أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منظمة الصباح الاحمر - - الصباح الاحمر بالمغرب - : على درب البناء















المزيد.....

- الصباح الاحمر بالمغرب - : على درب البناء


منظمة الصباح الاحمر

الحوار المتمدن-العدد: 6012 - 2018 / 10 / 3 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحاجة الى الحزب اللينيني
مستلزمات البناء

المدخل
اخدت "الصباح الاحمر" على عاتقها مهمة الدعوة والعمل على بناء حزب شيوعي على الطراز اللينيني او محاولة بناءه وهذه مهمة غاية في الصعوبة ,اذ ان عملية بناء مثل هذا الحزب في ايامنا تجابهها صعوبات هائلة عديدة ولكنها من ناحية اخرى ضرورة ملحة وتاريخية فبانعدام هذا الحزب تفقد البروليتاريا المغربية اهم سلاح لها والوحيد في كفاحها من اجل الانعتاق من نير الاستغلال الراسمالي المزدوج الكومبرادوري والامبريالي ومعه يتبدد امل الجماهير الشعبية في التحرر الوطني والاجتماعي .
ملحاحية وضرورة بناء حزب بروليتاري في المغرب ليست وليدة اليوم وان كانت اكثر حدة وراهنية بل تعود تاريخيا الى الثلاثينات مع تشكل وبروز البروليتاريا المغربية كطبقة حديثة وجديدة بالتشكيلة الطبقية المغربية . وقد شعر ووعى اوائل الشيوعيين المغاربة هذه الضرورة وجرت محاولة بناء الحزب انذاك ومغربته في عقد الاربعينات ولكن الضربة التي وجهها الحكم الرجعي الوليد وريث الاستعمار الفرنسي ـ الاسباني غداة اتفاقية اكس ليبان الخيانية وملشيات حزب البورجوازية التجارية التي قادت حركة التحرر الوطني ( حزب الاستقلال ) الى قيادة الحزب الفتية انذاك باغتيال ابرز قادته وقادة جناحه المسلح ( محمد وعبد الله الحداوي وعبد الله بن عبد الكريم ...) الذي نشط تحت اسم منظمة الهلال الاسود وانحراف ما بقي من قيادته الخروتشيفية بقيادة علي يعته وعبد الله العياشي والصنهاجي والتهامي الخياري وغيرهما ادت الى اختفاء الحزب ( التيار الشيوعي ) وجريدته ونشاطه عمليا الى بداية السبعينات واواخر الستينات حين بدات في التبلور والظهور الحلقات الاولى الماركسية اللينينية سواء داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية او الجزب التحريفي التحرر والاشتراكية والتي حملت مهمة بناء الحزب البروليتاري من الطراز الجديد .
بدات عملية بناء الحزب بخطوات وئيدة راسخة ومدروسة منذ اليوم الاول لهذه العملية بتدشين القطيعة التنظيمية والفكرية والسياسية مع التيارات التحريفية والاصلاحية بتشكيل منظمة الف ( الى الامام لاحقا ) والمنظمة باء ( 23 مارس ) برزت خطوطها العريضة في وثيقة سقطت الاقنعة لنفتح الطريق الثوري وتعمقت مع توالي الكفاح على جبهات متعددة ومتنوعة رغم الضربات القمعية ومحاولات الزمرة التحريفية والاصلاحية محاصرة الانوية الجنينية للحزب من الطراز الجديد .
وما ان ظهرت مؤشرات السياسة الصحيحة في بناء الحزب اللينيني ( احداث قفزة نوعية في توجه الحركة الطلابية والتلاميدية واتساع دائرة الكفاح العمالي خاصة عمال المناجم ...وازدهار حركة ثقافية فكرية قوية ومؤثرة في الحياة الفكرية والثقافية ) الا واخدت الاراء والمفاهيم والتيارات الانتهازية تبرز بكافة اشكالها والوانها داخل التنظيم الجنيني وخارجه . فشن الرفيق عبد اللطيف زروال داخل منظمة الى الامام والرفيق حمامة وجبيهة رحال داخل منظمة 32 مارس النضال الجبار ضد كل هذه التيارات والمفاهيم الانتهازية ( وثيقة منهجية توحيد الحركة الماركسية اللينينية للرفيق جبيهة رحال ووثيقة نقد المرحلية ووثيقة المسودة الاستراتيجية للرفيق زروال .
كان اعتقال الرفيق زروال ورحال واستشهادهما تحت التعديب واعضاء قيادة المنظمتين وخاصة الثوريين منهمنقطة تحول في حياة الحركة والحزب الجنيني . فلقد عانت جميع القيادات التي جاءت بعد ذلك من نقطة ضعف كبيرة هي عدم استيعاب وادراك ومعرفة معمقة بالخط الاستراتيجي مما ادى الى ان يتخبط التكتيك في الظلام . واخدت القيادات الجديدة المتتالية تقع في اخطاء مبدئية رغم ان نضال الحركة وتغلغلها في اعماق الجماهير بقي مستمرا بتاثير رغم الحركة في فترة الشهيدين ظهرت معها من جديد التيارات الانتهازية والتحريفية بعد الفراغ الكبير الذي احدثه غياب قائدين من طراز زروال رحال وبوعبيد حمامة خاصة في عقد الثمانينات والذي اسهمت في نموها وتطورها بشكل كبير الانهيار الذي طال الاتحاد السوفياتي وتفكك دول ما كان يسمى بالمنظومة الاشتراكية والذي كان النتيجة الطبيعية لاعادة بناء الرسمالية هناك من طرف التيار التحريفي الخروتشيفي وبعده البريجنيفي ومن خلفهما وكذلك انحراف التجربة التحررية الصينية وانعطافها نحو اعادة بناء الراسمالية بالصين الشعبية واحكمت سيطرتها على الحركة وانحرفت بها نحو الاندماج ضمن منظومة النظام السياسي القائم من خلال ما سمي بالتجميع وقبلهما تاسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وانتصار خيار الشرعوية والعلنية حتى اصبح التيار الماركسي ـ اللينيني يكاد ينحصر في اوساط اقلية طلابية تحت اسم النهج الديمقراطي القاعدي الذي يحسب له الدفاع عن جدارة التيار وصيانة التجربة الثورية والدفاع عنها ضد كل اشكال المسخ والتحريف والمتاجرة وقدم على سكة ذلك الاف المعتقلين عشرات الشهداء ومئات المعطوبين ولا يزال الى الان .

بقيت ضرورة وملحاحية بناء حزب بروليتاري لينيني في الوقاع منذ ذلك التاريخ واستمرت الى الان ولم تخبوا وقتيا الا لتعاود البروز على سطح اولويات المناضلين وطبقتنا العاملة ولكن مجرى الاحداث الدولي والوطني وخاصة بعد انعطافة 20 فبراير وما لحقها من نهوض شعبي لا يزال مستمرا الى اليوم اظهر هذه الضرورة وابرز العناصر القوية الواعية التي تدرك هذه الضرورة وتناضل من اجل تحقيقها ومن بينها دعوة ومحاولة الصباح الاحمر والمناضلين الذين يقفون خلفها وسبقتها دعوة وخطوة الرفاق في البديل الجدري , وهي ضرورة ومهمة تحقيقها صعب وطريقها وعرة تتطلب تضحيات وجهود اكثر مما بذله الرفيق زروال ورحال والحداوي وبن عبد الله قبلهما في حينهما رغم تبدل الظروف وتغير الشروط الملموسة وتجابه صعوبات لا تقارن بما واجهه القادة الشهداء انذاك .
وحتى تكون معالجتنا لمسالة الحزب من الطراز الجديد ـ بما هو ضرورة تاريخية ومسالة ملحة يفرضها تطور الوضع الراهن اكثر من أي وقت مضى خاصة امام النهوض الشعبي / الطبقي الذي تشهده بلادنا وما يوسم به من طبائع طبقية سياسية وواقعية تهدد بانحرافه يمينا كما حصل في العقود الماضي او حصول تراكم خيبات الامل بدل تراكمات كمية ايجابية تفضي الى احداث تحول نوعي في طبيعته الطبقية التي تصبغها عليه بالتاكيد طبيعة قيادته الطبقية الاجتماعية والفكرية السياسية ـ شاملة وموضوعية يتعين النظر للمسالة من زاويتين مترابطتين والفصل بينهما للضرورة المنهجية ليس الا .
1 ـ المستلزمات الموضوعية لبناء وتشكيل الحزب الماركسي ـ اللينيني .
ان الجانب الموضوعي في لمسالة هي الطبقات الشعبية الكادحة أي الطبقات المستغلة وعلى راسها البروليتاريا المغربية . ما هي تركيبة ومكونات الطبقات الشعبية المستغلة؟ وماهي الطبقات المستغلة االتي لا يشملها مفهوم الطبقات الشعبية الكادحة او مفهوم الشعب او الجماهير الشعبية في المرحلة الراهنة ؟ هل طرا تغيير على التحليل الطبقي الذي استندت اليه الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية لرسم استراتيجيتها وتكتيكها الثوريين ؟ وقبل كل هذا يتعين الجواب على سؤال : ما هي طبيعة نمط الانتاج السائد بالمغرب ومكوناته والقوانين الموضوعية التي تحكم تطوره ؟ ما طبيعة العلاقة بين نمط الانتاج بالمغرب والنظام الراسمالي العالمي وطبيعة القوانين والميكانزمات التي تنظم هده العلاقة وتعيد انتاجها وادامتها ؟ هذه كلها اسئلة ومسائل ملحة يتعين تقديم الاجابات العلمية عليها بالمعنى ماركسية ـ لينينية كشرط اولي لكل من يحمل ويضع على عاتقه مهمة بناء منظمة / حزبا لينينيا ليضمن السير في انجاز هده المهمة التاريخية الحاسمة واضحة , دقيقة , جريئة وسديدة .
يتطلب بحث هذه القضاياقبل كل شيء العودة الى التحليل الطبقي في عهد الشهيدين زروال حمامة ورحال ووثائق منظمتي 23 مارس والى الامام واخضاعها للدراسة والنقد الثوري ( الماركسي ـ اللينيني الصارم ) ولقد ظهر هذا التحليل بصورة مركزة في كراس تطور المجتمع المغربي المنشور باسم جماعة من التقدميين المغاربة مثلا , وثيقة سقطت الاقنعة لنفتح الطريق الثوري , المسودة وغيرهما من الوثائق اللاحقة . وكان واضحا في هذا التحليل ان مفهوم الطبقات الشعبية الكادحة المستغلة ( الشعب ) يشمل الطبقة العاملة ومراتب الحرفيين والفلاحين الفقراء بدون ارض والصغار والمتوسطين وشرائح واسعة من البورجوازية الصغرى بالمدينة والريف . ولا يشمل هذا التحديد البورجوازية الكبيرة الكومبرادورية بكل مكوناتها والملاكين الكبار العقاريين وكلاء البورجوازية الاحتكارية العالمية المرتبطة مصالحا بمصالح هذه الاحيرة في اطار وظيفتها ودورها المحدد بتقسيم العمل على الصعيد العالمي.
في هذا السياق أي تحليل التشكيلة الطبقية الضرورة العلمية الثورية تقتضي بحث التغيرات التي مست وطرأت التركيبة الطبقية لمفهوم الطبقات الشعبية الكادحة المستغلة ومفهوم الشعب عموما في ضوء المتغيرات والتطورات التي حصلت في العقود الاخيرة من تطور المجتمع المغربي
اهم تغيير طرا على هذا لتركيب الطبقي مس البورجوازية المتوسطة او ماكان يسمى في ادبيات الحركة م ل البورجوازية الوطنية وتكمن اهمية هذا التغيير / التحول في ان هذه الطبقة البورجوية ,بحكم طبيعتها الراسمالية المتماثلة للبورجوازية الكبيرة الكومبرادورية والملاكين الكبار العقاريين من حيث اعتماد حياتها وتطورها على استغلال الكادحين سواء بطريقة الانتاج المباشر او الغير المباشر ( كبار الموظفين في الجهاز البيروقراطي والاديولوجي لدولة الكومبرادورية ) اصبحت الطبقة وتتعاون مع التي تديم الاستغلال البورجوازية الكومبرادورية وحلفاءها العقاريين وتصونها ضد تحرر الكادحين من الاستغلال والعبودية الماجورة ( التناوب التوافقي .. الديمقراطية التوافقية ..الخ ) وظهر ذلك من خلال الاشتراك في الحكومة ومعاداة التغيير باعتماد النضال الطبقي وبالاستناد على الجماهير الشعبية الكادحة علنا وبصفة خفية وفي محاربة التنظيمات الثورية ومعاداتها , والنقابات العمالية ونزوعها نحو اليمين الفاشي التي يعبر عنها تشكيل سياسي حزبي واسع ( الاتحاد الاشتراكي و التقدم والاشتراكية , حزب الاستقلال , العدالة والتنمية ) والتي تدل كل ممارستها ومواقفها على مقدار حرصها على تحطيم وتخريب كل حركة تتضمن على المدى البعيد خطرا على مصالحها ( الحركة الطلابية وحركة 20 فبراير... نمودجين ) .
واكدت التجربة الملموسة في العقدين الاخيرين كيف ان البورجوازية المتوسطة ( الوطنية ) واحزابها المتنوعة ايدت سلطة البورجوازية الكبرى الكومبرادورية وكبار الملاك ( الملكية المطلقة ) تاييدا غير مشروطا وجعلت شعارها الاستراتيجي "الملكية التنفيدية " الذي لم يكن في الواقع سوى سلطة البرجوازية الكومبرادورية ( الحكم الملكي الاوتوقراطي الرجعي ) , ورفع شعار محاربة الفساد والاستبداد والاصلاح السياسي والدستوري الذي لا يعني الا سير هذه الطبقات الوسطى ( البورجوازية ) في ذيل البورجوازية الكومبرادورية وهو نفس المنحى الذي تسير فيه الشريحة العليا من البورجوازية الصغرى وخاصة المدينية منها يعكس نفس المسار الذي تطورت فيه الطبقات الوسطى في عقد التسعينات وبداية الافية الثالثة وهو المنحى والاتجاه المعبر عنه بشعارات النضال الديمقراطي الجماهيري والملكية البرلمانية والمجلس التاسيسي ( احزاب الفدرالية والنهج الديمقراطي ) .
ان أي عملية بناء للحزب من الطراز اللينيني يجب ان تاخد هذا التحول في الاعتبار عند التحليل الطبقي للمغرب الحالي. فبالاستناد الى عمق التغيير الذي طال مزاج وميول البورجوازية المتوسطة فهي لم تعد بالتالي جزءا من حركة ثورة التحرر الوطني / الاجتماعي في المرحلة الراهنة ومن ضمن تحديد ومفهوم الطبقات الشعبية الكادحة المستغلة وامست هذه الطبقة بمختلف مراتبها وشرائحها عدوا مباشرا للجماهير الشعبية وتحولت الى حامي مصالح البورجوازية الكومبرادورية والملاك العقاريين الكبار والامبريالية في المغرب اضافة الى مصالحها البورجوازية الضيقة . ولا يستطيع الشعب الحصول على أي مكسب او مطلب الا بانتزاعه من السلطة البورجوازية الكومبرادورية ( الحكم الملكي الاوتوقراطي ) ذاتها .
ان تقسيم البورجوازية اليوم كما كان يجري في السابق ( التحليل الطبقي لمرحلة السبعينات ) الى بورجوازية وطنية وبورجوازية تابعة عميلة او بورجوازية الاعمال والانتاج وبرجوازية طفيلية يشكل جزءا من المفاهيم التحريفية الرامية الى اضفاء الثورية والوطنية على قسم من البورجوازية المتوسطة بغرض ادامة هيمنة هذه الحيرة سياسيا وفكريا وطبقيا على باقي الطبقات الشعبية المستغلة الكادحة وطمس التمايزات الطبقية وتناقض المصالح بين الطبقات الاجتماعية وخاصة بين البورجوازية المتوسطة والصغرى والبروليتاريا والفلاحين الفقراء , وبالتالي حرف مسار الصراع الطبقي الذي مفروض ان يطيح بالبورجوازية بكافة مراتبها للقضاء على اسس الاستغلال الطبقي وبناء بديلها التاريخي الاجتماعي , الاشتراكية .

ان الموقف يجب ان يكون صارما وواضحا في تحليل طبقات الشعب المغربي مستثنيا من المفهوم والتحديد الطبقة الراسمالية بكل مكوناتها وشرائحها ( الكومبرادورية بكل مكوناتها والمتوسطة ) . دون ان يعني هذا اغافل التناقضات والتمايزات الحاصلة بين مكونات البورجوازية وخاصة بين الطبقات الوسطى والبورجوازية الكومبرادورية والملاكين العقاريين ومن ضرورة استغلال هذه الخلافات والتناقضات التي قد تنفجر بين البورجوازية المتوسطة والكومبرادورية لا لمساندة فئة ضد اخرى او التنازل لهذه الفئة ومعاداة الثانية بل بهدف اضعاف كل هذه الفئات والطبقات لمصلحة البروليتاريا ولانجاز الثورة التحررية الاشتراكية والقضاء على البورجوازية بمختلف فئاتها والاستيلاء على السلطة واقامة السلطة المجالسية للعمال والفلاحين الفقراء كشكل تاريخي لديكتاورية البروليتاريا.

ومن المفاهيم والتحاليل التي راجت ولا تزال في العقود الاخيرة بخصوص مسالة بناء الحزب الماركسي ـ اللينيني مفهوم " الشروط الذاتية والموضوعية الملائمة" , " تطوير الحركة الجماهيرية وتجديرها كمدخل بناء وفرز الحزب الثوري " , "استعداد الجماهير" وشعار" اساليب النضال التي تريدها الجماهير" مثل هذه الرؤى والتحاليل والطروحات ليست سوى محالة انتهازية لالقاء العجز عن انجاز مهمة بناء الحزب اللينيني والتقاعس عن النضال الثوري وعن توجيه الجماهير في هذا النضال على عاتق الظروف والجماهير الشعبية نفسها .
ان الظروف والشروط الموضوعية هي معطى مستقل عن ارادة الافراد الوعية ووعيهم بهذه الشروط والظروف وهي في نفس الوقت موضوع فعلهم الواعي الهادف الى التغيير الثوري . كما ان البروليتاريا المغربية والجماهير الشعبية الكادحة عموما هي دائما مستعدة للنضال , بحكم شروط عيشها وحياتها شانها شان جميع شعوب العالم التي تعيش تحت سيطرة الاستغلال والقمع الطبقيين , من اجل التحرر من الاستغلال والقمع . ودور المناضلين الماركسيين ـ اللنينين دراسة الظروف المناسبة ورسم الخطط المنهجية للفعل والبناء , وتحديد اساليب النضال الملائمة حسب كل ظرف وعند كل منعطف وبث الدعاية لها بين الجماهير وقيادتها في خوض تلك النضالات . ليس دور المناضلين ديليا كما يصورونه باسم الحركة الجماهيرية وتجديرها او انفاليا مع الاحداث الكبرى كما يحصل ويجري الان بل ان دورا المناضلين هو بناء اداة النضال وقيادته وفق الاسلوب المناسب لوضع ومن خلال النضال مع الجماهير التي يتعين اقناعها بضرورة سلوك وتبني اسلوبنا في النضال وليس العكس .
صحيح ان جماهيرنا الشعبية الكادحة راكمت خيبات الامل المتعددة جراء خيانات الطبقات الوسطى واحزابها لها والتنكر للتضحيات الكبيرة التي قدمتها الجماهير . كما انه من الجدة التاكيد على حقيقة تغييب البروليتاريا المغربية عن مسرح النضال السياسي من طرف مختلف شرائح البورجوازية الصغرى والوانها الفكرية ـ السياسية , كما نه جدير التدكير والاقرار ان الشعب والجماهير الشعبية الكادحة تعرضت خلال حكم البورجوازية الكومبرادورية والملاك العقاريين على مر العقود الماضية وحتى اليوم الى مجازر فاشية دموية وتعرضت تنظيماتها للاجتثاث والاستئصال وقدمت ضحايا بالالف معتقلين وشهداء ومنفيين ومختطفين مجهولي المصير وهي الان تجتاز اشد انواع الاضطهاد الفاشي والاستغلال الفاحش في ظروف حرب طبقية عدوانية وهو ما يجعل البعض يتصور ان الجماهير نتيجة لذلك ليست مستعدة لخوض النضال الثوري . لكن الواقع الحالي المتميز بنهوض شعبي متواصل( انتفاضة جرادة , الريف , الجنوب والجنوب الشرقي , الجامعات المغربية ...) هو ان الظروف والشروط الموضوعية مواتية وملائمة , وان الجماهير الشعبية اكثر استعدادا للنضال كما كانت دائما والتي لا تزيدها حملات القمع والاضطهاد الى استرخاص التضحية . ان ما تحتاجه الجماهير والطبقات الشعبية الكادحة هو القائد الجريء الذي يبدع ويوجه نضالاته توجيها صحيحا في هذه الظروف الصعبة وليس هذا القائد سوى المنظمة / الحزب الماركسي ـ اللينيني ( الشيوعي ) .
خلاصة قولنا ان الجانب والشرط الموضوعي جاهزا للنضال الثوري اذا توفرت لذلك القيادة المثابرة الصحيحة في هذا النضال وهناك تلازم عضوي بين الاثنين ( جاهزية الجماهير للنضال والقيادة الثورية الجريئة) وليس تعاقب بين الطرفين , فالطبقات الشعبية الكادحة مهما كانت ثورية لا تستطيع لدى انعدام القيادة الصحيحة الا القيام في احسن الظروف بحركات عفوية يسهل تحطيمها من قبل البورجوازية الكومبرادورية الحاكمة وتخريبها من طرف التيارات البورجوازية الصغرى والمتوسطة الاصلاحية والفاشية الدينية ( القوى الظلامية ) وتاريخ المغرب خلال الخمسين سنة الماضية مليء بالامثلة على ذلك ( انتفاضة 65 , 81 , 84 , 90 , 2011 ....) .



#منظمة_الصباح_الاحمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الصباح الاحمر بالمغرب - : تجارب ثورية
- - الصباح الاحمر بالمغرب - : مواقف ونضالات
- - الصباح الاحمر بالمغرب - : مواقف ونضالات
- - الصباح الاحمر بالمغرب - : وثائق ومشاريع
- - الصباح الاحمر بالمغرب - : كلمة وتقديم


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منظمة الصباح الاحمر - - الصباح الاحمر بالمغرب - : على درب البناء