طز على مهرجان أسمه المربد..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير 1111
(1) قال السيد ماجد الساري مستشار وزير الدفاع العراقي اليوم الخميس أن أكثر من 40 شخصا ذهبوا ضحية الاغتيالات في البصرة خلال اليومين الماضيين وان هذا الرقم مخيف وغير مسبوق.
وتابع السيد الساري في تصريح خاص لوكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة ان هناك ايضا
تهديدات بالقتل والتهجير تمارسها بعض المجموعات.
وذكر إن الإحصائية الرسمية لضحايا الاغتيالات في شهر شباط فبراير بلغت أكثر من 60 ضحية ولكن العدد في تصاعد "حيث شهدنا في اليومين الأخيرين رقما مخيفا وغير مسبوق حيث تجاوز عدد ضحايا الاغتيالات خلال 48 ساعة أكثر من أربعين ضحية."
(2 ) دعا وكيل وزارة الثقافة العراقية جميع المثقفين من خارج وداخل العراق إلى حضور مهرجان المربد الشعري ( في البصرة) في دورته الثالثة بعد سقوط النظام الأسبق وتحت شعار (مبدعو العراق ضميره الحي) والذي سيبدأ أعماله في منتصف الشهر الجاري ...!!
عن أي ضمير يتحدثون في وزارة الثقافة ..؟
عن ضمير معلن أم مستتر .. عن ضمير المخاطب أم ضمير المتكلم .. عن ضمير الوجود أو العدم .. عن ضمير الموت أم عن ضمير الحياة .. عن ضمير الصحة أم ضمير المرض .. عن ضمير البناء أم ضمير الهدم ..؟
أفتونا مأجورين يا " سادة " وزارة الثقافة التي لا تستطيع التفريق بين ضمير الجوع الروحي المنتشر في كل مكان وبين ضمير التصفية الجسدية في شوارع المدن العراقية وخاصة في البصرة مهد المربد الأول في الزمان الخطأ ..!!
لا ادري من هو الذي يريد صناعة المربد الثالث بعد سقوط صدام هل من المعقول أن يكون هناك ضمير للشعر عندما يقتلون في البصرة ، مهد الشعر والشعراء وقوافيه وأوزانه ، كل من يدندن مع نفسه أغنية من أغاني المطربة صباح آو وديع الصافي .. يقتلون كل حلاق .. يقتلون الصابئي والنصراني .. يقتلون في جامعة البصرة كل من يردد اسم دارون أو نظريته .. يقتلون كل من لا يلطم على صدره .. ويقطعون رأس كل امرأة لا تضع على رأسها كماشة سوداء ..!
صار الموت في البصرة غريزة ، فأي مربد تعقدون فيها .. ؟
مغرور جدا من يقول أنه " فهم " أغراض المربد وأنيابه ، و الذي كان يحرك قصائده ذات اليمين وذات الشمال ، ليس من اجل الشعر بل لوضع القلادة الذهبية على صدر الدكتاتور صدام حسين ..!
مع الأسف أن القائمين على المربد ــ وفيهم كثيرون طيبون ــ لا يدركون أن هذا المهرجان عليه (( ديون )) كثيرة لم يسددها حتى الآن ، فقد كانت المقابر الجماعية تحفر ليلا في المحمودية والناصرية والسماوة واربيل خلال ليالي مهرجان المربد المعربد ..! بينما في النهار كانت الإحصائيات تقول أن 500 شاعرا يبجلون صدام حسين في جلسات المهرجان في الفنادق والمطاعم الراقية .. ويكذب " كبير " شعراء الحداثة العربية محمود درويش حين يسمي لطيف نصيف جاسم بــ " وزير الشعراء" فيصدقه الشعراء أنفسهم ..!
وزارة الثقافة العراقية تعد العدة البضائعية والنفعية ، في هذه الأيام ، من اجل زرع العطف على الشعراء العراقيين ، القرابين ، بجمعهم على حسابها في مكان النار الشعرية الخالدة و فوق جثث الضحايا البصريين كي يحصد " جنرال " محافظة البصرة حب الشعراء ،
وكي يحصد " جنرال " جامعة البصرة تصفيق أغلبهم ،
وكي يحصد " جنرال " فرق الموت والشرطة الليلية نفاق بعضهم ،
وكي يتمتع " جنرالات " بعض الأحزاب الدينية بقوافيهم ،
ولكي يحصد "جنرالات " ضيوف الجارة العزيزة بركاتهم وصلواتهم ،
وكي تشتري بعض الأوساط بهاءً زائفاً أسمه شعر المربد..!
أيها الشعراء : هل تظل البصرة ساحة تتهامس فيها شفاه الناس المغلوبين الضعفاء بينما يتبادلها سادة الميليشيا والتجار ورجال الدين المتطايرين كالأشباح فوق كل ثقافة وشعر وأدب وعلم وفوق كل مال وحلال .. ؟
*******************************
• قيطان الكلام :
• هل صحيح أن للشعراء معدة وليس لهم عقل ..؟

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات