدة في القرى والمداشير والمدن الصغرى والمتوسطة، وتقدم خدمات مباشرة للساكنة.

إن ذوي الحقوق لم يعد لهم نفس النضال الطويل المدى، ولم يعودوا يثقون في المستقبل، يريدون من يحقق أمالهم وتطلعاتهم اليوم قبل الغد. وهذا هو الباب الذي اقتحمه الخطاب الشعبوي ليدغدغ عواطف الناس ويسكن عظامهم. بالإضافة الى عامل التردد كسمة تلازم الكثيرين في كل مراحل حياتهم، وخاصة لدى فئة الشباب والنساء بسبب البطالة والهشاشة والاستبعاد الاجتماعي وعدم الانصاف والمناصفة. كذلك بالنسبة للهويات الجماعية والفردية، التي أصبحت غير مطمئنة على مستقبلها بسبب الأعطاب الحاصلة في "المصعد الاجتماعي".



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل..بيان الهيئة التأسيسية
- دفاعا عن الحق في الثروة
- لماذا حركة قادمون وقادرون؟
- للذاكرة والتاريخ..جزء من حصيلتنا المتواضعة
- للذاكرة والتاريخ: جزء من حصيلتنا المتواضعة برسم 2018
- قادمون وقادرون: تنظيم مدني بطعم نضالي سياسي
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل
- فاس: ندوة وطنية تشرح مفهوم العلمانية والمواطنة وتقدم تجارب م ...
- بلاغ حركة قادمون و قادرون- الهيئة التعليمية لتاونات المستقبل ...
- حركة قادمون وقادرون تعطي انطلاقة سينما المواطن من خريبكة
- اعلان مكناس- المغرب
- الهامش والتهميش وحرق العلم الوطني
- حركة قادمون وقادرون مغرب المستقبل: بيان إلى الرأي العام الوط ...
- من أجل نقاش هادئ حول الامازيغية
- انتهاء تاريخ صلاحية- الفاعل..
- حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل: لا للاحتلال الاسباني لش ...
- الكلام المرصع
- علاقة الفكر بالواقع عند حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- المريزق يدعو لفتح الحوار مع حزب العدالة والتنمية بالمغرب
- ماذا نريد؟


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - ماذا يعني أن نكون مناضلين اليوم؟