فراس جمعة العمشاني
الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 14:39
المحور:
الادب والفن
عندما غادرت المساء الأخير ، رَمّمت رئتي بهــواء القصائدِ ، قبل أن أنثر كفوف الوداع ، فوق رأسـي المستسلمة لهذا الصخب الشّاسع ، كــــــــــــروح
بلا صوت ، تقضم من السّكوت حفنةَ محيط ضاجّْ
لتنسج من الصّمت خيوطآ بحجم حبالٍ ، تحتــال
على الأشجار ، لتتسلق البَرد بكامل الجِّراح ، ألّتي رَتقْتُها بالصّلوات القديمة ، وآخر الآيات الطّافحـة
على ضفاف المآذن . مرة أُخرى أعود ، وفي جيبي
الكثير من القواميس والحضارات ، تائها بين دوائر التأريخ الفارغة ، لِأَملأها بالصّفير المتردد ، أبحث
عن عصافير ، وعن عكّازٍ تبرّع بنصفه الآخر ، هدية للحرب ، ونصف للضياع الرّاكد ، هناك عند البُرَك الصّارخة ، بتجاويف الزّفير المتشبث بجثّة إنكيدو
والمرايا العالقة بالبحيرات ، ألّتي تستنسخ النجوم
قبل أن يبتلع الطّين وجه كلكامش ، وتنحصــــــــر الحدائق في سلال الماء ، لتحتسي الخضرة نبيـــذ الرّمل ، فتمطر السّماء أحجار .
فــ آهٍ يا تجاعيد بابل المحنّطة في البيـــــــــوت
آهِ يا شظايا المعلّقات القافزة على مفاتــــــن
الأنهار
آهٍ و آه رددتها مملكة القصب في حضـــــــرة المناجل
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟