أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالامير آل حاوي - الرقابة الفكرية














المزيد.....

الرقابة الفكرية


عبدالامير آل حاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 17:58
المحور: كتابات ساخرة
    


أيام زمان ..حيث البساطة الخالية من التعقيدات التقنية التي غزت المجتمع الى أصغر حيز بل مسامة فيه ايام الفطرة السليمة والنيات الحسنة ولغاية سنوات ليست ببعيدة عن ذاكرة المجتمع والناس كانت هناك ذائقة خاصة نظيفة شفافة للانتاج الفكري تمتاز بجمال الكلمة ورقتها ووضوح الفكرة وسمو اهداف الموضوع المطروح للقراءة أو المشاهدة أو الاستماع وهذا ما يعد من معايير التطور الثقافي والاجتماعي التي يقاس بها المستوى الحضاري لاي مجتمع يتقبلها ويتفاعل معها حتى وان كانت محاولات ونتاجات فردية أو محدودة تنبع من واقع متردي فقير أو مزدهر على حدٍ سواء ..والدليل على ذلك أرتقاء الانتاج الادبي والفني وعلى كافة الاصعدة والميادين في العراق حتى بات مناراً يهتدي به ويحذو حذوه مبدعي وفناني الدول المجاورة . الكتابة والنشر ،الاذاعة والتلفزيون ،السينما والمسرح كلها ادوات تعبيرية للوجدان والضمير والمشاعر الانسانية والعواطف والحماس والوطنية.
وقد يعتقد الكثير تماشياً مع موجة الديموقراطية الزائفة التي تجتاح بلدان العالم (بفعل فاعل) أن الرقابة والسيطرة على هذه الانشطة يعد تعسفاً وظلماً وأنتهاكاً للحقوق والحريات التي عادةً ما تمتاز بها الأنظمة الشمولية الدكتاتورية التي تضييق على حرية الراي والمعتقد والتعبير عن الافكار خصوصاً تلك التي تقض مضاجع السلطة وتطير النوم من أعينها والتي تعمل على اثارة الرأي العام وتأجيج الشارع ضدها ... ولو تماشينا مع مثل هذه الطروحات والأراء يكون السؤال المهم هل البديل الانفلات التام والهبوط الفكري وتدني المستوى الى حد الابتذال ولجوء الدخلاء على الثقافة والابداع والكثير من كتاب وأدباء وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة الى لغة سوقية مليئة بالاخطاء الاملائية واللغوية ناهيك عن سطحية وتفاهة ما يطرح الامرالذي لا يمكن القبول به باي حال من الأحوال وبالمقابل هناك بالتأكيد من يلقي الضوء وينيرالزوايا المعتمة ويعبر عن الخلجات والدواخل الانسانية والقيم والتقاليد الاجتماعية ويقارع الظلم والاضطهاد بشكل راقي ورائع ورفيع المستوى ،صحيح ان حرية التعبير وأبداء الرأي مكفولة دستورياً ليس على صعيد العراق فحسب بل عالمياً وفق الاعلان العالمي للحقوق والمواثيق الدولية لكن هل يعني ذلك عدم أخضاع الأنتاج الفكري وحرية الرأي والتعبير الى أي ضوابط أو قيود ينص عليها قانون ينظم لهذا الشأن ووفق ألية معتمدة لتكون هذه الضوابط بمثابة محددات تعمل على فرز الغث عن السمين وتصفية السموم الفكرية الهدامة للقيم والاخلاق أو التعرض والعبث بحريات الاخرين بشكل سافر تحت عنوان حرية التعبير وخدش الحياء كما هو حال الاغاني والافلام وبعض المطبوعات المنتشرة الآن ، أذن الحل يكمن بفهم المعادلة المهمة التي تنص على (كل حق ممنوح يقابله واجب مفروض) وحرية التعبير احد هذه الحقوق التي يترتب عليها مسؤلية تعادلها وبناءاً على هذه القاعدة لابد من الموازنة التي تبدأ من الذات الشخصية لتشكل بمجموعها الضمير الاجتماعي أو الرقابة العامة وخير مصداق على هذا الآية الكريمة (وكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) لاحظ الدقة (نفسك) أولاً وليس شئ أخر وهذا المعيار لا يختلف عليه حتى العلمانيون الذين قد يزعجهم الرجوع الى نصوص القرأن .
أن المنابر الاعلامية الكبرى وخلال العقدين أو الثلاثة المنصرمة سيطرة عليها مؤسسات ضخمة وكبيرة تدار باموال طائلة يقف ورائها أشخاص وعوائل من أمراء المال المرتبطين بمنظمات وجمعيات مشبوهه كل همها تدمير الانسان للسيطرة على العالم ونهب خيراته والتحكم بحركة كل شيء وفق أرادة هذه المؤسسات...هنا تبرز أهمية الرقابة الفكرية على ما تنتجه مثل هذه المؤسسات التي تقلب الحقائق وتشوه الواقع وتعمل على تضليل الناس وغسل أدمغتهم وتوجيههم لا شعورياً نحو أهداف محددة وحصر أهتماماتهم بكل ما هو غرائزي رخيص . ولعل المستوى العالي من الاداء الشيطاني والجهنمي وفق اسس علمية نفسية تتلاعب وتوهم وتضلل عقول الجماهير بالمقابل جدب الساحة الثقافية للاقلام الواعية والمتصدية لمثل هذه اللعبة من جهة وغياب الرقابة من جهة ثانية تعد مشكلة لابد من الوقوف عليها طويلاً .



#عبدالامير_آل_حاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة عراقية بأمتياز
- أوسعناهم شتماً وفازوا بالابل
- خير الكلام
- الاعمال بالنيات
- التسول المنظم
- توالي العمر
- يحدث في العراق
- الكميتريل


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالامير آل حاوي - الرقابة الفكرية