أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - فدرالية أم كنفدرالية لمستقبل الصحراء















المزيد.....

فدرالية أم كنفدرالية لمستقبل الصحراء


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5977 - 2018 / 8 / 28 - 02:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداولت بعض الصحف الاسبانية كسبق اعلامي ، خبرا مفاده ، ان الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوهلر ، بصدد اقتراح حلّ ين لنزاع الصحراء الذي دام حوالي ثلاثة وأربعين سنة خلت ، ودون ان يجد له حلاً ، حيث اصبح يعرف بأقدم نزاع ترعاه الأمم المتحدة ومجلس الامن . ان هذين الحلين يتراوحان بين الفدرالية والكنفدرالية .
ما قامت به الصحيفة الاسبانية كان في الحقيقة مجرد تكهن ، وفي نفس الوقت ، جس نبض اطراف النزاع المتمسكين بمواقفهم من النزاع الدائر بالمنطقة . جبهة البوليساريو تتمسك بحل الاستفتاء ، والنظام المغربي يتمسك بحل الحكم الذاتي كآخر تنازل منه ، لإنهاء النزاع بلا غالب ولا مغلوب .
من خلال رصد مجريات وتطور الأحداث ، يتضح ان النظام المغربي وجبهة البوليساريو ، كلاهما اضحيا متجاوزين للأطروحات التي لا يزالان يرددانها . وكأنهما يخوضان نزاعا من اجل النزاع ، ودون معرفة وادراك تطوراته الجديدة في الميدان .
فبالنسبة للنظام المغربي الذي يردد حل الحكم الذاتي ، فقد نسي او تناسى ، ان هذا الحل ، رغم ان الطرف المعني به يرفضه ، أي جبهة البوليساريو ، فهو قد اضحى متجاوزا ، عندما اعترف بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، الذي يلزم ويفرض على اية دولة غير عضو بالاتحاد ، إن هي ارادت الانضمام اليه ، عليها الاعتراف صراحة وعلانية بجميع الدول التي تكونه ، وتعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار . والنظام المغربي باعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، يكون بذلك قد اعترف بالجمهورية الصحراوية .
ان هذا الاعتراف قد رتب مسؤولية قانونية وسياسية على النظام ، ومن ثم ، فان تمسكه بحل الحكم الذاتي ، يجعله يتناقض مع اعترافه الصريح بالجمهورية الصحراوية . لان النظام إذا كان يعتقد ان دخوله الى الاتحاد الافريقي ، سيمكنه من قلب الطاولة على الجمهورية الصحراوية ، ومن ثم العمل على طردها ، فان ما نلاحظه ، فرغم الملايير التي أعطيت كاستثمارات للعديد من الدول بغية تغيير موقفها من النزاع ، فان هذه الدول الى جانب الاتحاد الافريقي ، يتمسكون حتى النخاع بالجمهورية الصحراوية ، الامر الذي يجعل تواجد النظام ضمن الاتحاد غير طبيعي ، لأنه فشل في إنجاح مخططه الذي قد تكون فرنسا من أوحت له بقرار الاعتراف ، لكن وعندما دقت ساعة الجد ، سنجد ان باريس تصوت دائما لقرارات مجلس الامن التي تنص على الاستفتاء وتقرير المصير ، كما ان فرنسا لم تتوانى في الجلوس الى جانب الجمهورية الصحراوية في لقاء ابيدجان بين الاتحادين الآرو – افريقي .
اما تخلف جبهة البوليساريو ، فيتجلى في جهلها للمكاسب التي تحققت على الأرض ، وهي اعتراف النظام بالجمهورية ، واستمرارها في التمسك بالاستفتاء الذي اضحى متجاوزا بعد اعتراف النظام المغربي بها ، وقبول الاتحاد الأوربي الجلوس الى جانبها في لقاء ابيدجان ، ناهيك عن قرار محكمة العدل الاوربية الذي اكد عدم مغربية الصحراء .
فماذا تريد الجبهة إذن : هل تريد الجمهورية التي تعترف بها العديد من الدول ، ام انها تريد الاستفتاء لإنشاء جمهورية جديدة ، رغم ان الاستفتاء اضحى متجاوزا .
امام تخلف كل من النظام المغربي والجبهة ، عن التطورات التي أضحت فارضة نفسها بقوة في الساحة ، فان التهليل لنظام الفدرالية او الكنفدرالية ، يبقى مرفوضا من قبل طرفي النزاع معا .
النظام المغربي لن يقبل بحل الكنفدرالية على طريقة دول الكمنولت ، لان هذا الحل ، يعني انّ ما سيربط الجمهورية الصحراوية بالنظام ، سيكون علاقة روحية بمقتضى عقد البيعة . وهذا يعني تكرار الوضع الذي كانت عليه الصحراء قبل غزوها من قبل الاسبان .
والجبهة لن تقبل بحل الفدرالية ، لأنه لا يختلف في شيء عن حل الحكم الذاتي الذي ترفضه ، فالاختلاف يكون فقط في الاسم ، أي الانتقال من تسمية الحكم الذاتي ، الى تسمية الفدرالية .
يبدو إذن ان الحلين ، الفدرالية والكنفدرالية مرفوضان من قبل اطراف النزاع ، ومن جهة يتعارضان أصلا مع القرارات التي نص عليها مجلس الامن منذ 1975 وحتى 2018 ، ونصت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ القرار 1514 الصادر في سنة 1960 والى سنة 2018 كذلك . ومن جهة فان مهمة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، تنحصر في التقريب بين وجهتي النظر طبقا لروح القرارات السابقة ، وآخرها القرار 2414 الصادر في ابريل 2018 ، ولا يجب ان تتعدى فرض حل من الحلول دون اخبار المعنيين به . فالتقرير الذي يكون السيد كوهلير قد قدمه الى الأمين العام ، يجب ان يكون احاطة بالأجواء التي سادت اللقاءات ، دون ان يتعدى ذلك إنابته عن اطراف النزاع في اقتراح الحل او فرضه .
ان النجاح الذي حققه الممثلون الشخصيون السابقون للأمناء العامين للأمم المتحدة ، سيحققه السيد كوهلر ، وهو ما يعني ان أي حل في الأفق ، سيبقى مستحيلا ، وليس فقط ببعيد .
ان الوضع مرشح لتجاوز الاستفتاء الذي يعاني من مشاكل تقنية ومسطرية ، ولكونه مرفوض من النظام المغربي ، ولأنه اضحى متجاوزا باعتراف النظام المغربي ، واعتراف العديد من الدول بالجمهورية الصحراوية .
امام هذه الحقيقية ، فان المنتظم الدولي ، خاصة إذا رمى مجلس الامن بعد عجزه في فرض الحل ، النزاع الى الأمم المتحدة ، انْ تتقدم هذه الأخيرة كبرلمان اممي ، بطرح مسألة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية على تصويت الجمعية العامة .
ان حصل هذا السيناريو وهو مرشح بنسبة كبيرة ، فان الأغلبية الساحقة من الدول ، أي بما فيها الاتحاد الأوربي ، والدول الاسكندنافية ، والصين ، وروسيا ، وواشنطن ، والسعودية ، والعديد من البلاد العربية التي لا تعترف بمغربية الصحراء ، سيصوتون لصالح الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .
هنا فان الجمعية العامة والأمانة العامة ، سيكونان مجبران على إحالة نتائج التصويت على مجلس الامن كسلطة تنفيذية ، للشروع في اتخاذ الإجراءات الضرورية لقبول الدولة الجديدة بالأمم المتحدة ، واتخاذ الإجراءات القانونية والمادية لإجبار النظام على مغادرة الصحراء .
هذا وقد يسرّع في تنفيذ هذا السيناريو القادم ، عندما ستندلع الحرب في نهاية 2019 ، بعد فشل مجلس الامن في حل نزاع ، كل خيوطه بيد الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية .
ان ما يجري اليوم بالعالم ، تغوّل السياسة اليمينية المتطرفة للولايات المتحدة الامريكية ، ايران ، تركيا ، كوريا الشمالية ، إهانة الأنظمة العربية ، حيث حلب ترامب اكثر من 450 مليار دولار من السعوديين ، ودعوة ماكرون الرئيس الفرنسي لاعتماد اوربة على نفسها امنيا ، وتشتيت سورية ليبيا العراق .... كلها مؤشرات ان هناك شيء يطبخ في مراكز القرار الكبرى بكبريات العواصم العالمية ، وان ما ينتظر الصحراء ووحدة المغرب ، ليس ببعيد عن المخطط العام الذي يجري تطبيقه عبر مراحل .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريطة الطريق لمواجهة تغوُّل ، وبطش ، وقمع الدولة البوليسية ( ...
- طريق واحد لا طريقان للرد على تغوّل الدولة البوليسية ( 9 )
- حين يسرق البوليس الدولة ويحوّلها الى دولة بوليسية . يبقى هنا ...
- سجل أنا عدمي ( 7 )
- بعد الخطاب الملكي الذي حرره عملاء الدولة البوليسية ، تبقى طر ...
- ما العمل في وضع مزري كالذي نحن فيه عربيا ومحليا ودوليا ( 5 )
- انعكاسات قضية الصحراء على دول الشمال الافريقي ( 4 )
- حين توظف الدولة البوليسية القضايا الوطنية ضد مصالح الشعب -- ...
- الدولة البوليسية دولة تخريب ( 2 )
- تحليل بنية النظام السياسي المغربي -- على هامش رسالة مستشار ا ...
- موقف - حركة لنخدم الشعب - و - منظمة الى الامام - من نزاع الص ...
- - منظمة 23 مارس - وقضية الصحراء ( 3 )
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية وقضية الصحراء ( 2 )
- كيف فعل صراع الصحراء بالمشتغلين بالشأن العام ؟ ( 1 )
- لا منطق الدولة الجزائرية في تعاملها مع الاستفتاء وتقرير المص ...
- لا بذيل عن دمقرطة الدولة الجزائرية ( 6 )
- النزعة التوسيعة الفاشلة للنظام العسكريتاري التوتاليتاري الجز ...
- الحل كان في اصله فاشلا -- علامات انهيار الدولة الجزائرية ( 4 ...
- تناقضات النموذج ( التنموي ) الجزائري -- ازمة زراعة ، فشل صنا ...
- التنمية الجزائرية المعاقة ( 2 )


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - فدرالية أم كنفدرالية لمستقبل الصحراء