أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحل كان في اصله فاشلا -- علامات انهيار الدولة الجزائرية ( 4 )














المزيد.....

الحل كان في اصله فاشلا -- علامات انهيار الدولة الجزائرية ( 4 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تساءلنا في الحلقة الثالثة ، السابقة عن الفشل الذريع ( للنموذج التنموي ) الجزائري ، حين فشلت ( الثورة الزراعية ) ، وفشلت بعدها ( الثورة الصناعية ) ، وأصبحت القيادة الجزائرية تضرب اخماس في اسداس ، لابتكار حل ينقد القيادة السياسية من حزب ( جبهة التحرير الوطني ) وجنرالات الجيش ، حتى يستمروا باسطين أيديهم على ثروة الشعب الذي اضحى غريبا في دولة لا ينتمي اليها الا بواسطة الجنسية التي لا تسمنه ولا تغنيه من جوع .
فحين تعاني الجزائر بلد البترول والغاز على كافة الأصعدة ، السياسية ، والاقتصادية ،والاجتماعية ، وحين تجد الشباب رأسمال الجزائر الذي قتلته البطالة المفروضة ، يحرگ في قوارب الموت ، ليلتحق بفرنسا التي طرها اجداده من الجزائر ، فتلكم دلالة ومؤشر على ان شيئا ما غير طبيعي ، قد وضع العصا في عجلة التطور الذي بدأه اول رئيس جزائري اشتراكي ، احمد بن بلة ، وتلك دلالة ساطعة ، على ان الديمقراطية الجزائرية ، هي ديمقراطية الشلة المسيطرة على الثروة والسلطة من ضباط كبار للجيش ومن صقور الجبهة ، وتم دلالة ساطعة ، على ان البلاد لم تكن تخطط للأجيال اللاّحقة ، بل خططت لصالح طبقة طفيلية ، ستبرز على مسرح الاحداث غداة 19 يونيو 1965 التي حولت الجزائر الغنية الى بلد مرتهن في يد اقلية ، هاجسها الأول والأخير ، هو النهب وغير النهب .
فهل افلحت القيادة الطفيلية من حل مشكل الازمة المستفحلة ، وهل نجحت في التوفيق بحل التناقضين الأساسيين ، زراعة فاشلة ، وصناعة افشل ؟
لمحاولة الخروج من النفق ، تصرفت القيادة الجزائرية من محورين :
محور داخلي ، ومحور خارجي تركز بالضبط على الصعيد الافريقي .
ا ) المحور الداخلي :
الكل يتذكر ان تاريخ 8 نوفمبر 1971 ، كان حدثا استثنائيا ، وطارئا في تاريخ جزائر بعد الانقلاب . ففي هذا التاريخ بالضبط سيوقع الهواري بومدين على قانون ، سيكون لاحقا سبب الازمة ، يقضي بالقيام ب ( الثورة الزراعية ) . والكل يتذكر كيف استولى على ضيعات المعمرين الفرنسيين ، وكيف قام وبتهور غير مسبوق ، بكسح آلاف الهكتارات التي كانت مغروسة بالكروم ، وحولها الى كلخوزات ، بدعوى ادماج القرويين في الاستثمارات الزراعية التعاونية .
ففي تصور هذا القانون ، تقوم ( الثورة الزراعية ) على إجرائيين أساسيين .
الأول ، تأميم أراضي الملاكين المتغيبين ، وتحديد الملكية العقارية .
والثاني ، توزيع جميع الأراضي التي يتم جمعها من أراضي المعمرين ، واراضي الجماعات ، والأراضي المأخوذة عن فائض الملكية المحددة ، على الفلاحين الفقراء والصغار بالمجان .
لقد كان النظام الإنقلابي التوتاليتاري يتوخى من وراء تلك ( الثورة ) تحقيق هدفين رئيسيين هما :
1 ) تحويل الملاكين العقاريين الى رأسماليين زراعيين .
2 ) خلق رأسمالية زراعية صغيرة في أوساط الفلاحين .
اما الهدف الرئيسي من كل ذلك ، فهو تطوير الإنتاجية في الميدان الزراعي التي ستقود بدورها الى تحقيق الأهداف التالية :
1 ) فعبر توزيع الأراضي على الفلاحين ، سيتمكن النظام من تخفيض الهجرة القروية الى المدن ، وبالتالي التخفيف من حدة ضغط البطالة التي أصبحت اليوم بعد الفشل ، عامة في الجزائر .
2 ) ومن خلال تطوير الإنتاج الزراعي ، سيتمكن النظام من تخفيض حجم استيراد المواد الزراعية ، وبالتالي الزيادة في حجم استيراد وسائل الإنتاج الصناعية .
3 ) ومن خلال تطوير الإنتاج الزراعي كذلك ، ستنخفض أسعار المواد الزراعية والغذائية المخصصة للطبقة العاملة الصناعية ، وبالتالي تخفيض كلفة الإنتاج ، وكلفة قوة عمل تلك الطبقة ، وبالتالي تمكين الشعب من بعض المواد المحضورة عليه ، بسبب ارتفاع اثمنتها .
4 ) كما ان وجود ( طبقة زراعية ) متطورة ، يشكل في حد ذاته سوقا بالنسبة للصناعة الجزائرية ( آلات الزراعة ، الأسمدة ، مبيدات الحشرات .....لخ )
فهل نجح النظام الدكتاتوري التوتاليتاري الجزائري في خططه الرامية الى التوفيق بين المتناقضين الأساسيين ( زراعة – صناعة ) ؟
من خلال تتبعنا لمختلف المراحل التي قطعتها التجربة التي لم تكن مؤسسة على نظرية أيديولوجية ، وكانت في اعمها تقنوية ، نكاد نحكم بفشل الخطة ، ونتفهم الوضع المُزْري والهشّ الذي اضحى عليه ما يسمى ب ( النموذج التنموي الجزائري ) الذي أوصل البلاد الى حال الإفلاس .
ان حصيلة ما يسمى ب ( الثورة الزراعية ) ، كانت اكثر من ضعيفة ، بالمقارنة مع ما كان ينتظره منها النظام في تلك الحقبة ، وهذا في نظرنا راجع للعوامل التالية :
1 ) ان ذلك الإصلاح ، كان خاليا من أي مدلول أيديولوجي ، وهو ما جعل الإصلاح تقنيا ، يتعامل مع الآلات المختلفة المستعملة في العملية ، كبضائع خصوصياتها ،ليست هي خصوصيات الجزائر ، الشعب ، والتراب ، والأرض ، والشعارات الطنانة .
2 ) الطابع الإداري البيروقراطي لتلك ( الثورة ) ، الذي عجز عن استنهاض حماس الفلاحين ، وتعبئتهم من اجل إنجاح المشروع ، ولعل اسطع تعبير عن لا مبالاة الفلاحين ،هو موقفهم من القرى النموذجية التي بيقت مهجورة . ذلك انه رغم كل الامتيازات الاجتماعية التي كانت توفرها تلك القرى من سكن شبه عصري، وكهرباء ، ومستوصفات ، ومدارس ، وملاعب رياضية .... لخ ، فان الفلاحين كانوا يفضلون الهجرة الى المدن الكبرى ، او الالتحاق للعمل بالضيعات الفلاحية بفرنسا .
3 ) مقاومة الملاكين العقاريين ( للثورة الزراعية ) . وكمثال ،وهذا شائع عند الوطنيين الجزائريين الذين اكتووا بنيران الإصلاح ، انه في الوقت الذي كانت تجري فيه تلك ( الثورة الزراعية ) ، كان القايد احمد المشهور ، والملاك العقاري الكبير الذي يملك حوالي ثلاثة آلاف هكتار ، يتقلد منصب رئيس جبهة التحرير الوطني ، الحزب الحاكم .
ان تطوير إنتاجية الزراعة يتطلب تخصيص اعتمادات مالية هامة من طرف الدولة للاستثمارات ، والحال ان كل هموم الدولة الجزائرية ، كان منصبا على الصناعة الثقيلة التي فشلت ، خاصة صناعة البتروكيماويات .
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات النموذج ( التنموي ) الجزائري -- ازمة زراعة ، فشل صنا ...
- التنمية الجزائرية المعاقة ( 2 )
- الانقلاب البومديني ( بودين ) ، وفشل اختيارات الدولة الجزائري ...
- وثيقة نادرة : بلاغ حول الاراضي المغربية المغتصبة . - الاتحاد ...
- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
- الحاكمية
- سيناريوهات الحرب القادمة والخطة المحكمة لمواجهتها ( تابع )
- الخطة المحكمة لمواجهة اية حرب طارئة بالمنطقة ( تابع )
- حتى لا تداهمنا بغثة الحرب القادمة ( تابع )
- التهديد بالعودة الى الحرب
- القرارات الاممية حول لالصحراء .
- قراءة لقرار مجلس الامن 2414 حول الصحراء .
- حين يتم ضرب وحدة العمال ، يتم ضرب الوعي الطبقي / الاجتماعي - ...
- ( المثقف ) المغربي الانتهازي
- عندما تصبح القيادة البورصية عائقا امام تبلور فكر طبقي / عمال ...
- سيناريو القرار المقبل لمجلس الامن حول الصحراء .
- حقوق الانسان
- دور الاجهزة البورصية النقابية في ضرب وحدة العمل النقابي واعا ...
- هل ستندلع الحرب في الصحراء ؟
- الكرْنفالْ -- الجُّوطية


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحل كان في اصله فاشلا -- علامات انهيار الدولة الجزائرية ( 4 )