مسيحين سوريا

سيمون العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صلت المسيحية الى سوريا منذ بداية رسالتها، وقد دُعي المؤمنون بالمسيح "مسيحيين" أولاً في سوريا وتحديدا في مدينة أنطاكيا...ومع مرور السنين انتشرت المسيحية في أرجاء سوريا كافة فتوزعوا على مختلف مناطقها في جهاتها الأربع...ويخبرنا لوقا في أعمال الرسل الاصحاح التاسع بأن الرب يسوع ظهر لبولس بينما كان في طريقه الى دمشق بأمر من رؤوساء اليهود، ليقتاد المسيحيين الى فلسطين ليحاكموا في المجامع اليهودية...ومن على هذه الطريق ارتد بولس من عدو للمسيح والمسيحية الى خادم للرب يسوع وزارع بذور المسيحية بالبشارة بالمسيح وتأسيس الكنائس...ومنذ ذلك التاريخ، صارت المسيحية تكبر وتتوسع في سوريا ومنها تفرعت الى بعض الدول المجاورة كتركيا مثلاً...
إذاً، كان السوريون من أوائل الشعوب التي آمنت بالمسيح واعتنقت الايمان المسيحي وخاصة الآراميون وهم من السوريين الأصليين وكانت لغتهم عريقة وشهيرة وقد تحدث بها المسيح، وكذلك اعتنق الايمان المسيحي قبائل عربية كانت كانت تقطن سوريا كقبيلة الغساسنة التي تواجدت في منطقة حوران جنوب سوريا، وايضا قبيلة بني تغلب حيث كانوا يتركزون في منطقة حلب...
تأسست في سوريا عبر التاريخ مقار مسيحية ذات أهمية كبيرة وكانت تعتبر مراكز يؤمها المؤمنون من مختلف المدن والقرى المسيحية.
تتزايد الاضطرابات في الشرق الأوسط مما يسبب قلقاً كبيراً للمجتمع المسيحي في الشرق الاوسط و كانت سوريا من البلدان اللتي يشعر فيها المسيحي انه بامان و ان الدوله تستطيع الحفاظ عليه و على كنائسه و ان يمارسه معتقده بحريه و المسيحين بهذا كانوا اغلبهم من مناصري الدوله. في الغرب نظموا المظارات المويده للدوله و في الداخل اشتركوا في اللجان للدفاع عن الدوله و ليس الوطن و فجاء اظهرت الدوله عن انيابها اصبح المسيحي مواطن درجه ثانيه مجرد عبد يقول حاضر سيدي امرك سيدي و ابتدات الحكايه من هنا:
تم تعميم خطف المطرانين في حلب و راينا الحكومه تتهم المعارضه و تقول هي من اختطفهم و ابتدات وسائل الاعلام الرسميه و عبيد الدوله باالتطبيل ان المعارضه خطفت المطرنين لكن لم نسمع من الحكومه الموقره انها عملت تحقيقات او لجنه تتباع هذا الامر و اصبح المطرانين مجرد ذكرى سنويه كل سنه تمر على المسيحين و الحقيقه لحد الان غائبه عن المسيحين ليس بس المعارضه انما بسب اهمال و تقصير الحكومه في حمايه مواطنيها المسيحين.
مأساة القرن الواحد و العشرين في وقت سابق من هذا الشهر، و تضمن الكتاب تفاصيلاً عن صعود الإسلام الراديكالي و تأثيره على المسيحيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. و ساعد في هذا الدوله السوريه ايضا حيث جلبت المرتقه الايرانين و الافغان الى سوريا ليتصارعوا مع ميلشيا المعارضه الراديكاليه و المسيحي بينهم اي طبق المثل عليه بين المطرقه و السنديان.
رجال الدين اصبحوا مخبرين للجهات الامنيه حيث يقمون بارسال التقارير الى الجهات الامنيه عن المسيحين حتى قبل الحرب كي تباركم الحكومه و تعطيهم صلاحيات يحكموا الشعب المسيحي و اي مخالف لهم الامن ياخذه و منها الاحزاب المسيحيه اللتي ظهرت كان رجال الدين من عارضها و ابغلت الجهات الامنيه على اعضائها. رجال الدين المسيحين خانوا المسيحين مع دولتهم حيث همشوا المسيحين و جعلوهم خائفين من كل شئ و هذا جعل المسيحين يهربون من سوريا و يلتجاؤوا في اوربا تاركين بلدهم و ارزاقهم.
المسيحيه لا تعرف الخوف لكن رجال الدين علموا المسيحي ان يكون خائف و هذا يذكرني باوربا في القرون الوسطى حيث ان الكنسيه تحالف مع الحاكم و قمعت الشعب رجال الدين همهم اليوم المال و السلطه لا يهم اذا اضطهد او احتقر رعايهم اصبحوا جماعه الانا و الانا اسقطت الشيطان.
من بين أربع وثلاثين قرية مسيحية في مدينتي الحسكة ، لم يبقى سوى قرية واحدة مأهولة بالسكان وهي تل ورديات حيث يقع دير السيدة العذراء الشهير في المنطقة. أين ذهب الآخرون ؟ ذهبوا لمصيرهم فمنهم من قتل ومنهم من أسر عند داعش ومنهم من هجر أرض أجداده للأبد بعد أن انتشرت حملات الخطف التي استهدفت المسيحيين، والتي كان ورائها ضباط مخابرات الحسكة الذين أصبحوا شبه عاطلين عن العمل وجباية الرشاوي.
عرق أحياء دمشق القديمة والتي يشكل المسيحيون غالبيتها أخذت معالمها بالتغير وأصبح رموز كالحسين وزينب واللطميات والمظاهر الشيعية الأخرى تحتل الأحياء المسيحية التاريخية التي عاش فيها القديس والراهب الدمشقي يوحنا الذهبي الفم والذي عرف بهذا الاسم لما أضافه من ذخر كبير للكنيسة البيزنطية.
كل هذا لا يشبه المسيحيين في شئ والطامة هي أن من وقع من الشباب المسيحي في أيدي ميليشيات إيران هم الشباب المنحدرين من العائلات الأكثر فقراً التي لم تتمكن من مغادرة البلاد.. ما يزيد وضع المسيحيين في سوريا بؤساً هو أن رجال الدين الحاكمين للكنيسة في سوريا مثلهم مثل أي رجال دين حاكمين في طائفة أخرى.. لا يتم اختيارهم إلا برضى مخابراتي عليهم أضف إلى ذلك اليوم الرضى الإيراني، ما ينبئ بمزيد من التدجين لمسيحيي سوريا الغاضبين من استمرار تلاشي وجودهم وثقافتهم من أرضهم الأم.
فباسم قتال داعش و النصره وحماية المسيحيين من داعش تتسلط إيران على ثقافة المسيحيين في سوريا لطمسها. مسألة بيع دمشق القديمة لنظام الملالي أمر يستدعي وقوف الكنيسة كلها وقفة رجل واحد بوجه نظام الملالي الذي بات يتحكم بدمشق كدمية تخصه. طبقة رجال الدين المسيحي ماتزال غير قادرة على الخروج من عباءة النظام ومازالت غير مستوعبة أن هذا النظام قد سقط فهي تتبنى عداوة أعدائه وصداقة أصدقائه دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه الثقافة المسيحية المندثرة في سوريا.

#سيمون_العيسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات