تغير الظرف الاجتماعي لابد ان يستتبعه تغير في التشريع

احمد المصري

الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 02:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

منذ أيام وانا أقرأ باهتمام مقالات ممثلي التيار الاسلامي ضد مساواة المرأة والرجل في الميراث، الشئ المشترك بينها انها تنطلق من مبدأ ان المرأة في الاسلام مُعالة سواء ابنه او اخت او زوجة او ام وبالتالي لماذا تتساوى تلك المرأة (المُعالة) مع الرجل (العائل) في الميراث والرجل هو من يتحمل عبئ الانفاق؟! .
هذا المنطق التشريعي -بالاستعانه بالتفسير والفهم الماركسي للتاريخ- شئ طبيعي، طبيعي ان يُسن التشريع طبقا للواقع والبيئة التي ظهر فيها الاسلام، فاذا نظرنا لمصادر الحصول على الموارد اللازمة للمعيشة في تلك البيئة نجد أولًا انها بيئة بها حروب وغزوات وصراعات وسفر طويل شاق، والحصول على الموارد فيها يتطلب أعمالا عضلية شاقة سواءًا كانت عن طريق غنائم الحرب أو عن طريق تلك الرحلات التجاريه الطويلة الشاقه الخ، فاحتكار الرجل للكسب من شأنه أن يجعل هذا التشريع يبدو مقبولًا .
لكن اما وان تغيرت الظروف الاجتماعية واحرزت البشرية تقدمًا في شتى ميادين المعرفة وظهر العلم ونتائجة التطبيقية (التكنولوجيا الحديثة) ليترتب على ذلك ظهور مهام وأعمال تستطيع المرأة القيام بها، واصبحت معظم الأعمال ليست متعلقه اصلا بالعمل البدني ولكن بالعمل العقلي، ورأينا المرأة عالمة ومهندسة وطبيبة ومحاسبة وفنانه الخ ... ولما اصبحت المرأة أكثر استقلالية من الناحية المادية طرأ ذلك على كافة جوانب حياتها واصبحت فيها أكثر استقلاليه ..
وهذا ليس تنظيرا، فمن الطبيعي اليوم ان الانفاق على الاسرة يقوم بيه الرجل والمرأة على حد سواء، بل ان هناك أسر كثيرة تكون المرأة فيها هي المسئولة عن الانفاق وذلك لعلة موت الزوج او لعلة عدم حصوله على فرصة عمل ...
نخلص من تلك المقدمات الى نتيجة واضحة ومحددة وهي أن حدوث تطور في الحياة الاجتماعية لابد وا يتبعه تطور في التشريع ، وبالتالي فاننا نرى أن المساواة في الميراث تطور طبيعي ليواكب هذا التطور في الحياة الاجتماعية .

#احمد_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات