وحوش بشرية

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 23:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لطالما كنت اقول بيني وبين نفسي ان التاريخ الذي يروي لنا كيف كان ابو جعفر المنصور الذي ينسب اليه تشييد مدينة بغداد زورا وبهتنانا فجل ما فعله المنصور انه جعل لها سبع بوابات رئيسية من باب التحوطات الامنية والاجراءات الاحترازية لحفظ جبهتها الداخلية عندما كنت اقرأ ان المنصور كان يحتفظ برؤوس معارضيه وسط خزانة خاصة لا سيما من الهاشميين (الحسنيين والحسينيين) عندما كنت اقرأ ان يزيد بن معاوية كان ينكث ثنايا الامام الحسين بن علي بقضيب مكتوب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله وهو متبسم وانه امر زبانيته بان يحضروا الطشت الذي يحوي راس الحسين بعد ما اصرت ابنته رقية ان ترى والدها فما ان رأت راسه مخضبا بدمه حتى فاضت روحها الطاهرة عندما كنت اقرأ في ثنايا كتب التاريخ تفاصيل ما قام به العباسيون بمن سبقهم بالحكم من الامويين حينما كان السياف يقطع الايدي والارجل من خلاف ثم يؤمر فتفرش فوق اجسادهم البسط ليجلس حكام بني العباس ورجالاتهم فوق تلك الاجساد وهي تتمرغ بفيض دماءها فيبتهج العباسيون بحفل دموي مقزز فتمتلىء الكؤوس خمرا وترتفع الاصوات طربا وتتمايل الجواري غنجا عندما كنت اقرأ هكذا فصول من تاريخنا الاسود اللعين كنت اذهب الى ان تلك الروايات انما يشوبها شيء من مبالغة المخيال الشيعي المعبأ سلفا بالكراهية ضد اولئك القادة والحكام منذ قرون مضت لكني ما ان اطلعت على تفاصيل مقتل الكاتب والصحفي السعودي (جمال خاشقجي ) عن طريق وسائل الاعلام كأي متلقي حتى تأكد لي بالدليل القاطع والمباشر والملموس ان كل ما قرأته في كتب التاريخ لم يكن شيئا مبالغا فيه بل كان واقعا لاجدال فيه ولا لبس ولا غموض ان تفاصيل مقتل خاشقجي تقرب لنا الصور وتختصر بنا المسافات لتقول لنا بالصوت والصورة هذه المرة ان الوحوش البشرية ما تزال تحكم منطقتنا وتتحكم بمقدراتنا لقد قتل خاشقجي وقطعت اطرافه وبعث باصابعة الى ولي العهد (يزيد العصر ) لان تلك الاصابع كانت تنتقد النظام وتفضح جرائمه قتل خاشقجي على وقع الانغام التي كان اصحاب المناشير يستمعون اليها فيواصلون تقطيع اوصال خاشقجي وهو على قيد الحياة ان بقاء هكذا نظام قبلي متخلف كفيل بوضع العرب ليس في اخر قائمة الدول التي تحترم مواطنيها و بل هو كفيل بوضعهم خارج نطاق التاريخ البشري .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات