|
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (8)
كريم عزيزي
الحوار المتمدن-العدد: 6085 - 2018 / 12 / 16 - 21:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن الإلحاد يجيب سدنة الأديان أنه "ردة فعل" عن الممارسات الغير مقبولة لبعض من لم يفهموا الدين الصحيح، داعش وممارساتها كمثال وأيضا تحجّر الأرثودوكسية المصرية وعمالتها للسلطة الحاكمة هناك، وحتى إسرائيل كدولة يزعمون أنها "صهيونية" لا تمثل اليهودية "الحقة" رغم أن التوراة قالتها صريحة أن تلك الأرض أعطاها يهوه لشعبه المختار المزعوم وقد وافقها القرآن في ادعائها. الإلحاد إذن عند هذا العالَم البائس الكاذب المنافق القذر ليس عقول بشر تحركت فوجدت أن الأديان مجرد تفاهات لا تصلح للحياة الكريمة بل هو "ردة فعل" على أخطاء المنتسبين لعقائد الحقيقة المطلقة! أي لو لم يوجد هؤلاء المهرطقون الذين ضلوا عن الطريق الإلهي ما وُجد إلحاد، وهو قول يبخّس عقول أولئك البشر الذين فكروا فاكتشفوا ما غاب عن مجتمعاتهم وخرجوا من قطعانها التي لا تزال تساق إلى اليوم تماما كما تساق الأغنام بثقافةِ جماعةٍ قبليةٍ بدويةٍ لا تثير عند العقول السليمة غير العجب والاشمئزاز والقرف.
في شمالنا الأفريقي، مثله مثل الشرق، تعزف الأيديولوجيا العروبية على نفس الوتر زاعمة أن الوعي الهوياتي الذي يتنامى كل يوم أكثر ليس إلا ردا على سياسة القوميين العرب الإقصائية للهويات "الفرعية"؛ أي الهوية العربية الأجنبية هي "الأصل" و "الأغلبية" أما "الهويات" الأخرى فهي "فرعية" و "أقلية"، وتُواصِل العروبية أكاذيبها بالقول أن الحل هو إرساء نظام علماني وثقافة المواطنة حيث يحفظ لكل "المواطنين!" حقوقهم بالتساوي دون تمييز وبذلك ستغيب هذه "الدعوات الهدامة" المدعومة من الغرب، أي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تدّعي العروبية أن هؤلاء الذين خرجوا من أوهامها "عملاء" للأجنبي و "خونة" للأوطان وهذه الأوطان المزعومة تكون فيها هذه العروبية "الأصل" و "الأغلبية":
بالمقارنة مع مثال الإلحاد، نجد أن سدنة هياكل الوهم يصفون من خرج عنهم بالكفر والهرطقة وهي تُهم تعني قطع الرأس، أما العروبية فتهمتها الخيانة والعمالة للأجنبي وهي أيضا تهم جزاؤها قطع الرأس: من سيقود شمال افريقيا إلى العزة والكرامة؟ إذا كنت لم تفهم إلى الآن أن قادة مسيرة التغيير هم (حصرا) من اكتشفوا وهم عروبة شعوبنا أولا ومن عرفوا حقيقة الإسلام ثانيا، فأنت في ورطة كبيرة: لا تزال مخدوعا وحان الوقت لتستيقظ! أنصحك بأن تبدأ بكنس أوحال أسطورة العلمانية التي تسمعها من العروبيين الذين يسيطرون على كل شيء في بلدك، الأيديولوجيا الاستعمارية التي سرقت تاريخنا منذ القرن السابع إلى اليوم لا يمكن بأي حال أن تُعلّمنا شيئا أو أن نأخذ منها شيئا، الأيديولوجيا التي سرقت شعوبنا وجنّدتها لمشاريعها ومصالحها والتي تتّهم الشرفاء منا بالعمالة للأجنبي وبخيانة الأوطان الوهمية التي صنعتها لا أظنها أهلا إلا لأن تُرجع لصحرائها لا لأن تخطب فينا وتعلّمنا المبادئ والأخلاق التي لم تكن يوما منها في شيء وكيف يكون لمن بَنى وجوده برمته على الكذب والتزييف والإرهاب أخلاقا!؟ ما تقرأه لي ليس "شاذا" أو "غريبا" ولست أول من يقوله، بل قاله شرفاؤنا منذ عصور وفي موقع الحوار يقال لك منذ أن وُجد، الفرق الوحيد أنه عندي يقال "مباشرة" عكس الآخرين الذين لم يستطيعوا قوله لأن السيف الإرهابي العروبي الإسلامي مسلّط على رقابهم لكنهم قالوه وبوضوح شديد لا يغيب إلا على المغيبين، لن أذكر أمثلة عن هؤلاء الآن سيأتي ذلك في المستقبل، ولتعلم وليعلموا أني أعيد كثير الفضل إلى كتاباتهم وحواراتهم التي وضّحت لي الكثير من الأمور التي لم يكن بمقدوري الوصول إليها بمفردي لعدم توفر الوقت أولا لأبحث وحدي وثانيا وهذا الأهم لأن العلوم الإنسانية -وعلى رأسها التاريخ- ليست من اختصاصي.
لكن!
وكرد على أكذوبة العروبية أن الوعي الهوياتي هو ردة فعل على اضطهاد القوميين العرب أقول أن اكتشاف الوهم العروبي في خطوطه العريضة بالنسبة لي جاء من تفكير شخصي بل أجزم أن جيناتي الأمازيغية التي ورثتها عن أبطالنا العظام من ماسنسن إلى يوغرطن إلى تيهيا وأكسيل حتى علي بن غذاهم قد أيقظتني وأنا في بلد لم أسمع فيه قط بشيء غير العرب والعروبة بل حتى لفظ "أمازيغ" لم أسمعه أصلا لا في إعلام ولا في شارع ولا في مدرسة ولا كلية، قد ذكرت في كتابة سابقة أني وأنا طفل صغير في الثمانينات كنت أرفض وجود الفلسطينيين في بلدي بعد أن شاهدت بأم عيني الخراب الذي خلفته إسرائيل بعد غارتها على حمام الشط: لا أجد أي تفسير لموقفي لأنه يصعب أن يقول ذلك طفل صغير عائلته مقربة جدا من الفلسطينيين الفتحاويين وتجمعها بهم علاقات مباشرة بل أحد هؤلاء الفتحاويين إلى لحظة كتابة هذه السطور لا يزال يعتبر أخا أكبر لكل إخوتي وصوره على جدران كل منازلنا، من المفروض أن تلك الغارة التي اختلطت فيها دماؤنا كانت ستوحدنا أكثر وتجعل قضيتهم قضيتنا لكن ذلك لم يحصل معي وأنا طفل صغير. تواصل الأمر كما هو حتى سنة الباكالوريا حيث كنت أقارن اختباراتنا مع كندا وفرنسا وبلجيكا وكنت أتعجب لسهولتها مقارنة بنا في مواد الرياضيات الفيزياء-كيمياء والعلوم التجريبية، في الكلية كنت أقارن مستوانا بالفرنسيين فلا أجد أي فرق باستثناء أنهم يملكون تقنيات أحسن منا فقط بل وحتى بتقنياتهم المتطورة نستطيع أن نقدّم نفس الجودة بل وفي كثير من الأحيان أحسن منهم، تزامن ذلك مع ألم كبير كنت أحس به وأنا أرى الكثير من أفراد عائلتي يغادرون لفرنسا وكندا وأمريكا دون عودة، احترامي للغرب كان كبيرا لكني لم أقبل يوما بأن يأخذ منا أحسن ما عندنا فيقوى بهم أكثر ونزيد ضعفا على ضعفنا. أعود للفلسطينيين والعروبة لأقول أني كنت لا أقبل المزاح والسخرية من الليبيين والجزائريين والمراركة وكنت لا أهتم لذلك مع غيرهم، أذكر جيدا أننا في الجامعة وكان معنا مراركة كان الجميع يسخر من لغتهم ويرى أن لغتنا "أسلم" و "أرقى" و "أقرب" إلى العربية وفينا من كان يفهمهم بصعوبة عندما كانوا يتكلمون بسرعة عكسي حيث كانوا مقربين مني إلى درجة أن أطلق عليّ لقب "المرّوكي" وكان بعضهم يتهكم عليّ ويقول "فلتذهب للعيش في المغرب ولتمضي حياتك مقبّلا لأيادي أصحاب الجلالة والسمو"، الغريب أنه كان معنا طالب فلسطيني كان مقربا من الجميع عكسي حيث لم أهضمه يوما؛ كان يرتدي دوما الشاش وبعض الأحيان يتكلم عن شعبه وكنت أراه مجرد منافق إذ كان ابن سفير يعيش بذخا رهيبا: المرسيدس والشاش لم يركبا يوما عندي! أما قضيته فكنت أراه يستعملها فقط ليجد قبولا بين الطلبة، كنت أعلم جيدا -ومنذ صغري- عن الأموال الكبيرة التي يجنيها الفتحاويون علما أن الكثيرين منهم لا يقومون بأي عمل "نضالي" حقيقي وكنت أراهم يسرقون الأموال التي تأتي للمنظمة والتي من المفروض يجب أن تذهب للشعب على الأرض لا لأولئك الذين لا يقومون بأي شيء غير الكلام في المنتديات وإمضاء الأوراق في مكاتبهم الفاخرة.
أعود للجينات، فأقول أن الأمثلة التي قيلت وغيرها الكثير وكلها عندما عدت إليها وجدتُ فيها النفور من الشرق والعكس مع الشمال أفارقة، أضيف مثالا آخر حدث وعمري 12 سنة مع طفل من أب ليبي وأم تونسية: كنا قرابة العشرة رفاق وضعناه في وسطنا وكان الجميع ينظر إليه وكأنه "قرد" أو "بيڤماي" ويقولون: "انظروا إنه ليبي"، يسأله أحدهم "واحد مع واحد كم يساوي؟"، والآخر يأمره "انهق انهق"! ومعنى ذلك أن الجميع كانوا يرونه كالحيوان غبيا وأحمقا لا يفقه شيئا (فقط) لأنه ليبي! كنت أنظر دون مشاركتهم في السخرية من الطفل المسكين الذي كان يبكي مرعوبا، بعد ذلك شرعوا في ضربه ووقتها حاولت أن أمنعهم لكن الأضخم فينا صرخ في وجهي فخفت والتزمت السكوت. حصل ذلك في بداية عطلة الصيف، وبعد تلك الواقعة لم أستطع مقاومة الرغبة في الذهاب إلى منزل ذلك الطفل بالرغم من رعبي من أصدقائي، المسكين منذ ذلك اليوم لم يغادر منزل جده من جهة الأم (أمه وأبوه يقطنان في ليبيا) وعندما ذهبت إلى ذلك المنزل كنت سعيدا برؤيته وسعادتي كانت أكثر بسعادته بقدومي، أمضيت معه أسبوعين نلعب معا خفية عن أصدقائي الذين يوم اكتشفوا الحقيقة هجروني وكانوا يسخرون مني ويصفونني بـ "الليبي"، بعد عودة ذلك الطفل إلى بلده عادت المياه إلى مجاريها مع أصدقائي الذين ظلوا لوقت طويل يطلقون عليّ صفة "الليبي" وفي عديد المرات عندما نكون ضجرين كانوا يضعونني وسطهم ويشرعون في الجري والدوران مشيرين بأصابعهم ضاحكين: "ليبي ليبي"!!! الطفل الليبي كانت عنده أخت عمرها تسع سنوات كانت في بعض الأحيان تلعب معنا، كنت أراها جميلة ويوم قالت لي أمها إذا أردتَ عندما تكبر وتكمل دراستك سأزوجها لك كانت سعادتي لا توصف، أذكر بعد أن عادوا لليبيا وعدت للعب مع أصدقائي قلت لواحد منهم القصة وطلبت منه ألا يُعلم الآخرين لكنه أعلمهم ليستعملوها للسخرية مني أكثر وليلصقوا بي أكثر صفة "الليبي" واستمرّ ذلك لسنوات. كنت أرفض تلك الصفة لأنها كانت "مسبة"! لكني كنت أحب ذلك الطفل وأخته وعائلته وخصوصا أمه التي أغدقت عليّ الهدايا وكانت تقبّلني عندما أصل لمنزلهم وتقبّلني عند مغادرتي، وعندما تكلمتُ مع أمي أذكر كما الآن أنها قالت -ردا على لطف أم الطفل الليبي معي- أن ذلك عادي لأنها تونسية(!) وأنها لا تقبل أن يتزوج ابنها بليبية(!): المغزى من كل هذا أن الجميع حولي بصغارهم وكبارهم كانوا عنصريين لكني لم أكن مثلهم، والقصة ليست "حبي" لتلك الطفلة لأني تعاطفت مع أخيها وذهبت إلى منزله دون أن أعلم أنّ عنده إخوة أصلا، بل لم أفكّر حتى في إمكانية أن تطردني أمه أو أبوه بما أني كنت مع من سخروا منه وضربوه، تلك الواقعة حصلت بعد غارة حمام الشط التي كنت بعدها أرفض وجود الفلسطينيين في بلدي و "من المفروض" أن يكون وقتها لا فرق بين الفلسطينيين والليبيين فالكل "غرباء"، ومع البيئة الموبوءة التي تربّيتُ فيها من المفروض أن أكون أول من يسخر ويضرب ذلك الطفل الليبي لكني كنت العكس تماما.
أعود إلى الجامعة حيث كان يصفني زملائي بـ "المرّوكي"، لأعطي مثالا آخر لم أجد له تفسيرا إلا يوم اكتشفت حقيقة الإسلام وعروبته: طالبة فلسطينية حاولت التقرب مني لكن رفضي كان قطعيا ودون أي سبب، فالطالبة كانت مميزة ومن الأجانب القلائل الذين لا يرسبون، لم تكن عندها مشكلة مع اللغة الفرنسية حيث عادة ما يرسب الفلسطينيون في السنوات الأولى لعدم تمكنهم من اللغة الفرنسية لغة التدريس، أضيف أن الطالبة كانت ليست جميلة فحسب بل آية في الجمال وكان كل الطلبة يتمنون أن تكون مجرد صديقة لهم، وقد رفضت أي صلة بها وخيرت طالبة مروكية لم يكن عندها شيء من جمال الفلسطينية إلى درجة أني صرت من أشذ من درس في تلك الجامعة، أصدقائي كانوا يتعجبون ولم يقبل منهم أحد تلك المروكية التي ومع الوقت وجدت أن علاقتها بي عزلتها عن كل الطلبة حيث لم تكن تتكلم إلا معي ومع بعض المراركة -وليس حتى كلهم!-، لم تستمرّ كذلك كثيرا حيث قررتْ أن تهجرني ليتحسن بعد ذلك قبولها من الآخرين حيث صار عندها كثير من الأصدقاء ذكورا وإناثا. القصة تظهر "عنصرية"، وبقيتها تؤكد هذه "العنصرية" حيث كانت عندي صديقة مقربة -تونسية- (سلامي الحار لها عندما تقرأ المقال) كانت صديقتها تلك الفلسطينية، بعد أن هجرتني المروكية اقترحت عليّ الفلسطينية من جديد لكني رفضتُ، وعندما سألتني هل لذلك علاقة بما حدث في صغري قلت لها ربما لكني لا أجد تفسيرا ولا أعلم لم أرفض أي علاقة بها وكأنها رجل!
تخيل أنك اختُطفت وأنت صغير من وطنك لتكبر في مكان آخر بعيد، تتكلم لغة غير لغة بلدك وثقافتك غير ثقافته حتى صرت منتميا إلى البلد الجديد ويظهر عليك أنك منه أكثر حتى من أهله الحقيقيين لكنك أمضيت عمرك كله تشعر بشيء ينقصك رغم أنك محاط بعائلة مثالية، بأصدقاء، حققتَ كل النجاحات لكن ذلك الشعور بالنقص ظل يلازمك ولا تجد له تفسيرا، والذي يزيد في حيرتك أنك مثلا لنقل صرتَ كنديا لكنك تحن إلى شمال افريقيا التي لا تعرف عنها -اليوم- إلا الجهل والتخلف والإرهاب؟ تخيل أنك لا ينقصك أي شيء لتحب ولتكون مع أرقى امرأة توجد على سطح الأرض، لكنك لم تهتم لأي أنثى منذ صغرك ولم تشعر بأي عاطفة تجاه العشرات اللاتي عرفت واللاتي لم ينقصهن أي شيء لتحب احداهن -لست مثليا بل أنت مغاير مليون في المائة- وفجأة ترى امرأة لا تصل إلى كعب إحداهن فتشعر بشيء غريب يحملك إليها ولا تعلم له أي تفسير لأنه ليس حبا لرفيقة ليس حبا لصديقة بل حب غريب يشل كل تفكيرك ويحملك على أن تفعل المستحيل فقط لترى تلك المرأة ولتكلمها كل يوم ..... قد يكون حبا "جنسيا" لكنك ستتعجّب من تأثيرها عليك وجاذبيتها بتلك القوة وبذلك العنف خصوصا وأنك عرفت من هن أجمل منها بكثير ولم تشعر بأي رغبة تجاههن ولن تستطيع تفسير أنك عندما تراها لا تستطيع تمالك نفسك عن تقبيلها وضمّها إليك ..... عندما تكتشف مستقبلا أنها أختك التي أخفاها عنها أبوك -من زوجة أولى أو من علاقة سرية- ستعلم أن تأثير جيناتك يستحيل عليك إنكاره. ربما تكون ممن يقولون بالحب من أول نظرة وهو خرافة فنّدتُها بقولي أنك عرفتَ من هنّ أجمل منها بكثير لكنك لم تشعر نحوهن بأي انجذاب بالرغم من أنهن يحملن كل ما تحب من مواصفات في المرأة، وهذا الحب من أول نظرة حقيقته "رغبة" و "جنس".
المثال المذكور ينطبق على كل "المحارم" كأب يكتشف ابنا مخفيا عنه أو بنت تكتشف أما أو أخا يكتشف أخا إلخ.
وأزعم
أنه ينطبق أيضا على حالي مع إخوتي الأمازيغ الليبية والمراركة دون أن أكون -وقتها- على علم بما حصل على شعوبنا من أسلمة وتعريب!
أما مع الطالبة الفلسطينية فلا أرى الذي حصل من منظور "عنصري" بل أراه أعمق من ذلك بكثير ونفس السياق -والذي بدأ منذ طفولتي- يعطي التفسير الذي أكيد سيرفضه أغلبكم.
ولمن سيتهمني بالعنصرية أقول أني بعد اكتشاف حقيقة الإسلام وعروبته بحثت عن تلك الفلسطينية التي لم تنقطع أخبارها عن صديقتي التونسية وبقيتا على اتصال، وحصل أن تكلمت معها مطولا اعتذرت لها عن رفضي لها أيام الجامعة فقبلتْ اعتذاري لكنها رفضتْ موقفي من قضية بلدها مرددة أقاويل الإسلاميين والعروبيين بحذافيرها.
أختم هذه الحلقة الثامنة بالقول أني عندما أقرأ قول أحدهم من مقال في موقع الحوار يقول: ((ان التسميات الايديولوجيه مثل تعبير الشرق الاوسط و شمالى افريقيا على سبيل المثال تسميات ايديولوجيه هدفها نزع الهوية العربية عن تلك البلدان .)) -وهو لم يشذ عن السائد-، أقول أنه آن الأوان ليستيقظ الأفارقة فقد مللنا من هذا التزييف المفضوح الذي لا يمكن أن يتواصل، لاحظوا العجب كيف تصبح تسمية "شمال افريقيا" التي تصف بلداننا وانتماءها الجغرافي -ونحن لسنا في أمريكا أو أستراليا- "أيديولوجية"(!) ، التوصيف الجغرافي الذي يراه حتى الأعمى يسميه المُدّعي "تسميات أيديولوجية" أما "هويته العربية" الأجنبية علينا والمزيفة و "مغربه العربي" المزعوم فتسميات "واقعية" و "معقولة" لا كلام عليها(!)
انتهى زمن تجهيلنا والضحك على شعوبنا، والنضال الحقيقي سيستمر حتى نتحرر من كل الأوهام والأغلال التي سببت تخلفنا ولا تزال العقبة الأولى والأهم أمام تقدمنا، الطريق صعبة وطويلة نعلم ذلك لكن يكفينا الفخر أننا سنكون اللبنات التي سيبني علينا القادمون من الأحرار الذين لن يقبلوا بأي تبعية واستلاب لا لشرق ولا لغرب، عد إلى أوروبا يوم كانت تُحرق فيها النساء بتهمة السحر وضع نفسك مكان أولئك البشر واسأل من ذلك الزمن: "هل سيأتي يوم ويصبح هؤلاء المغيبون بشرا؟" ستعلم أن من ييأس أو يقبل بترهات البدو لا يستحق أن ينتسب لأرض الأفارقة وعقله مكبل بخزعبلات بدو نجد ومواليهم.
#كريم_عزيزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (7)
-
رسالة إلى أساتذة التاريخ (الشرفاء)
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (6)
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (5)
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (4)
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (3)
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا (2)
-
بين البدوية والرأسمالية والشيوعية ضاعت شعوبنا
-
الماركسيون والإسلام : نظرة سريعة
-
لماذا يتواصل تعثر نهضتنا ؟
المزيد.....
-
رئيس مجلس الشورى الاسلامي: لايمكن للاعداء ان يمسوا باستقلال
...
-
رئيس مجلس الشورى الاسلامي: بناء على تصريحات قائد الثورة لابد
...
-
بيربوك تعتبر هجوم 7 أكتوبر نقطة تحول لكل من اليهود والألمان
...
-
ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأقمار ا
...
-
نزلها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل
...
-
تفاصيل مخطط منسوب لإيران.. الهدف -يهودي- في اليونان
-
غزة.. الاحتلال يقتحم قرية مردا شمال سلفيت ويهدد أهلها
-
تعــرف على موعد انتهاء تسجيل الحج 1446 بالإمارات وخطوات التس
...
-
قائد بحرية حرس الثورة الاسلامية اللواء تنكسيري: نعد أنفسنا ل
...
-
قائد بحرية حرس الثورة الإسلامية اللواء تنكسيري: نحن من يرسي
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|