أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كنزة (1)














المزيد.....

كنزة (1)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


طرقتْ الباب وهمستْ بإسمي، لمْ أرد وتظاهرتُ بأني قد عبرتُ إلى عالم الأحلام؛ ذلك العالم الذي لم يزدني إلا التباسا. فتحتْ ودخلتْ، اقتربتْ وجلستْ عند قدميّ على حافة السرير.. قالتْ: "أحضرتُ ألبوم الصور، هيا لنشاهد معا، كنا سعداء عندما كنا صغارا ولم نزلْ كذلك حتى تغيّرتَ مؤخّرا".. استدرتُ وأخرجتُ رأسي من تحت الغطاء، نظرتُ إليها وقلتُ: "لم أتغيّر، لكننا كبرنا اليوم.. أنتِ لا تُريدين أن نكبر، تريدين أن نظل صغارا إلى الأبد وهذا مستحيل".... كذبتُ وحاولتُ إيهامها بصدق ما قلتُ وبأني جادّ فيه، لكنها لم تُصدّقْ حرفا من كلامي فهي تعرفني كما تعرفُ نفسها وتعرفُ أني منذ مدة أحاولُ الهروب من مواجهة الحقيقة التي لم أستطعْ تقبلها حتى تلك الفترة، حقيقة يراها الجميع مُرّة وغير مقبولة بالمرّة وكنتُ أرى رأيهم أما هي فلا؛ كانت المُلهِمة والقائِدة الثائرة على رأيهم ورأيي وكنتُ أهربُ منها ومن نفسي لكن دون جدوى.
أرادتْ الدخول تحت الغطاء معي والمكوث بجانبي فرفضتُ زاعما أني عاري، نظرتْ لي وبكتْ وهي تنظر الصور، قالتْ: "لِمَ تفعلُ بي هذا؟ أنتَ تعلم أني أعلم جيدا أنك لا تنام عاريا أبدا.. ولا أنا"، وضعتْ ألبوم الصور على صدري وقالتْ: "انظر، كنا في الخامسة"، عندما نظرتُ تذكرتُ تلك الصورة وذلك اليوم، تذكرتُ كل تلك الأيام الجميلة البريئة، كنا صغارا وكنا سعداء، أنا وهي.... نلعب نرقص نجري نسبح نأكل نشرب وننام.. معا، كما اعتدنا حتى كبرنا أو.. فُرِض علينا أن نكبر دون رجعة إلى صغرنا، إلى براءتنا التي انتُزِعتْ منّا؛ ماما أرادت وقررتْ، بابا سمع وأطاع، فقُتِلتْ براءتنا لتصبح (كنزة) الخطر الداهم بعد أن كانت الأمان والدفء.
تجاوزنا الخامسة والعشرين في تلك الليلة، أتممنا دراستنا الجامعية وكنا ننتظر العمل.. معا، كان ذلك شرطها ولم أبد اعتراضا؛ كان شرطي أيضا.. بعض الشركات قبلت بانتدابي دونها والبعض الآخر قبلها دوني لكننا رفضنا، غضبت ماما منا.. أظنها فقدت كل أمل في التفريق بيننا، وأظنها ندمت على توحيدنا منذ الصغر في كل شيء، أظنها ندمت أكثر يوم قبولها بأن تقص كنزة شعرها لتكون مثلي وربما ندمت أكثر لقبولها بشعري الطويل منذ سنوات الجامعة لأكون مثلها.. تلك الليلة قالت لي: "بابا هو السبب، أنا متأكدة"، وعندما فكرتُ في الأمر وجدتها على حق كالعادة؛ كانت دائما على حق وكان الحق لا يفارقها.. كل الشركات التي اتصلنا بها كانت تستطيع قبولنا معا لكنها لم تفعل، مثلها مثل بابا الذي رفض إلحاقنا بشركته معا؛ قال أن عنده مكان وحيد شاغر وعلينا أن نقرر من يأخذه، رفضنا فغضب ولا يزال.. في تلك الليلة مضى علينا قرابة السنة في سوق البطالة ولا أحد يريد انتدابنا معا، كلهم يريدون أحدنا.... لم يخطر ببالي أن بابا كان وراء كل ذلك ولم أكن أتصور أنه كان مطيعا لماما لذلك الحد.



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كنزة (1)