كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
الحوار المتمدن-العدد: 6052 - 2018 / 11 / 12 - 21:14
المحور:
الادب والفن
الجدارُ الخامِسُ ونُصوصي المُؤَجّلَة ..
...................................................
تُوخِزُني جدرانُ غُرفَتي بدبابيس ذكرياتِنا المُستباحةِ مِنْ قوانين مستمدّةٍ من صحارىٰ مهجورةٍ لا تصلها شموسٌ كتلكَ التي تَطلّ على صومعتي العاريةِ من كُلِّ أنواعِ السقوفِ والتي تآكلتْ جدرانها بعناكبِ الصَدَأ وعشعشَ بها الضبابُ وغمرها سيلٌ من دخانٍ أسودٍ يقطعُ الأنفاسََ ويخنقُ الأرجاءَ ، وَأَظلّ حبيسَ تلكَ الجدرانِ أرنو بطرفي إلىٰ السماءِ لأصوغَ منْ النُجيماتِ قلادةً ومنْ قَطَراتِ المَطَر شلالات ضياءٍ ، وأبقىٰ مُحلِّقاً بأجنحةِ الأَمَلِ كأننّي أسيرُ في الهواءِ أرسمُ في الأثيرِ وحشتي ثم أغرقُ كجبلِ الثلجِ في سكوني رغم حرارةِ جمرِ الإنتظارِ لطائري الذي أرسلتُهُ إلى السماءِ لكنّهُ إلى الآن لمْ يعدْ لعلّ برقاً أصابَهُ أو شهاباً أرصدَهُ فأعودُ لجداري الخامسِ وقَدْ تراكمتُْ علىٰ تشققاتهِ ذكرياتُ نصوصي المُؤَجّلة حتىٰ أوشكَ علىٰ الإنقضاضِ والتصدّع ِمنْ وطأَةِ ما نُقِشَ عليهِ من نُصوصٍ مُعتّقةٍ بعتقِ أحلامنا المُؤَجّلَة .. وستبقى مُؤَجّلَةً حتىٰ تتكلم العصافيرُ وتبوحُ الفراشاتُ ويصمتُ البَشَرُ .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟