أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - هل السوريون عرب؟ هل أنت عربي؟ المنطقة بين العرب والمستعربين













المزيد.....

هل السوريون عرب؟ هل أنت عربي؟ المنطقة بين العرب والمستعربين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 6067 - 2018 / 11 / 28 - 14:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


هل السوريون عرب؟ هل أنت عربي؟ المنطقة بين العرب والمستعربين


تشكّل اللغة وتوابعها من اللكنة والمصطلحات والمفردات الأساس الجيني والإثني للجماعة البشرية الواحدة المتجانسة بأعلى مراحلها(القومية) وتقوم وقامت همروجة وفرضية العروبة والاستعراب على أن العرب(سكان الإقليم الذي يطلقون عليه طوباوياً اسم الوطن العربي)، هم أمة واحدة تجمعهم لغة واحدة يعتبرونها أحد حجج وجود "القومية العربية" ينطقون بها جميعاً ويبنون على ذلك افتراضهم بأن سكان الإقليم من أصل وجذر إثني واحد...هكذا
ولقد كان لسوريا، وبكل أسف، وعلى يد مغامرين طوباويين حصة الأسد من كارثة الفكرة القومية التي حاولت إلغاء الكيان والهوية الوطنية السورية النادرة والمتنوعة وصهرها وإلحاقها بكيان سياسي افتراضي لم يكن يوماً موجوداً ولا تشكل الإمبراطوريات العسكرية ولم تشكل عبر التاريخ أي كيان سياسي وهو ما بنى عليه القوميون العرب مشروع الوطن العربي.
لنأخذ السوريين، والحالة السورية فإذا كان، مثلاً، كل السوريين عرباً كما تلهج الأساطير والأدبيات والأهازيج البعثية ومواويل المستعربين فلماذا لا يتحدثون وينطقون بلغة ولهجة البدو العرب سكان الجزيرة العربية حيث معقل وموطن العرب البدو الأصلي ولماذا تتواجد عشرات اللهجات واللكنات غير البدوية ذات الأصول والترمينولوجيا التي لا علاقة لها بلهجة البدو العرب الوافدين لسوريا مع الغزاة المحتلين العرب، وتمكن ملاحظة جماعات بشرية سورية تنطق بتلك اللهجة البدوية تحاكياً ومطابقة تامة للهجة ولغة سكان الجزيرة العربية وكما هو بدهي في علوم السوسيولوجيا فاللغة هي خاصية إثنية شبه جينية لقوم وجماعة بشرية يتم توارثها وتناقلها عبر الأجيال ومهما تطورت فلا تفقد سماتها الأساسية ومخارجها اللسانية التي تعكس الانتماء لجماعة وقوم ما يمكن تحديد أصولهم الإثنية في كثير من الأحيان من خلال نطق وطريقة إخراج اللغة والحروف كما هو الحال بالنسبة للأمريكي والبريطاني والأسترالي والنيوزيلندي والهندي رغم أنهم جميعاً يتكلمون اللغة الإنكليزية الجامعة لهم فهل يجوز القول أنهم من أصول واحدة لمجرد تحدثهم لذات اللغة مع وجود فوارق اللكنة واللهجة التي تحدد الانتماء الإثني؟
هذا هو الحال أيضاً بالنسبة لكل الدول العربية التي احتلها واستعمرها البدو الغزاة العرب الأوائل بالعراق ومصر وشمال إفريقيا والسودان حيث تتباين وتتنوع اللهجات واللكنات وحتى اللغات التي لا تنتمي للغة البدو الغزاة سكان الصحراء ما يوجب التفريق تماماً بين السكان العرب البدو الأصليين والمستعربين وهم تلك الشريحة من غير الأصول العربية التي اندمجت عبر الأجيال وذابت خصائها الإثنية واضمحلت هويتها الإثنية واندمجت بفعل عملية التطهير العرقي والثقافي التي قام بها المستعمر والمحتل العربي عبر قرون ليلغي الذوات والسمات والخصائص الإثنية للشعوب تحت الاحتلال البدوي ولتأخذ هوية "عربية" لكنه لم يبستطع أن يزرع "جينياً" تلك اللهجة واللكنة البدوية العربية الأصلية بالشيفرة الوراثية للمستعربين الذين حافظوا واستمروا باستعمال لهجاتهم ولكناتهم المحلية التي تميزهم وتفرزهم بشكل واضح ولا لبس فيه عن السكان من أصول وأبناء المستعمرين والغزاة العرب الأصليين اليوم، وهم من غير أصول بدوية وإثنية عربية خالصة، أي الذي ينسبون أنفسهم للعرب ولكنهم لا يتقنون ولا يجيدون الحديث باللكنة واللهجة البدوية، وحتى لا يتقنون اللغة العربية بشكل جيد، يشكلون الغالبية العظمى من السكان وطغت مثلاً اللهجة الشامية التي تفتقر وتتناقض بالمطلق مع أساسيات اللغة واللهجة البدوية العربية الأصيلة على المشهد اللغوي وباتت اللهجة المحكية تقريباً لكثير وقد يجد، مثلاً، العربي البدوي والشامي والحلبي صعوبة في فهم وتواصل أحدهم مع الآخر رغم الافتراض القائم بأنهم يتكلمون لغة عربية وهم عرب وينطبق ذات الأمر على المصري والجزائري والتونسي والأمازيغي حيث يستحيل أحياناً فهم لهجاتهم ولكناتهم "العربية" رغم اعتقادهم بأنهم يتكلمون لغة عربية من السكان مع عدم إنكار تواجد اللهجة واللكنة البدوية العربية والحلبية والساحلية في الحياة العامة والتي تشكل كل واحدة منها مادة خصبة لدراسات وأبحاث أنثروبولوجية ولسانية وإثنية وووو لا دسمة جميلة وراقية لا تنضب ولا تنتهي ولا يشبع منها ذوق وعقل باحث نهم...
حافظ العرب الأصليون على لهجتهم ولغتهم وتوارثوها عبر الأجيال وبقيت تلازمهم ونراهم يتكلمون بها ويتميزون بها عن لهجات ولكنات المستعربين الذين يشكّلون –أي المستعربين-، اليوم الغالبية العظمى من سكان الإقليم وهم بالقطع ليسوا من ذات النسل والجذر الإثني والأصول العربية ومن أحفاد الغزاة العرب المسلمين المحتلين الأوائل...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: أم الهزائم وخرافة الانتصارات؟
- هلا بالخميس: كيف أصبحتم أقل من العبيد؟
- سوريا: الفاشية والعنصرية والتمييز الأغرب بالتاريخ
- سوريا: الدولة، الحكومة النظام
- لماذا المقاومة ملعونة ومذمونة ومحرّمة وحرام؟
- كأنك يا بو زيد ما غزيت: لماذا لا يتغيّر النظام؟
- الدور المشبوه للإسلام السياسي السني والشيعي (1)
- إيران السيناريو الأسوأ: وداعاً للحروب التقليدية
- كيف نقضي على الفساد بسوريا بكبسة زر؟
- باب الحارة: اضحكوا مع عبقرية جماعة البكالوريا أدبي شحط
- سوريا: استراتيجية التيتي تيتي*
- قه البداوة: مبادئ أساسية في علم البداوة والاستعراب
- التعليم الديني: أهم أدوات الماسونية العالمية
- لماذا شطبت الأمم المتحدة سوريا من كل المؤشرات وباتت خارج الت ...
- بلاغ إلى السيد وزير الداخلية السوري المحترم
- سوريا: هل تسلم الجرة كل مرة؟
- تحية قلبية حارة للفريق الفرنسي وسحقاً لفرق الترللي
- إبطال أراجيف وتضليل ودجل شيوخ الدين
- الانحطاط الأخلاقي والقيمي عند العرب والمسلمين
- في قراءة مقتضبة لكارثة غزو دواعش يثرب ومكة:


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - هل السوريون عرب؟ هل أنت عربي؟ المنطقة بين العرب والمستعربين