أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - رغم تدمير الدولة البوليسية لكل القيم ، ومع ذلك تستمر في الهروب الى الامام . ( 13 )














المزيد.....

رغم تدمير الدولة البوليسية لكل القيم ، ومع ذلك تستمر في الهروب الى الامام . ( 13 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6004 - 2018 / 9 / 25 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الحلقة الثانية عشرة ، ومن خلال المقارنة بين الدولة البوليسية في المغرب ، حتى لا نقول المغربية ، وبين الدولة البوليسية في اوربة ، رأينا كيف ان الدولة البوليسية في المغرب تخرب وتدمر ، ولا تبني وتعمر ، ورأينا مناهجها واصولها في الاستئثار بالدولة ، ومنها الاستئثار بالثروة ، مع الاجتهاد في ابتكار آليات وميكانيزمات ، لخنق احرار وشرفاء الشعب ، الفاضحين والمقاومين لأصولها البدعية ( بدع ) ، وممارساتها الفاشية المقيتة .
وفي المقابل ، رأينا كيف تختلف عنها الدولة البوليسية الاوربية ، التي تبني وتعمر ، ولا تخرب وتدمر ، كما رأينا كيف ان الدولة البوليسية في المغرب ، تركز على مصالحها من خلال مصالح الشخص ، وليس النظام ، وبخلافها ، كيف تركز الدولة البوليسية الاوربية على الطبقة ، ومن خلال العلاقة بين مختلف الطبقات التي تُكوّن المجتمع ، تكون الدولة البوليسية الاوربية دولة الشعب ، وليس فقط دولة طبقة ، حيث ومن خلال اللعبة التي تتحكم فيها الدولة البولسية ، يمكن للأغلبية ان تحكم ، ويمكن للأقلية ان تعارض ، ويمكن للأكثرية ان تصبح اقلية ، والأقلية تصبح أكثرية ، وهكذا يستمر المسلسل في ضبط التوازن الطبقي ، بما يحول دون تغول طبقة على أخرى .
اما الدولة البوليسية في المغرب ، ومن خلال قهرها للشعب ، ومن خلال تظاهرها بخدمة الشخص اكثر من خدمة النظام ، وهي في الحقيقة تخدم مصالحها ، تصبح الدولة البوليسية والشخص في واد ، ويصبح الشعب في آخر . وعندما يتعمق الظلم ، وتتوسع دائرة الاعتداءات المتواصلة والمختلفة ، وفي ظل الخنق والضغط ، يصبح للشعب حل واحد لا اثنان ، هو مغادرة البلد بمختلف الطرق المشروعة وغير المشروعة . فالهجرة المكثفة والكثيفة ، هي هروب من القمع ، ومن الاستبداد ، والطغيان ، وهروب من الفقر المسلط على الشعب ، أي هروبا من الدولة البوليسية .
وعندما يختزل الشعب المواجهة في الهجرة كحل ، يكون الشعب بمن يدين الدولة البوليسية التي تخرب وتدمر ، ولا تبني وتعمر . ودرجة الخطورة ، وفي غياب البديل للتنفيس عن السخط ، بسبب عقم وشح الدولة البوليسية ، هل يمكن تصور دولة بدون شعب يتطلع للهجرة ؟
وإذا كانت الدولة البوليسية الاوربية ، تعوض عن فشلها باللجوء الى القواعد الديمقراطية ، التي تتحكم في توجيهها الدولة البوليسية نفسها ، بحيث يمكن استعمال الانتخابات لتنزيل العقاب على جماعة ، وتمكين جماعة أخرى من تجريب حظها ، بحيث يشعر الانسان الأوربي بنوع من التغيير الذي يشفي غليله ، ويُلطّف هدوءه ، لتجنب أي سخط شعبي قد يتحول الى ثورة ، فان ما يعرف عن الدولة البوليسية في المغرب التي تتحكم في الانتخابات ، وتصنع البرلمانات ، وتشكل الحكومات ، وتنشئ الأحزاب والنقابات، لتجسيد استمرارية الاستبداد ، المجسد في تركيز الدولة في شخص الشخص ، اكثر من تجسيدها في نظامه ، بحيث يعتبر الحاكم نفسه هو الدولة ، والدولة هو ، انها بتصرفها الأرعن والغير المحسوب النتائج ، لأن عقلها متحجر ، وثقافتها ، فقط القمع والاذلال ، هو انّها تصنع من حيث لا تدري ، معارضتها الشعبية ، فتكون بمن يجعل صورة الحاكم الذي يستبد بجميع السلط ، كريهة في نظر الشعب ، فتصبح البلاد مقبلة على جميع الاحتمالات ، كالطوفان ، او الدخول الى المجهول . وما موجة الفرار ولا أقول هجرة او تهجير الى اوربة ، ورفع شعارات التخلي عن الجنسية ، واحراق الراية ......لخ ، الاّ دلالة بسيطة عن موجة التسونامي التي تختمر ، وتتحضر في قلب المجتمع المغربي .
ومع ذلك وبدون خجل ، وامام فشل الدولة البوليسية في المغرب ، فلكي تتهرب من المسؤولية ونتائجها ، بما فيها الجنائية ، فهي تلجأ الى حل تتقنه بامتياز ، لأنها جبانة ، ولا تقدر على المواجهة ، هو حل الهروب الى الامام ، لخلط الأوراق ، قصد ضمان بعض الوقت لاستمرارها في النهب ، وفي افساد المجتمع ، والدفاع عن الاستبداد ، لأنه رحيقها ، وروحها الذي لن تستطيع العيش بدونه .
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تريد افراغ منظمة ثورية مسلحة من ثوريتها
- خطر الدولة البوليسية اخطر من خطر الدولة الدكتاتورية ( 12 )
- تتمة الحلقة العاشرة حول رفض الشعب لتغوّل واستبداد الدولة الب ...
- هل ناصر الزفزافي في طريقه الى الشهادة .
- هل اقترب حل نزاع الصحراء الغربية .
- فدرالية أم كنفدرالية لمستقبل الصحراء
- خريطة الطريق لمواجهة تغوُّل ، وبطش ، وقمع الدولة البوليسية ( ...
- طريق واحد لا طريقان للرد على تغوّل الدولة البوليسية ( 9 )
- حين يسرق البوليس الدولة ويحوّلها الى دولة بوليسية . يبقى هنا ...
- سجل أنا عدمي ( 7 )
- بعد الخطاب الملكي الذي حرره عملاء الدولة البوليسية ، تبقى طر ...
- ما العمل في وضع مزري كالذي نحن فيه عربيا ومحليا ودوليا ( 5 )
- انعكاسات قضية الصحراء على دول الشمال الافريقي ( 4 )
- حين توظف الدولة البوليسية القضايا الوطنية ضد مصالح الشعب -- ...
- الدولة البوليسية دولة تخريب ( 2 )
- تحليل بنية النظام السياسي المغربي -- على هامش رسالة مستشار ا ...
- موقف - حركة لنخدم الشعب - و - منظمة الى الامام - من نزاع الص ...
- - منظمة 23 مارس - وقضية الصحراء ( 3 )
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية وقضية الصحراء ( 2 )
- كيف فعل صراع الصحراء بالمشتغلين بالشأن العام ؟ ( 1 )


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - رغم تدمير الدولة البوليسية لكل القيم ، ومع ذلك تستمر في الهروب الى الامام . ( 13 )