أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الخفاجي - سقطات ترامب .. انسحاب مفاجئ يقلب موازين التحالفات ويعيد العراق الى المواجهة من جديد














المزيد.....

سقطات ترامب .. انسحاب مفاجئ يقلب موازين التحالفات ويعيد العراق الى المواجهة من جديد


خالد الخفاجي
(Khalid Al Khafaji)


الحوار المتمدن-العدد: 6095 - 2018 / 12 / 26 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل قرار الرئيس ترامب بسحب اكثر من (2000) عنصرا من القوات الخاصة الامريكية من شمال شرقي سوريا ضربة قاصمة لحلفاءها السوريين بشكل عام وقوات سوريا الديمقراطية الكردية بشكل خاص الى الدرجة التي وصف فيها قادتها الانسحاب بانه خيانة وطعنة في الظهر، وبدا ان خارطة الصراع الاقليمي سيعاد رسمها من جديد على ضوء الفرص والتحديات المتوقعة.

لقد أدى الانعكاس المفاجئ لسياسة الولايات المتحدة بانهاء تواجدها العسكري المحدود في مساحة صغيرة بالغة الاهمية شرق الفرات إلى إثارة حنق حلفاءها من الاكراد, الذين عولوا على موقف الرئيس الامريكي في اتخاذ موقف صارم تجاه التحالف الذي تقوده روسيا اولا, ثم كبح جماح الرئيس التركي "اردوغان" الذي تستعد قواته لاقتحام المنطقة ثانيا, وبدلاً من ذلك، يأتي قرار الانسحاب ليفتح الباب واسعا للمزيد من توسع الجيش السوري وحلفاءه على الارض، ويعزز المخاوف الامريكية من نجاح ايران بإقامة ممر بري يوصلها بالبحر المتوسط وزيادة قدرتها على تحدي إسرائيل بشكل مباشر, كما انه يلقي بظلال من الشك في قدرة واشنطن من الحفاظ على تعهداتها تجاه حلفاء آخرين في المنطقة, ويمكن أن يدفع الكثير منهم الاتجاه الى الغريم الروسي الذي سيملأ الفراغ الذي تخلفه الولايات المتحدة ويعزز قواعده الجوية والبحرية في طرطوس واللاذقية وزيادة قدراته على نشر القوات العسكرية في غرب المتوسط.

لقد توصل الأمريكيون إلى استنتاج مفاده أنهم لن يستطيعوا ممارسة السلطة المطلقة في العراق وسوريا دون الاصطدام المباشر مع تركيا ثاني اكبر قوة عسكرية في حلف الناتو والحليف الاقوى, والتي بدأت بالانسلاخ التدريجي والاقتراب اكثر من الروس, او بايران وحلفاءها من الفصائل العراقية المسلحة, ومن هنا فانها ستفقد التأثير الأكثر اهمية من انتشار اكثر من (2130) عنصرا من القوات الخاصة شرق الفرات يوفرون الدعم والاسناد الجوي لقوات سوريا الديمقراطية والعمل كحاجز ضد التوسع الإيراني في سوريا، في وقت يعزز الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على المناطق الخاضعة لنفوذ المعارضين.

اسرائيل لم تخفي مخاوفها من الانسحاب وفقدان منطقة خارج سيطرة السلطة الشرعية السورية ومنها يتم دعم الاكراد في ثلاث دول متجاورة, بل انها ابدت مخاوف جدية من انسحاب القوات الامريكية ايضا من قاعدة "التنف" الواقعة على الحدود العراقية- السورية والقريبة من الحدود الاردنية وما يشكله هذا الانسحاب من فرصة مغرية لسيطرة حلفاء ايران في العراق على المعبر الحدودي في هذه المنطقة, وبالتالي ستحصل ايران على أقصر طريق بري يربط بين طهران والعاصمة السورية دمشق، طريق يمكن أن تستخدمه إيران لاستمرار تدفق السلاح والعتاد لدعم الجيش السوري وتعزيز ترسانة حزب الله المتنامية في لبنان, ورغم عدم تأكيد او نفي الادارة الامريكية الانسحاب من قاعدة "التنف" التي ينتشر فيها "250" عنصرا من القوات الخاصة الامريكية الى جانب وحدة قتالية مدربة تدريبا جيدا من الجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي, الا ان تبليغا طلب من المنشقين الاستعداد للانسحاب الامريكي دون تحديد موعد لهذا الانسحاب.
وهذا الانسحاب اذا ما تم فانه سيحتم على اسرائيل ان تكون وحيدة في مواجهة اعادة رسم خارطة التواجد الايراني في سوريا.

ولكن .. إيران اقتربت بالفعل من استعادة منفذ حدودي بري آخر يربط بين ايران ولبنان عبر العراق وسوريا من خلال المعبر الحدودي العراقي السوري في مدينة البوكمال السورية المحاذية لبلدة القائم العراقية, وهذا الموقع هو مفترق طرق للصراع الجيوسياسي, حيث يتقاتل للسيطرة عليه كل من الحكومة السورية وتنظيم "داعش" الارهابي وقوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات الحشد الشعبي المدعومة من ايران, وقبل عام كان هناك سباقا محموما بين هذه القوى للسيطرة على المعبر عندما فكر الجيش السوري في استعادته, وافشلت الولايات المتحدة العمليات العسكرية التي قام بها الجيش السوري, ومع سحب الولايات المتحدة لقواتها من الحدود السورية، فان شعور اسرائيل بالقلق يتضاعف فيما اذا قررت امريكا سحب قواتها من العراق ايضا والذي ينتشر فيه حوالي 5200 جندي أميركي ويقدم معظمهم التدريب والمشورة والدعم للجيش العراقي، والحد من نفوذ ايران وحلفاءها في العراق.
وحيث المنطق يفرض علينا القول "إذا كانت الولايات المتحدة هزمت داعش في سوريا وبدأت الانسحاب، فإن داعش انهزم في العراق ويجب عليهم الانسحاب منه ايضا".

وازاء هذه المخاوف, ستبذل اسرائيل جهدها لعرقلة الانسحاب الأمريكي من العراق، خاصة من الحدود العراقية – السورية لضمان عدم تمدد النفوذ الايراني، حيث مازالت القوات الامريكية تحتفظ بقاعدة في الجانب السوري من الحدود في البوكمال تعمل كرادع لمنع تواصل إيران وحلفاءها عبر الحدود منذ ان غادرها الجيش السوري، في حين تمارس القوات الامريكية دورا اكبر في السيطرة على الحدود من الجانب العراقي من خلال قواتها المتمركزة في قاعدة "عين الاسد" وهناك معلومات مؤكدة بان الجيش الأمريكي يبني قاعدة جديدة على الخط الذي يفصل الأنبار عن محافظة نينوى المجاورة, وستتمركز القوات الامريكية على بعد 30 كيلومترا شمال نهر الفرات قريبا من الحدود السورية, هذه القاعدة الجديدة ستوفر الدعم للفرقة الذهبية العراقية المقرر نشرها على الحدود السورية.

ولعل تلويح قادة قوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب من مواجهة داعش في دير الزور بذريعة الاستعداد لمواجهة القوات التركية وعدم مقدرتهم على الاحتفاظ بمئات المعتقلين من التنظيم الارهابي هو تلويح وارد التطبيق لاعادة نفوذ داعش وتمكينه مجددا من السيطرة على الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا, ويأخذ التنظيم دور القوات الامريكية في قطع الطريق امام التمدد الايراني, وسيبرع الامريكان في ضرب المتصدين لهم بنيرانهم الصديقة.



#خالد_الخفاجي (هاشتاغ)       Khalid_Al_Khafaji#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريتن وودز ... خفايا صناعة المديونية والفساد وتقويض الديمقرا ...
- العراق ... اغتيالات وقتل, ودولة عاجزة عن حماية مواطنيها
- مشاكل عمالية يراد لها حل


المزيد.....




- لقاء موسع حول التحديات المناخية نظّمته لجنة الإيكولوجيا بشرا ...
- نبيل بنعبد الله يستقبل السيد أنيس سويدان مدير دائرة العلاقات ...
- تريدانها هشَّة.. سوريا تدفع ثمن مخالفتها توقعات واشنطن وتل أ ...
- غوتيريش يدين الغارات الإسرائيلية على سوريا
- من يقف وراء العنف في كينيا؟
- كيف تقضي يوما بإحدى أجمل مناطق الريف الهولندي؟
- القصف الإسرائيلي يخلف دمارا واسعا بمبنى هيئة الأركان وسط دمش ...
- أحمد سعد يصدر الجزء الأول من ألبوم -بيستهبل-.. و-تاني- مع رو ...
- الحكومة السورية تعلن انسحاب قوات الجيش من السويداء
- أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الخفاجي - سقطات ترامب .. انسحاب مفاجئ يقلب موازين التحالفات ويعيد العراق الى المواجهة من جديد