أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - ياسين سعيد نعمان - بين الفعل الثوري والفعل الثأري














المزيد.....

بين الفعل الثوري والفعل الثأري


ياسين سعيد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 6024 - 2018 / 10 / 15 - 21:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



- الذكرى ال٥٥ لثورة ١٤ أكتوبر المجيدة لن تكون مجرد حكاية تسرد على نحو لا يمكن أن تنصف معها التضحيات التي قدمت على طريق انتصار هذه الثورة ، إذا لم نبحث في ما تحمله الحكاية من دروس وعبر .

- التاريخ ملهم لمن يريد أن يتفكر في أحداثه ويتدبر أمر متغيراته .

- في اليمن يستبد بِنَا الحدث التاريخي الذي يشعل فينا الحماسة كتعويض عن الانكسارات التي تعقب ذلك الحدث في اللحظة التي يتعين علينا فيها أن نبحث عن أسباب الانكسارات لنتخطاها ، ونكاشف أنفسنا وأجيالنا عن الحقائق بأسلوب ثوري يبرر إحتفاءنا بالثورة .

- لو لم يتبق من الثورة سوى هذه المكاشفة الثورية لأمكننا القول إن الثورة لا تزال زاخرة بعوامل ديناميكية تتجدد بها عند كل انتكاسة ، وأنها لا تزال حاضرة في وجدان الناس وثقافتهم ، وأن ما تعرضت له من تحديات لم يكن سوى صورة من صور التدابير الخاطئة التي ستواصل الثورة تسوية مسارها من خلال تصحيحها .

- لكن أخطر ما يصيب الثورة من انتكاسات هو أنه عندما يصبح الحماس الذي تشعله الذكرى غير موصول بالوعي والثقافة الثوريين اللذين لا تنتقل الثورة عبر الأجيال إلا بهما. وأنه وبدونهما ، وخاصة عندما لا يتأسس في الأرض واقع صلب يشي بأن حراكاً ثورياً قد مر ذات يوم من هنا ، فإن الذاكرة في هذه الحالة لن تستطيع أن تربط الأجيال بعجلة الثورة مما يهدد بفقدان الذاكرة نهائياً بعد أن تتحول الى مجرد طقوس لا تحمل غير معنى واحد وهو " الإنتكاسة" .

- في غمرة هذا الحدث العظيم يجب أولاً أن نتذكر الشهداء الذي سقطوا على درب الحرية ودفاعاً عن حلمهم في البناء والتقدم الاجتماعي . ومن هذه النقطة علينا أن نتبين حقيقة هذه المسألة التي غمرتها الصراعات وأخرجتها من دائرة التفاهمات الوطنية التي كان يفترض أن تسود وهي أن هؤلاء الشهداء كانوا ينتمون الى كل التيارات الوطنية ، وكان هدفهم واحد بالرغم من التنوع السياسي الذي طبع لوحة الثورة في مبناها العام وأدى إلى قدر من الاختلاف في الرؤى ، لكنه ليس الاختلاف الذي يشكل تناقضاً حاداً في الموقف من الهدف الاساسي للثورة ، وكانوا بذلك عنواناً مشتركاً للارادة الوطنية التي حملت لواء الحرية .

- باستعادة هذا المشهد الذي انعكس بعد ذلك في صراعات لم تنته يتبين لنا كم كانت الايديولوجيا الطاردة للتفاهم الوطني لهذه القوى الحاملة لمشعل الحرية قوة سلبية في المجرى العام للثورة .

- لم تسمح بأي حوارات بين هذه القوى ، بل كانت ،بمنطق اليوم ، الخندق الذي لاذ به الجميع كل من موقعه في الخارطة السياسية ليقصي الآخر .

- هناك من أقصى ، وهناك من عانى من الإقصاء، وهناك من عاد ليقصي .. وتكررت دورات الاقصاء ، ولم تعد في الهزيع الأخير من دوراتها أيديولوجية بقدر ما كانت ثأرية .

- تنتهي دورات العنف والاقصاء إلى حقيقة مفادها أن العنف والاقصاء في الحياة السياسية قد أساءا الى الوطن والى الثورة وإلى دم الشهداء ، وخربا الفعل الثوري البناء وحولاه إلى فعل ثأري هادم .

-لا يبدو أن الجميع قد تعلم من هذه الحقيقة التي غرق فيها بلدنا ... واذا لم نتعلم الان فمتى سنتعلم ؟

كل عام والجميع طيبون في ذكرى أكتوبر المجيد !!



#ياسين_سعيد_نعمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الرفيق د. ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتر ...
- الديمقراطية.. بين الخصوصية اليمنية والمشترك العربي


المزيد.....




- إلهان عمر لـCNN: لست مصدومة من ترامب لأنه يلجأ للخطاب العنصر ...
- باللغتين الإسبانية والإنجليزية.. أول تصريح لرئيس فنزويلا عن ...
- سجال لبناني إسرائيلي عقب اجتماع -نادر- لمتابعة الهدنة
- مقتل 5 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على ...
- هل -وثقت- إيران لحظات تدمير الجيش الإسرائيلي مواقع عسكرية عل ...
- مشاهير عالميون يطالبون إسرائيل بإطلاق سراح القيادي الفلسطيني ...
- عاجل| مادورو: الاتصال مع الرئيس ترامب يمكن وصفه بالودي والمب ...
- ترامب: الصوماليون دمّروا أمريكا.. وإلهان عمر -كارثة-
- كأس ألمانيا.. بايرن يواصل الزحف وشتوتغارت يحافظ على الحلم
- -تانغو- السياسة.. ترامب يكشف -رغبة- بوتين في إنهاء حرب أوكرا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - ياسين سعيد نعمان - بين الفعل الثوري والفعل الثأري