أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة محمد لمين عبد الله - ملاحظات على هامش قضية خاشقجي














المزيد.....

ملاحظات على هامش قضية خاشقجي


سلامة محمد لمين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكاد هذه الأيام قضية اغتيال الكاتب السعودي جمال خاشقجي، تطغى على بقية احداث العالم الأخرى. بداية لا يسعنا إلا ان نتوجه بالترحم على هذا الرجل الذي قُتل بهذه الطريقة البشعة الدنيئة و بتعازينا الحارة لأسرة الفقيد. اعترف اني، ربما لأسباب خاصة، لم اكن في السابق من المهتمين كثيرا بجمال خاشقجي شخصيا فأنا لا أكاد اعرفه. فهو كان و لا يزال بأفكاره المستنيرة يصنف، بالنسبة لي، في خانة المثقفين السعوديين الإصلاحيين الحداثيين الذين يعيشون في الخارج أو يقبعون في السجون السعودية و راجت اسماؤهم في وسائل الإعلام العربية لفترة ما، مثل الأستاذة مضاوي الرشيد و الأستاذ متروك الفالح. اللافت في هذه النخب السعودية هو أنهم لا يطالبون بقلب نظام الحكم، بل أنهم يعلنون ولاءهم للأسرة المالكة الحاكمة و يدافعون عن الوحدة الوطنية و الجغرافية للمملكة و التصدي لخصومها. كل همهم هو ادخال نوع من التفكير العقلاني على سير المؤسسات و الخطط و البرامج من اجل ان تتبوأ الدولة مكانتها كقوة اقليمية حباها الله بموارد هائلة.

من سؤ حظ جمال خاشقجي و سذاجته السياسية هو العيش في بلد كالولايات المتحدة الأمريكية المتحالفة مع السعودية و تحت ادارة الرئيس دونالد ترامب الذي لا يولي اهتماما كبيرا لحرية التعبير و الديمقراطية و حماية حقوق الإنسان في العالم العربي و متعطش الى المال. و هو كذلك انتماؤه لتنظيم الإخوان المسلمين. هذا التنظيم تُطرح حوله الكثير التساؤلات و يوجد غموض واضح في سلوكاته. فاذا كانت بعض التيارات السياسية ذات التوجه الإخواني، مثل حزب العدالة و التنمية التركي، هي تنظيمات سياسية ديمقراطية الى درجة لابأس بها و تتبنى أفكارا عصرية. حيث يحسب لحزب العدالة و التنمية التركي، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب اردوغان، علي سبيل المثال، رفع الظلم التاريخي في حق النساء المسلمات اللاتي كان يفرض عليهن خلع الحجاب في أماكن العمل و الجامعات في دولة اسلامية كبيرة كتركيا. فإن حركة الإخوان المسلمين المصرية المعارضة التي وصلت الى الحكم في اعقاب الربيع العربي قد ارتكبت اخطاء كثيرة، كتهميش و خيانة التيارات الشعبية و التقدمية الديمقراطية التي شاركت بحماس و فعالية في تظاهرات ميدان التحرير، قمع الحريات العامة الى درجة أن احد الشيوخ قام بتوجيه اتهامات لفظية للفنانة الهام شاهين عبر قناته التفزيونية، التحالف مع السلفيين، الذين وصل بنائب منهم الأمر الى رفع الآذان اثناء جلسة لمجلس الشعب المصري، من اجل طمأنة بعض الأنظمة الخليجية التي تقدم مساعدات مالية لمصر و تناصب جماعة الإخوان العداء و تواجهها بأساليب قمعية محليا؛ ناهيك عن التهم الثقيلة الموجهة لبعض قادة الحركة من طرف القضاء المصري. لهذه الأسباب يوجد تفهم كبير للتصحيح الذي اقدم عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغم معارضتنا الشديدة للأساليب العسكرية.

اذا كنا لا نشاطر افكار خاشقجي للأسباب المذكورة، فنحن ندين بشدة الجريمة البشعة التي اقترفت في حقه و نعبر عن اشمئزازنا من درجة الإنحطاط و الظلامية و التهور التي وصل اليها التفكير السياسي في المملكة العربية السعودية. فالعالم لن يستطيع نسيان ملامح الذعر على وجه القنصل السعودي في تركيا، محمد العتيبي، الذي تزعم بعض التسريبات التركية أن مكتبه كان مسرحا للجريمة و أنه اُرغم على رؤية المشاهد المروعة.
من جهة أخرى، فإننا اذا اعتبرنا انفسنا اشخاصا ساديين و افتقدنا كل رحمة و شفقة، و حاولنا نظريا تبرير العمل الذي قامت به السعودية من زاوية تنفيذ عملية لتصفية أحد المعارضين في الخارج تزعم هي انه يشكل تهديدا لأمنها القومي، فإنه يجب علينا أن نتوقع أن افراد الكوماندوس، الذين يمثلون اطارات سامية في اجهزة الأمن و يتوفرون على مؤهلات عالية، كان يجب أن يعاملوا معاملة لائقة في بلدهم بعد انجازهم للمهمة التي تم تكليفهم بها من طرف السلطات العليا في المملكة. لكننا، حتى في هذه الحالة الإفتراضية، نرى أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم يواجهون مصيرا مجهولا و مهينا. حيث توجد تقارير اخبارية تقول أن أحد أفراد المجموعة، و هو ضابط في القوات الجوية، قد لقي مصرعه في حادث سير غامض، في حين يصدر بيان رسمي يعترف بالجريمة و يعلن عن القاء القبض على عدد كبير من المشتبه فيهم من المرجح أن يكون من ضمنهم اعضاء الفريق الأمني الذين نفذوا عملية الإغتيال الجبانة. يضاف الى ذلك تحميل المسؤولية لمسؤولين سامين في الحكومة السعودية: نائب قائد المخابرات، اللواء احمد العسيري؛ و مسؤول الأمن السبراني، سعود القحطاني. كذلك فان إصرار اعضاء فريق القتل، اذا ما ثبت صحة التسريبات، على تلطيخ شخصية القنصل العتيبي، ينم عن الاخلاق التي تتحلى بها النخب السعودية المقربة من هرم السلطة في المملكة. فهو الآن اصبح طرف بشكل ما في جريمة قتل خاشقجي. فانا لا اخفي تعاطفي مع القنصل و لو كان بيدي الأمر لكنت طلبت منه تسليم نفسه للسلطات التركية لأنها ستكون اكثر رحمة و انصافا في حقه من الحكومة السعودية التي تريد التهرب من المسؤولية و التضحية بأقرب المقربين المخلصين.

إننا في الوقت الذي ندين من جديد جريمة قتل جمال خاشقجي و نطالب السلطات التركية بالمضي قدما في التحقيق لتوضيح الملابسات بمهنية و شفافية للرأي العام الدولي، و نشكر الزعماء الغربيين و الأصوات الحرة النبيلة التي تطالب بذلك، فإننا في نفس الوقت ننبه الى عدم الإنجرار وراء بعض الحملات الإعلامية التي تشنها اطراف معينة بهدف استغلال القضية لتصفية الحسابات و الإبتزاز السياسي لا أكثر!















#سلامة_محمد_لمين_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة للتأمل!
- واقعتان غريبتان في المهجر!!
- الرأسمالية، ايضا، لديها برنامج عمل وطني
- المرأة إنسان راشد؛ و الرجل كذلك
- الو، بريسيدينتي


المزيد.....




- -الصورة العائلية- المحرجة لقادة العالم
- باحثون يكشفون عن -لص معرفي- في أدمغتنا
- -روستيخ- تطور حواسب صغيرة بمواصفات خاصة
- الجراح غوتيه: روسيا رائدة في مجال زراعة الأعضاء
- أين ستعثر الولايات المتحدة على جنود جدد لقتال روسيا؟
- ترمب يعمل على سحب ورقة الناخبين السود من يد بايدن
- أبعد مسبار فضائي عن الأرض.. -فوياجر -1 التابع لناسا يعود للح ...
- الجثث تفحمت.. مصرع 9 أشخاص في احتراق -باص- يقل مسافرين وسط ا ...
- سوناك يتحدث عن شروط -مقبولة- لكييف ينبغي على أساسها -إحلال ا ...
- مصر.. الأرصاد تكشف حقيقة تعرض البلاد لموجة حر خلال أيام عيد ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة محمد لمين عبد الله - ملاحظات على هامش قضية خاشقجي