ارض الرافدين

هلال عبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 04:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

سيدتي ومعلمتي:أنا العدم وأنت كل الموجودات …وأنا الفشل بأنواعه وأنت النجاح بأشكاله…وأنا الضياع وأنت الأوطان والأصل والجذور..فوزعت عمري ..وأنفاسي الحائرة ..المعذبة…ياسيدتى من اجل وطني المحتل من قبل الغرباء ،هم من أراد بنا الهلاك والذل والاعتداء على شرفنا النفيس..فوضى عارمة تجوب الفناءات في بلدي والدم مباح والقتل أمسى على"الهوية"بغياب الأمن وكيف العراقي تسرق أمواله ,حقوقه ببطون فارغه لاتشبع إلا من الانتقام..ماذا يفعل..؟؟ماذا يقول..؟؟ولمن..؟؟
سيدتي:أنا ممل وبلا معنى وأنا السكين التي يقتل بها أطفال وطني من دون ذنب فنبهم الوحيد انهم رائعون وزهور..سيدتي لاتنظرى لظاهر إنسان تملئه الخسارة والضياع فأنا لا اصلح لشيء ..فالدم العراقي جف من أوردتي وضاع ما تتبقى من أشلاء وسط عبارات هذا"سني "وذاك "شيعى"وتحكم مدرستي وحديقتي وروضتي وجامعي وحسينتى ف "المليشيات"وفرق الموت ..اضاعت بقاياي في أشلاء مبعثره هنا وهناك لنجاحات عراقية قديمه وبعيده مع ذرات دقيق دقيقي ..فمبروك لأرصفة الشعور بالذنب الذي اقترفته يداي ألنتنه على..
سيدتي أنت الحاضرة معي دائما بوحدتي وحين اجلس وسط الحجرة الرخامية ،ام حين أعاود محملا بذكريات اغتنمتها من ماضيك الأمن ياسيدتى ..أتذكرك بجلوسي على شاطئ نهر دجله القريب من دارى وحين أداعب موجاته بأصابعي لارى نفسي قاصا لدجله عن ابتساماتك وعلى مقدرتك على ابتكار مشهدا فريدا مميزا عن العالم..والتي كنت دائما تشاطريني بها وتغلبيني وطالما تدهشني نباهتك العالية ياسيدتى الرائعة ..
سيدتي لقد أغنتني معرفتي بك عن أشياء كثيره منذ القدم ..فطالما أنفقت فأضعت وقتا طويلا لاجل أشياء لم أتعلم منها معنا ولا طعما للمثابرة إلا حينما عرفتك ياسيدتى وكيف للإنسان أن يبدع ويصنع من القليل الكثير ويفوز بغنى النفس ,وهو أن لايرى الفراغ أو انه يجد نفسه في رصيف اللاانتظام والفوضى العارمة وانه سيغلبه الندم ويلحظ بأنه لن يضيف لحياته شيئا أخر..فيا حبات التراب ارحلي عن قبرى وامض بعيدا بعيدا أو انجرفي مع سيول المطر بليالي الشتاء المظلمة والباردة لترحلي ألي نهر دجله أو.. تهربي ..او أدخلي بجذور نباتات الشوك والعاقول والصبير البرى وتخفى او أرجعي وابتعدي عن ثرى ارض الرافدين فأنك لم تعدى تنفعي لشيء
وأعذريني ياسيدتى المخلصة والطيبه والخطيرة ..وستبقين علما ورمزا وفخرا ياسيدتى ارض الرافدين.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل