أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كنزة (3)














المزيد.....

كنزة (3)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


بعد عشر سنوات من تلك الليلة ..

صديقي الأبله: هل من جديد؟
أنا: نعم

هو: هل سنفرح بك أخيرا؟
أنا: إنها شقراء!

هو: لن تتغير! لا أعلم ما الذي يعجبهن فيك!
أنا: ربما لأن صديقي أكبر أبله على سطح هذه الأرض

هو: قل لي وبصراحة، كيف تزعم أنك تحترم المرأة وتقدسها وأنت تعاملها كسجائرك؟
أنا: هؤلاء أجساد وليسوا نساء، عليك أن تتذكر تعريفي للمرأة لكي لا تجور في حكمك

هو: ما رأيك في إيمان زوجتي؟
أنا: زوجة صديقي

هو: و ؟
أنا: وهو سعيد معها، وهذا يكفيني

هو: لا يعنيك منها إلا ما يهم صديقك؟
أنا: تُذكِّرني بأختي الصغيرة، أرجو لها أن تجد أبلها مثلك

هو: لا أفهم إلى اليوم كيف تقبل بك امرأة تقول لها أنك لا تهتم إلا لجسدها!
أنا: هل تعلم لماذا يهجرنني كلهن بعد ذلك؟

هو: طبيعي... يردن سقفا وعائلة، أنت لا يعنيك إلا المرح والعبث
أنا: حتى في مسألة الجسد هذه... يكتشفن مع مرور الوقت أنهن لسن في المستوى

هو: غرورك يثير شفقتي، ستتذكر كلامي يوم لن تستطيع حتى قضاء حاجتك بمفردك، أراك في مأوى عجز ولا أحد حولك غير الغرباء؛ لا أولاد ولا أحفاد
أنا: من يدري، ربما ستجد معي امرأة يومها.. وإن لم يكن ذلك فأكيد ستكون بجانب قبري تبكي ذكرياتك مع رفيق عمرك

هو: أستغرب كيف تقبل بك كل عاهراتك ولا أستغرب كيف قبلتُ بك أنا!
أنا: لا يوجد مكان للعاهرات عندي، اسحب كلامك واعتذر

هو: حاضر، أعتذر منك ومنهن
أنا: يوما ما عندما ينقص قليلا بلهك، سأخبرك من هن العاهرات بحق، أتركك الآن يجب أن أغادر

هو: ما اسم "الشريفة" الجديدة؟
أنا: كنزة.. وليست عاهرة

هو: آمين يا رب، آمين.. وأرجو أن يشفع لها اسمها لتحترمها أكثر ممن سبقنها
أنا: كله إلا ربكَ.. سيفسد علينا كل شيء..

بعد عدة خطوات توقفتُ، لم أستطع المغادرة دون إعلامه.. كان الاتفاق أن لا يعلم أحد لكني لم أستطع؛ كان صديقي الوحيد ورفيق عمر بحق وكنت أرغب في رؤيته مجددا دون زوجته، كنت أحتقر تلك المرأة ولم أقبل بها يوما لغبائها وسطحيتها. كنزة ستغضب مني لأن الأمر خطر جدا وبابا لن يتركنا بسلام، لكني راهنت على صمته وقلتُ في نفسي أنه يستحيل أن يُعلم بابا وماما. في تلك الفترة، غادر بابا إدارة الشركة منذ سنتين وأوكل لي ولكنزة إدارتها حتى يتفرغ لحياته السياسية الجديدة.... لحظات مرت عليّ كالسنوات، فكرتُ في كل شيء وقررتُ إعلامه بالقليل الذي يستطيع تقبّله..

أنا: سأغادر البلد دون رجعة الليلة
هو: جيد!

أنا: تركت لك توكيلا عند المحامي، لا تُعلم بابا قبل انتهاء الأسبوع.. لا تقلق، سيغضب منك لكنه لن يطردك فلا أحد سيستطيع إدارة الشركة غيرك
هو: انتظر.. أنت تمزح؟ لا؟!!

أنا: عندما تُعلمه، قل له أني قد أجبرتك على ذلك وهددتك بكشف خيانة قديمة لزوجتكَ إذا رفضتَ أو أعلمتَ بابا قبل انقضاء الأسبوع
هو: أنا أخون زوجتي؟!!! ما الذي يحدث؟ وستغادر إلى أين؟ وكنزة؟ هل ستذهب معك؟

أنا: سأُرسل لك مايل على حسابك الخاص أترك لك فيه رقم اتصال، تتصل بي من رقم جديد لا يعلمه أحد، وإياك أن تفعل من أرقامك الحالية
هو: لا أفهم!

أنا: لا أستطيع أن أقول أكثر الآن، زوجتك لا يجب أن تعلم أي شيء.. المسألة حياة أو موت بالنسبة لنا.. هل أستطيع الوثوق بك؟
هو: بالتأكيد تستطيع الوثوق بي، لكني لا أعلم أي حماقة هذه التي ستقوم بها!

أنا: لن أتسبب في أي أذى لأي أحد، الحرية ثمنها باهظ وآن أوان دفعه
هو: وأمكَ؟
أنا: لتذهب إلى الجحيم!



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنزة (2)
- كنزة (1)


المزيد.....




- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كنزة (3)