أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - عفرين بعد إدلب















المزيد.....

عفرين بعد إدلب


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عفرين بعد إدلب، مسلسل، نرجحه، وترجحه الأغلبية من المراقبين السياسيين، ونتوقع مشهدين متضاربين لمستقبلهما، وبالتالي للمنطقة الكردية بشكل عام:
1- إما أن، أمريكا ستحاول إعادة دعم فصائل من المعارضة وتحت أسماء مغايرة، فقد تسربت معلومات على أنه تم مثل هذا الدعم، حتى ولو كان على نطاق ضيق، قبل الاتفاق المؤقت بين تركيا وروسيا على إدلب، ويقال إنها كانت من بين الأسباب التي أدت إلى موافقة روسيا على تأجيل الهجوم. وفي حال استمرت روسيا في إثارة قضية التواجد الأمريكي في شرقي الفرات، سترد أمريكا بدورها بإرسال رسائل متعددة منها دعم ما للفصائل المتواجدة في منطقة إدلب وعفرين وجزء من حلب وشمال حماة ومحاولة إبقائها خارج سيطرة السلطة وروسيا، ولا يستبعد أن توافق على إبقائها تحت سيطرة أو وصاية تركية، علما أن تركيا تحاول جاهدة التخلص من المعارضة، على الأقل المدرجة على قائمة الإرهاب الروسية كفصائل هيئة تحرير الشام، وبالتالي ستبقى المنطقة شبه مستقلة عن السلطة، وهذا الاحتمال قد يؤدي إلى إقامة سوريا فيدرالية، أن لم تكن كونفدرالية، ولربما سيتم كتابة الدستور على هذا الحيز، لكن احتماليات تحقيقه ونجاحه ضعيف ولعدة أسباب: تركيا سترفضها وبقوة لأنها ستكون النموذج المثالي لمستقبلها الداخلي، حيث الشعب الكردي والشعوب الأخرى كاللاظ وحقوقهم، ومطالبهم، رغم أنها تتمناه لتصبح قبرص الثانية. ومثلها إيران والسلطة، وكذلك المعارضة، رغم أن الأخيرة في الواقع العملي تتجه إلى تطبيق الكونفدرالية بكل أبعادها، وتحاول جاهدة الحفاظ على الواقع الجاري، وتبقى هنا القوتين الوحيدتين أمريكا والإدارة الذاتية اللتان تسندان هذا التوجه وتدمجان الواقع الجاري مع النظري. من جهة أخرى الخلاف التركي الأمريكي، ورفض روسيا والسلطة تغيير موقفها من الفصائل المسلحة الموجودة على القائمة الإرهابية إلى فصائل معارضة وطنية لمجرد تغيير الأسماء، وبالتالي روسيا سترفض هيمنتها على تلك المناطق وستحاربها بكل الاحتمالات، ولن تترك السلطة لوحدها في المواجهة، وهنا، وكما ذكرنا، لا يستبعد أن تتلقى المعارضة مساعدة أمريكية في حال لم تتفق روسيا معها على بقائها في شرق الفرات وعلى الأغلب كمنطقة فيدرالية.
2- أو أن، إدلب وبعدها عفرين ستعود إلى كنف السلطة وبالقوة الروسية، حتى ولو كان الأسلوب المتبع مخالفا لما طبق في الغوطة الشرقية أو درعا، وهنا فاحتمالية خروج تركيا من معسكراتها المتعددة في المنطقتين، ستكون محل جدال واسع، بل ومن الباب وجرابلس، كقواعدها المتواجدة في العراق، رغم أن إخراجها وبأمر روسي هو المرجح، لإعادة هيمنة السلطة وشرعيتها الدولية وتأمين الاتفاقيات بينها وبين سوريا، لكن وفي جانب أخر، تبقى في المعادلة عملية التغاضي عن الوجود العسكري التركي في المناطق المحاذية لشرقي الفرات كورقة ضغط على أمريكا، وعلى مجريات الخلافات بينهما على وجودها وبقاء إيران في سوريا، وهنا سيكون الخلاف مرافقا على تطبيق النظام الروسي حيث الإدارات الذاتية الموسعة صلاحياتها، أو الفيدرالية في سوريا كما تخطط لها أمريكا، والتي أصبحت نموذجا تتناقش عليه كل الأطراف المعارضة والمؤيدة لها.
وفي الحالتين سيكون للكرد مكانة، أما بنظام فيدرالي كما في الحالة الأولى أو إدارة ذاتية بصلاحيات ذات نظام لا مركزي، فإيران، وكما ذكرناها في مقالات سابقة لن تخرج وبدعم روسي من سوريا، وبالتالي أمريكا بالمقابل لن تخرج من شرقي الفرات، ومن أحد علاماتها تمسكها بمدينة منبج رغم الدعايات التي روجتها تركيا حول الاتفاق معهم في إدارتها على مدى السنتين الماضيتين قبل أن تكذبها تصريح أردوغان الأخير مع الصحافة، والتي كان ينفيها السياسيون الأمريكيون بأساليب دبلوماسية.
فقضية إدلب ستحسم لصالح السلطة بطريقة أو أخرى، فضحتها كلمة بشار الأسد، عندما ذكر أن الاتفاقية التركية -الروسية أفادتنا كثيرا، تحت خباثة في الحجة، ولهذا وافقوا على كل بنودها، وتصريحه يبين وبشكل غير مباشر أنه هناك توافق ما بين سلطته وأردوغان عن طريق روسيا، وتركيا تؤدي مهمة إذابة المعارضة المسلحة وخاصة المتشددة الرافضة المصالحة والتخلي عن السلاح الثقيل، أو حتى بعضها ترفض سحبها من المنطقة المتفقة عليها.
وهذه الاتفاقية نتائجها سوف لن تختلف عن سابقاتها في الغوطة الشرقية ودرعا، وبالتالي فالمجموعات المسلحة ستتجه أو ستدفعهم تركيا إلى صراع داخلي، وبالتالي سيصبحون طعما سهلا لروسيا والسلطة، أو أن تركيا ستحاول دفع جلهم إلى منطقة عفرين، ومن المتوقع حينها ظهور الصراع هناك بين الفصائل القادمة والمسيطرة على المنطقة، مع موجات الهجرة الجديدة إليها وتعني بالنسبة لشعبنا الكردي في عفرين المزيد من سلب البيوت والأملاك، والتعدي، وغيرها من الأعمال الشريرة التي ستزيد من المعاناة المتفاقمة أصلا بين المهجرين وأبناء المنطقة، وهي الحالة التي تريدها السلطة وتركيا معا لأهالينا في عفرين.
ولا شك هذه الاحتمالات تكرسها عدم الاهتمام العالمي بمصير شعوب المنطقة، وخاصة القوتين اللتين بيدهما مفاتيح الحل، وعوضا أن تعملا على توجيه سوريا إلى حلول سلمية، تكرس روسيا مراكزها على الساحل السوري، وتدرجها ضمن سياقات القوانين الدولية، وبالمقابل أمريكا تنشر قواعدها وتعززها ببعض الأجهزة المدرجة في المفهوم العسكري، بالإستراتيجية، حتى ولو كانت على مستوى سوريا، أو المنطقة الكردية، ويهملون أو يغضون الطرف عما يجري في عفرين والمناطق الأخرى المحتلة عمليا من قبل تركيا تحت حجة مناطق خفض التصعيد أو المسيطرة عليها الفصائل المسلحة المعارضة، أو من قبل المليشيات الإيرانية تحت غطاء جيش السلطة، وبمخططات خلق التوازن بين التواجد الإيراني والتركي في سوريا، وترطيب الجانب التركي، وفي الواقع مصالحهم هي التي تحركهم والضحية هم شعوب المنطقة، وبأيدي المجرمين، السلطة وميلشياتها والمعارضة، المدعين تمثيلهم للشعب، وهذا التمثيل المنافق مسكوت عليه بل ويدعم من قبل الدول الكبرى، التي تفتح لهم الأبواب لحضور المؤتمرات حيث يتم من خلالها تمرير الادعاء الكاذب.
كما ذكرنا ستنتهي قضية إدلب وقريبا، المعارضة (فيما إذا قبلت بشروط الانسحاب، وهذا ما لا نتوقعه من أغلب فصائلها وخاصة هيئة تحرير الشام) فيها ستأكل بعضها، عندما ستضيق عليها المنطقة، والتي ستحصر فيها حسب الاتفاقية الروسية- التركية، فيما إذا طبقتها وتراجعت، بعمق 35 كم خط نظر من كل طرف أي بما معناه 70 كم خط نظر، وفي الواقع المسافة بين طرفي المحافظة مع المناطق الأخرى لا تزيد عن 200 كم خط نظر، ومساحتها قرابة 80 ألف كم مربع، إدلب مع المساحات المضافة إليها من محافظتي حلب وحماة، أي عمليا ستجتمع كل الفصائل ضمن منطقة عمقها لا تزيد عن 130كم خط نظر، وبينهم خلافات حادة، لانتماءاتها إلى قوى إقليمية متضاربة، وبعضهم منقسمة عن بعضها، وحاربت بعضها لمرات عدة، ومعظمهم سيتقاتلون على سيادة المناطق، أو أن تركيا ستفرض على قسم منهم حل ذاتهم، كما هو متفق عليه مع روسيا، وعلى الأرجح ستكون هناك رفض من قبل بعض الفصائل للمطالب التركية، وبالتالي فإن احتمالية الاقتتال الداخلي سيحصل قبل بدء القصف الروسي - السلطة لهم، وهنا ستواجه تركيا معضلات عدة.
بعد الانتهاء من إدلب، وتجميع المعارضة في عفرين والمناطق المحاطة بها، سيتم إثارة شرقي الفرات، وحينها، وبعد اقتناع أمريكا وروسيا أنهما لن يتركا سوريا، ربما سيتجهان إلى حوارات وتوافقات، قد يبدأ الحوار الجدي بينهما بعد إدلب، وسيتم عرض السلال الأربعة التي أصبحت حديث البعض في الأونة الأخيرة، وهي (الإرهاب، وكيف سيتم التعامل مع الفلول المتبقية من المعارضة المسلحة، وهل ستسمح لتركيا بالتدخل لإدراج مخططها وعرض الـ ب ي د ضمن القائمة، أي هل ستقبل روسيا بها، وهي التي تعاملت معهم قبل أمريكا؟ وكذلك قضية كتابة الدستور، ولجانها وهل ستسمح للعروبيين والإسلاميين الهيمنة عليها؟ وهل سيكون للكرد وللأقليات المذهبية والدينية والقومية دور ما في كتابته؟ الانتخابات وهل سيكون لبشار الأسد وحاشيته حضور بعد كل هذه المجازر؟)
وهل سيسبق أو سيرافق الدستور والانتخابات انتقال سياسي للسلطة؟ وسيطبق النظام اللا مركزي، بدل إصرار السلطة على المركزية وبشروط سفيهة ومن منطق المنتصر في الحرب؟
وهل ستسبق كل هذا إخراج تركيا من عفرين والمناطق السورية الأخرى، وكذلك إيران، أي ستقلص دورهما؟ أي هل ستعود عفرين إلى سابقة عهدها كجزء من جنوب غربي كردستان؟
أم أن أمريكا وروسيا لا تثقان ببعضهما، وستستمران في دعم أدواتهما ضمن سوريا، وإلى متى؟

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
10/10/2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مضمون رواية (انبعاث في أغوار الجبال) للفنان الكاريك ...
- ماذا يجري بين أمريكا وتركيا
- نادية مراد بين نوبل وشنكال
- انعكاسات سقوط الطائرة الروسية على الكرد
- هل الله مقدس؟- الجزء الرابع
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثالث
- الكرد في الاحتدام الأمريكي الروسي على سوريا
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثاني
- هل الله مقدس- الجزء الأول
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء التاسع و ...
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الثامن عشر
- معركة السوريين الحقيقية
- هل تحرر المثقف الكردي
- هل ستتفتت تركيا كالإمبراطورية العثمانية 2/2
- هل ستتفتت تركيا كالإمبراطورية العثمانية-1
- انحطاط الآلهة
- كردستان يتيمة الإمبراطورية العثمانية
- كيف يخسر الكرد قدراتهم
- الكرد في قمة هلسنكي
- هل خسر الكرد في سوريا


المزيد.....




- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - عفرين بعد إدلب