أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف شلال - أهم ألاسباب والعوامل ألتي أدت إلى إنهيار ألانظمة ألعربية















المزيد.....

أهم ألاسباب والعوامل ألتي أدت إلى إنهيار ألانظمة ألعربية


جوزيف شلال
(Schale Uoseif)


الحوار المتمدن-العدد: 6055 - 2018 / 11 / 16 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة
البقعة الجغرافية الممتدة من شمال افريقيا الى حدود ايران الشرق لم تكن في الماضي القريب كما هي اليوم ديموغرافيا , لا في التركيبة اللغوية ولا القومية ولا العرقية ولا الدينية ولا في الحالة الاجتماعية .
لو عدنا قليلا الى تاريخ المنطقة لوجدناها مختلفة تماما وبدرجة 360 درجة عما هي عليه اليوم , وجدت في المنطقة حضارات عريقة وشعب راقي ومكافح ولها اركان ومقومات الدولة اشبه بما هو اليوم حال الدول العصرية .

منها حضارة وادي الرافدين والنيل والاكراد واليمن والامازيغ والسريان والاشوريين والكلدان وسومر والاكديين والفراعنة والاقباط والعبرانيين وملوك بني اسرائيل اضافة الى حضارات اخرى عديدة صغيرة قامت هنا وهناك بعد دخول الرومان والاغريق والفينيقيين والبيزنطينيين والفرس .
تم التغيير الديموغرافي للمنطقة بدرجة ايضا 360 درجة بعد دخول عرب الجزيرة لهذه المناطق والسيطرة عليها , يقال انهم عرب الجزيرة اي السعودية حاليا وهذا لم يتم اثباته الى الان لا علميا ولا تاريخيا , نحن نشك في التاريخ الذي كتب من قبل العرب الذين استعمروا المنطقة من شمال افريقيا الى العراق .
تاريخ مزيف لا وجود له , فيه اغلاط وتناقضات وتباينات واكاذيب لا تعد ولا تحصى من جميع النواحي , في اسماء المناطق والمدن وسرديات الحروب وطرق الحكم والفتوحات والغزوات كلها غير صحيحة لا علميا ولا دينيا ولا تاريخيا ولا جغرافيا ,على سبيل المثال لا الحصر المدينة المقدسة مكة لم تكن معروفة قبل دخول العرب للاسلام بل عرفت مابعد الاسلام بمئات الاعوام .

التغيير نحو الاسوأ
بعد تلك الفسيفساء والاوراق والزهور الجميلة التي كانت تتمتع بها هذه البقعة والمناطق قبل دخول العرب اليها , فجاة تم طمس والقضاء التام على تلك الحضارات المتبقية قبل الاسلام وجعلها تنصهر وتضمحل وتختفي في شكل ولون وهيكل وقالب واحد بقوة السيف والارهاب والترهيب والتنكيل واقامت ما يطلق عليها اليوم بالمنطقة العربية الاسلامية ومشتقاتها من دولة الخلافة الاولى الى دولة الخلافة العثمانية وانتهاءا بما يسمى اليوم ايضا بالدول العربية الاسلامية .

المنطقة قبل دخول العرب والاسلام اليها كانت تشع بالعلوم المختلفة وعمليات الترجمة وانظمة حكم عادلة بعيدا عن التفرقة والتمييز بين انسان واخر سواء كان من اي قومية او عرق او دين , حتى العرب قبل الاسلام كانوا افضل حال مما هم عليه اليوم , العرب المسلمون لم يبنوا حضارة ولا انظمة حكم ولا قوانين عادلة , كانوا يقتادون مواردهم من الحروب والغزوات , لم يعرفوا الدولة ومؤسساتها وكيفية ادارتها , لا وجود لقوانين حكم مدنية تحكم بالعدل والمساواة بين البشر بمختلف انتماءاتهم , انظمة حكم البشر مصدرها احكام وشرائع يقال عنها بانها شريعة الله .

المنطقة دخلت في اسوأ حالاتها , قهر وتعسف وقطع الرقاب والايدي وعبيد وجواري وتفرقة بين انسان واخر اي بين المؤمن والكافر , تم اعتبار العرب والمسلمون خير امة والباقي بشر من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا , استمرت تلك المآسي المريرة حوالي 1350 عام وانتهت بسقوط دولة الخلافة الاسلامية العثمانية .

الاستعمار الاجنبي للمنطقة
بعد دخول الاستعمار الاجنبي للمنطقة المنهارة تم تقسيمها الى دول ودويلات لتتم عملية السيطرة عليها , تم تسميتها بالدول العربية , هذه الدول وشعوبها وجدها الاستعمار الغربي كانها تعيش ايام ما قبل التاريخ , فقر, لا وجود لمصادر العيش , قبائل وعشائر هنا وهناك , امراض وبطالة , شعوب لا تعرف معنى الدولة والحضارة والعمران .
ايام الاستعمار بالرغم من قساوتها في بعض الحالات الا ان الكثير يترحم عليها ويريد ان تعاد تلك الفترة الان , الاستعمار كانت له نقاط ايجابية واخرى سلبية على المنطقة وتاثيرها على الشعوب , من اهم العوامل الايجابية – ترسيخ مفهوم الدولة الحديثة والنظام , كتابة دساتير وقوانين لهذه الدول لم تكن معروفة من قبل , ترسيخ مفهوم الحريات والديمقراطيات في انظمة الحكم التي شكلها الاستعمار , زيادة الوعي الثقافي والصحافة والاعلام والمعلوماتي والاجتماعي والعلمي والزراعي والصناعي وارسال بعثات علمية للدراسة في الغرب , كما حصل وحدث في مصر والعراق ودول اخرى عديدة .

تحرر الدول العربية الى الاسوأ
لا يوجد انسان شريف يقبل بالاستعمار والاحتلال لبلده , لكن الشعوب العربية التي هيمن عليها اللون الواحد وعدم الاعتراف بالالوان الاخرى التي كانت يوم من الايام صاحبة هذا اللون والشكل والارض والهواء والماء قد قررت بنفسها ان تتحرر من الاستعمار الاجنبي , هذه شيئ جيد في كل الاحوال , لكن عملية التحرير والاستقلال من الاحتلال الغربي كان الى الاسوأ وكارثة حلت بالدول العربية وشعوبها .

انظمة الحكم التي جاءت بعد التحرر لم تكن بالمستوى المطلوب والمرغوب به , انظمة حكم عسكرية ودكتاتورية ودينية وراديكالية وثيوقراطية وقمعية وارهابية , رجعت الى اللون الواحد الا وهو طابع العرب المسلمون , لا بل الاسوأ من ذلك تم تحديد اسم وصفة لها بانها انظمة حكم سنية عربية اسلامية , نسيت ان في المنطقة بشر يعيشون على هذه الارض منذ 7000 الاف عام وهم ما تبقى منهم يقدر عددهم بعشرات الملايين وهي القلة الباقية المتبقية من بطش وارهاب العرب المسلمون لها .

استمرت الانظمة العربية في الحكم منذ ذلك التاريخ اي بعد تحررها من الاستعمار الغربي من السيئ الى الاسوأ يوما بعد يوم , الحالة التي وصلت اليها الدول العربية مع الغالبية من شعوبها المصابة بالامراض النفسية والعقد وصلت الى مراحلها شبه النهائية , الملايين من المهجرين في الدول التي كانت تستعمرها , الملايين يعيشون في مخيمات اللجوء في الدول العربية , الملايين من الايتام , الملايين من الاميين لا يجيدون القراءة والكتابة , الملايين تحت خط الفقر , الملايين يتعاطون المخدرات وانواع الحشيش , الملايين من الاطفال يعملون بطرق غير شرعية , الملايين مصابون بمختلف انواع الامراض منها الايدز والكوليرا وشلل الاطفال والكبد الفايروسي والسرطان والتشوهات الخلقية والمعوقين , الملايين من المعامل والمصانع والمدارس والجامعات توقفت عن العمل , الملايين من الدونمات للاراضي الزراعية تركت وعمليات التصحر في زيادة مستمرة , جميع الدول العربية الاسلامية تستورد كل ما تحتاجه وخاصة المواد الغذائية , جميع الدول العربية تعاني من الديون بالمليارات للصندوق الدولي وللدول الغربية , ناهيك عن الحروب والحروب الاهلية والطائفية والدينية والمذهبية في هذه الدول , اضافة الى ازدياد في معدلات الجريمة والاغتصاب وبيع الاطفال والاتجار بالبشر والعبيد وانتشار المافيات والعصابات والميليشيات الارهابية .

هل هناك بوادر وامل !
اقولها وبكل صراحة واسف , ليس هناك حل ولا امل لا في هذه الدول ولا في انظمتها ولا في 80% من شعوبها , اذن اين الخلل واين تكمن المشكلة ! .
في اعتقادي ان المشكلة تكمن بما يلي /
المشكلة هي في طريقة البناء التي تمت في عملية انشاء وتاسيس ما يطلق عليهم بالشعوب العربية الاسلامية , تم ترسيخ مبدا الدين فوق اي اعتبار آخر , وهذا خطأ جسيم وقعت به هذه الامة , لا بد من فصل الدين مع العمليات الاخرى , تمت عملية زرع وهم خير امة في عقول اتباع هذه الامة , لهذا بدات هذه الامة تنظر للاخر بانه اقل منها ولا يستحق ما تستحقه هي من امتيازات , اذن هي نظرة فاشية ونازية وعنصرية واستعلائية وفوقية , لا بد من معالجتها .

قيام انظمة حكم على طريقة اطاعة ولي الامر والحاكم وهذه طريقة اسلامية في الحكم لا تتماشى والعصر الذي نحن فيه , لهذا اصبحت الانظمة العربية الاسلامية تدار من حزب واحد ورئيس واحد ومرجعية دينية واحدة ومن مذهب ديني واحد , ولهذا لا تقبل ان يشاركها الاخر وان كان من هذا الوطن , وصلت الحالة بهذه الشعوب بانها تقبل ان يحكمها شخص من شرق اسيا او افريقيا بشرط ان يكون مسلما وسنيا ولا يقبل ان يحكمه مواطن من هذا البلد يدين بدين آخر او حتى ان يكون ملحدا .

اذن الدولة واركانها والنظام واركانه من التشريعات والدساتير والقوانين والحالة الاجتماعية والاقتصادية قائمة ومعتمدة على الدين , وهنا تكمن الكارثة , فان اي دولة ونظام عندما تقحم الدين في الحياة الاجتماعية والمدنية فسيكون هناك عواقب وخيمة وخسارات في الاقتصاد والتجارة والزراعة والغذاء لان الدين سيكون العائق امام التطور وعمليات الانتاج والابتكار العلمي والصناعي لوجود ما يسمى بالحلال والحرام في الدولة التي يعيش فيها المؤمن وغير المؤمن والمسلم وغير المسلم والزائر والسائح وباقي الاجانب الذين هم بحاجة الى ما يحتاجونه سواء في هذا البلد او في بلدانهم لكي تستمر الحياة , اما الدين فليس له وجود هنا , الدين هي علاقة مع الله وفي دور العبادة وليس بفرضه من قبل الحاكم او رجل الدين .

طبعا هناك امور اقتصادية وتجارية وعلى سبيل المثال – اليابان ليس فيها موارد وخامات , تستطيع اليابان او غيرها من الدول المتحضرة المتقدمة الاستفادة من مشروع ما بمليارات الدولارات , لكن نفس المشروع اذا وجد في احدى الدول العربية الاسلامية فالاستفادة منه سيكون صفرا , لان هذا المشروع لم ينفذ ويطبق لمخالفته شرع الله بحسب المنظور الاسلامي في هذه الدولة .
اذن انا استبعد اي تطور او تقدم في هذه الدول في المرحلة الحالية والقادمة , الا اذا كان هناك تغييرا ثالثا يكون ايضا بنسبة 360 درجة وعلى راس هذا التغيير ابعاد الدين عن الحياة المدنية والغاء الدولة الدينية ودور المرجعيات ورجال الدين .



#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألارهاب جزء لا يتجزأ من عقيدة وفكر وإيديولوجية شيوخ ألاسلام ...
- في العراق الجديد , دستور عنصري , سلطة غير شرعية , ميليشيات س ...
- ألسيستاني بين ألحقيقة والوهم في ألعراق ! مجرد تساؤلات .
- ألعراق والانتخابات واللعبة ألسياسية , كيف تدار ومن يلعبها
- إشكاليات ألصوم في رمضان
- اختفاء اكثر من 10 محافظات عراقية بحلول عام 2040 !
- ألعراق والثقب ألاسود , نظرية مؤامرة أم سيناريو أو توقع !
- ألاوامر ألامريكية ألمشروطة على إيران وعملائها دلالاتها
- ألموقف ألاوربي ألخبيث الحقير ألسخيف ألداعم للنظام ألايراني
- نهاية حل الدولتين في سوريا على الابواب
- نبوة التوقع , تتحقق من 20 / 03 / 2018 الى 00 / 04 / 2018 !
- ولي العهد الامير محمد ابن سلمان والاصلاحات في السعودية , حقي ...
- اميركا ستؤدب بشار ومن معه قريبا لامحال
- لماذا قلوب الاسلاميين تنزف ألدماء على الاحجار, ولا تحرك ساكن ...
- هل يؤمنون بالديمقراطية في العراق والدول العربية لكي تكون هنا ...
- من له المصلحة في اهانة الجيش العراقي !
- سونامي السيناريوهات المتوقعة في الشرق الاوسط
- اذلال الاكراد ورهان اميركا على العبادي
- ايديولوجية صدام والصداميين تعود من جديد وبقوة في العراق ضد ا ...
- لماذا هذا التوحش ضد حق تقرير مصير الشعب الكردي


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف شلال - أهم ألاسباب والعوامل ألتي أدت إلى إنهيار ألانظمة ألعربية