أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - خلاصة عن سميرة ورزان ووائل وناظم بعد انهيار سلطة -جيش الإسلام-














المزيد.....

خلاصة عن سميرة ورزان ووائل وناظم بعد انهيار سلطة -جيش الإسلام-


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 15:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قضيتُ شهوراً في تركيا بين صيف وخريف هذا العام بغرض متابعة قضية سميرة ورزان ووائل وناظم ومقابلة أكبر عدد من المهجرين من دوما والغوطة الشرقية في ربيع 2018. وكان في خطتي أن أدخل إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية من شمال سورية للقاء المهجرين إلى هناك، ومنهم أصدقاء شخصيون، إلا أن الأمر لم يتيسر لأسباب قد أبينها في وقت آخر.
لكني التقيت بنحو عشرين من المهجرين، وجمعت معلومات من أشخاص لم أتمكن من لقائهم مباشرة. وفي هذه الإحاطة المختصرة خلاصة ما هو مؤكد بخصوص الجريمة المستمرة.

لم يكن هناك شخص واحد بين من قابلتهم أو سمعت منهم، ومنهم من كانوا في مواقع نافذة في جيش الإسلام، لا يؤكد أن جيش الإسلام هو الجهة الجانية دون وجود أي احتمال آخر. ويبدو أن الجماعة بالذات لا يخفون الأمر في الدوائر القريبة منهم. لم يكن لدي أي شك في ذلك يوماً، لكن إن كانت هناك أي جهات عامة تتذرع بعدم التأكد فيمكن أن تتقصى الأمر بنفسها، فهذا لم يعد متعذراً اليوم.
لم أتوصل إلى معلومات قطعية عن مصير المرأتين والرجلين. كان علي أن أسمع أسوأ التقديرات والترجيحات، بما فيها كلام على تصفية الأربعة، بعض قائليه يقولون إنه وقع بعيد الخطف بقليل، لكن هناك من يقولون إن من الأربعة أو الأربعة كلهم كانوا حتى شباط من هذا العام في سجون جيش الإسلام. وهناك من رجح التسليم للنظام، لكن ليس بيدنا دليل على ذلك. أرجو أني لست في حالة إنكار بالقول إن الاحتمالات الأسوأ ليست قطعية.
هناك من لا يزالون يخافون من جيش الإسلام من بين المهجرين حديثاً الذين خبروا قسوة إجرامه وقدرته على الإيذاء، ولا يزال هناك من يخشون الكلام عن القضية وغيرها أو من يمكن أن يتكلموا إذا أمنوا الأذى.
تكونت لدي صورة أوضح عن تركيبة جيش الإسلام. لهذا التشكيل مكون أمني ومكون شرعي ومكون إداري ومالي، والنواة الصلبة دينية مخابراتية، يقوم الدين فيه بدور لغة مشتركة ومصدر لتسويغ أفعال تتراوح بين التحريض والتهديد والإفساد وتصل إلى التعذيب والاغتصاب والاغتيال. هناك مشاريع تجارية بالملايين في اسطنبول ومدن تركية أخرى لقياديين في جيش الإسلام يستطيعون التحرك بين شمال سورية ومدن تركية، وجرى شراء أراض بالملايين في مناطق الشمال من قبل التشكيل الأمني الديني. والجماعة يعرضون اليوم نفسهم على تركية للإيجار. ويبدو أن السلطات التركية تعتبرهم ورقة قد تنفع يوماً. وهذا ما يحول دون إظهار الحقيقة في شأن هذه الجريمة وكثيرات غيرها.
الجناة المباشرون معروفون بالاسم، والهيكل القيادي، الأمني السياسي الديني، معروف بقدر واف من التفاصيل، ومن شأن تحقيق جدي أن يظهر الحقيقة في شأن قضة الأربعة وجرائم أخرى كثيرة دونما صعوبات خاصة.
تكوين التشكيل إجرامي وفاسد بعمق، فهو في مظهره الخارجي تشكيل ديني متشدد يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية للناس ويفرض نظاما متشدداً على المجتمع الذي يحكمه ويتحكم فيه، في دوما بخاصة، لكن في دوائره العليا والداخلية هو عصابة دينية منحلة، منحطة في أخلاقيتها، وحشية في قسوتها، فاسدة الضمير، عابدة للمال ومهووسة بالجنس، يعيش قادته في أوضاع منعمة وبالغة الامتياز، وقت كان عامة الناس يجوعون في دوما والغوطة.
وهم بعد ذلك يكيدون لبعضهم، ولا يثق معظمهم بمعظمهم، ويمسك كل منهم أشياء على غيره، بما فيها فيديوهات، لحماية نفسه.
ويبدو أن نسبة عالية من أهالي دوما بقيت في المدينة وقت التهجير تخلصاً من جيش الإسلام، وإن بالوقوع تحت قبضة النظام.
يهمني أخيراً القول إن قضية سميرة ورزان ووائل وناظم لن تطوى، لا اليوم ولا في أي يوم، قبل كشف غوامضها ومعرفة الحقيقة كاملة في شأنها، والعقاب العادل للمجرمين. وبقدر ما إن سورية صارت جنة للإفلات من العقاب بفعل استئناس المجرمين بسوابق مجرمين غيرهم، فإن في العمل على كشف جرائم هذا التشكيل ما يحمي فرص العدالة في سورية وضد الجناة الآخرين. وما قد نحصل عليه من معرفة مفصلة عن عصابة متعصبة ومنحلة في آن بالغ الفائدة للإطلال على عالم مثيلات لها تشكل استمراراً للأسدية بلحى طويلة.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات بخصوص الكتابي والشفاهي في سورية
- سورية والعالمية الحربية الأولى
- العالم في -اللحظة الفاشية-
- سورية والتحول الأجنبي
- مقالات إلى سميرة (8) في المسألة الإسلامية
- مقالات إلى سميرة (7) الكلوم والكلمات: في تمثيل الأزمات وأزمة ...
- مقالات إلى سميرة (6): في نقد التضامن
- ثلاث مشكلات في مفهوم الدولة
- دولة إبادة في سورية، وليس نظام دكتاتوري
- مقالات إلى سميرة (5) الحبُّ والتعذيب والاغتصاب، والإبادة
- الأبد كمنفى من التاريخ
- مقدمة الطبعة الأسبانية لكتاب -الثورة المستحيلة-
- رسائل إلى سميرة (9)
- العيش في المؤقت
- استخدام الإنكار وسوء استخدامه في تناول الجينوسايد
- سجناء مُطلقون، وسجانهم النسبي، تحت القصف
- مقالات إلى سميرة (4) المظلومية، الظالمية، الظلامية: ظهور طائ ...
- ثلاثة أبعاد لقضية اللاجئين
- مقالات إلى سميرة (3): شبكة الغياب
- ضد العملية التركية في عفرين


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - خلاصة عن سميرة ورزان ووائل وناظم بعد انهيار سلطة -جيش الإسلام-